أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية استعداد قوات بلادها للوصول إلى أي مكان في اليمن، يُمكن أن يحتجز فيه تنظيم القاعدة أحد رعاياها، بعد ثلاثة أيام من عملية إنقاذ «فاشلة» لصحفي أمريكي ومعلم جنوب أفريقي. وقال السفير الأمريكي في صنعاء ماثيو تولر في مؤتمر صحفي محدود، اليوم الثلاثاء، إن العملية "لم تفشل"، وكانت بالتنسيق مع مكافحة الإرهاب اليمنية "وكُنّا ندرك جميعاً مدى خطورتها".
ونفى ماثيو تواصلهم مع أعضاء في تنظيم القاعدة بشأن تحرير سومرز "لم يكن هناك أي تواصل مع القاعدة بشأن الرهينة الذي قُتل، كما أن الولاياتالمتحدة لا تدفع فدية مقابل أي محتجز".
وأضاف "محاولة تحرير سومرز تدل على البُعد الذي يمكن للولايات المتحدة أن تذهب إليه لتحرير أي مواطن أمريكي في الأراضي اليمنية".
وتخوض اليمن بمساعدة حلفائها الأمريكيين حرباً مفتوحة مع أنصار الشريعة الجناح المسلح لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والذي يقوده متشددون سعوديون ويمنيون، أغلبهم مطلوبون رئيسيون لواشنطن.
وهاجم تنظيم القاعدة بتفجيرين انتحاريين، اليوم الثلاثاء، قاعدة عسكرية مركزية في شرق اليمن، أسفرت عن مقتل خمسة جنود على الأقل، وجرح أربعة آخرين.
ووصف السفير الأمريكي تنظيم القاعدة ب"الآفة"، وقال إن حكومة بلاده عازمة على التخلص منه، وتحدث عن ضحايا مجمّع وزارة الدفاع (العرضي) الذي قُتل فيه 56 شخصاً "نتذكر ضحايا وزارة الدفاع ونجدد تصميمنا على التخلص من هذه الآفة في البلاد اليمنية وتعازينا لأسر الضحايا".
عقوبات مضاعفة على الحوثيين.. وصالح أعاق مخرجات الحوار
وقال السفير الأمريكي رداً على سؤال "المصدر أونلاين"، بشأن تواجد المليشيات المسلحة في العاصمة ومُدن عدّة، وهل تتعامل واشنطن مع سلطات "الأمر الواقع: "نحن حريصون على تنفيذ المبادرة الخليجية، ونعتبرها الحل الوحيد لمستقبل اليمن".
ونفى السفير وجود أي مبادرة خليجية أخرى، وقال إن مجموعة من بنود اتفاق السلم والشراكة لم تُنفذ بعد وهذا يمثل قلقاً بالنسبة لأمريكا.
وأضاف أيضاً: "تم فرض عقوبات على اثنين من قادة جماعة الحوثيين، وإذا حاولوا تحقيق أهدافهم بالقوة فستكون هناك عقوبات مضاعفة ضد الجماعة". وقال: "إن احتلال المؤسسات والمقار الحكومية أضر بشكل كبير على دخل الدولة".
وتحدث عن نقاط التفتيش التابعة للحوثيين قائلاً: "كان يجب أن ترفع قبل فترة، نحن ندعو إلى وقف هذه الحملات، كما ندعو الأطراف إلى أن تحترم التزاماتها بموجب اتفاقية السلم والشراكة، والأمن هو المكلف بحماية الناس ومخرجات الحوار تتضمن تشكيل جيش وطني".
وأضاف: "تأثر ميناء الحديدة ومطار صنعاء بتواجد الحوثيين وهما يمثلان دخلاً أساسياً بالنسبة للدولة".
وفيما يتعلق بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، قال إن قرار العقوبات تم اتخاذه بإجماع 15 دولة، بعد أن تبيّن أنه يُحاول إعاقة تنفيذ مخرجات الحوار، "هذه دعوة له ولأمثاله لكي يكونوا داعمين للخطوات الإيجابية في اليمن".
وحذّر السفير الأمريكي جماعة الحوثيين من محاولة تحقيق أهدافهم ب"أساليب غير مقبولة لدى المجتمع الدولي".
وقال إنه ليس من حق أي طرف سياسي تحقيق عدالة سياسية عن طريق العنف وتهديد الآخرين.
وقال إن الولاياتالمتحدةالأمريكية عملت على إشراك الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني "وكان هذا أمراً ايجابياً بالنسبة لهم، وليس من حق أي طرف تحقيق عدالة سياسية عن طريق العنف وتهديد الآخرين".
شُكوك المانحين
في هذا الصدد، قال السفير الإمريكي إن بعض المانحين يشكُّون في قدرة المؤسسات اليمنية على استخدام الموارد المالية. وتعيش اليمن أسوأ أزمة اقتصادية منذ أعوام، وهو أمرٌ يبعث على القلق.
وكان خبراء اقتصاديون ومسؤولون حكوميون حذروا في وقت سابق من أن العجز في الموارد المالية قد يصل إلى عدم تمكن الحكومة دفع رواتب الموظفين، لكن ناطق الحكومة نفى مؤخراً هذه الأخبار.
ويفاقم تفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء الوضع الاقتصادي في البلد، حيث يُكبّد اليمن خسائر فادحة.
في ختام المؤتمر الصحفي، قال ماثيو تولر إن حكومة الكفاءات الحالية فذّة وتبذل جهوداً واسعةً من أجل البلد.