في سبتمبر الماضي، وفي أعقاب نصب جماعة الحوثيين لمخيمات اعتصامها أمام وزارة الداخلية والمطار والصباحة، نشر «العقيد زكريا الشامي» قائمة من وصفهم ب«القتلة والمجرمين والسفاحين وعملاء السفارات الأجنبية». بعد نحو ثلاثة أشهر، كانت جماعة الحوثيين تسيطر على العاصمة صنعاء ومدن وبلدات يمنية عدة، وكانت وكالة «سبأ» الحكومية تنشر قائمة من التعيينات في صفوف المؤسسة العسكرية، و«اللواء زكريا الشامي نائباً لرئيس هيئة الأركان».
يا لغرابة الصدفة، فالرئيس اليمني المشير عبدربه منصور هادي وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، يعيّن اليوم «الشامي» نائباً لرئيس الأركان، وهو الذي وضع اسمه على رأس قائمة «عصابة القتلة».
كان رئيس الحكومة السابق محمد سالم باسندوة، وعلي محسن الأحمر، وحميد الأحمر، ووزير الداخلية عبده الترب وقيادات أمنية، بالإضافة إلى وزير الإعلام السابق نصر طه مصطفى مشمولين في قائمة «الشامي».
وعلى الرغم من إن «الشامي» مثّل الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني المنعقد خلال العام الماضي، وزامل سياسيين آخرين من أعضاء حزب الإصلاح في فريق «أسس بناء الجيش والأمن»، بيد إنه يصفهم في قائمته ب«المظلة السياسية لداعش وأخواتها في اليمن».
ويطلق مناصرو جماعة الحوثيين صفة «دواعش» على عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، وتوسعت دائرة اللفظ لتشمل كل معارضيهم بمن فيهم السلفيين والإصلاحيين وحتى اليساريين أيضاً.
وتصر الجماعة على إن حروبها في رداع وسط اليمن لأجل محاربة «التكفيريين والدواعش»، الحرب على «الدواعش» كانت ذريعة جيدة سوقتها الجماعة للسيطرة على محافظاتالحديدة وإب وغيرها.
حرص «العقيد زكريا الشامي» يومها على الجميع التفاعل مع القائمة الأولية بأسماء «العصابة التي سفكت بدماء الثوار»، توعدها أيضاً بالملاحقة القضائية عبر المؤسسات والمنظمات الدولية.