ضيق الرئيس عبدربه منصور هادي من خيارات جماعة الحوثيين كثيراً وحشرها في زاوية ضيقة بعدما تمكن ليلة السبت من اختراق الحصار الحوثي المفروض عليه منذ 22 يناير الماضي والفرار إلى مدينة عدن بواسطة خطة سرية على الأرجح. ووجدت الجماعة المسلحة التي استولت على الحكم بالقوة ووضعت الرئيس وحكومته تحت الإقامة الجبرية في مأزق سياسي بعد مرور أربعة أسابيع من استيلائها على السلطة دون العثور على غطاء شرعي لسلطتها في ظل رفض الأحزاب السياسية الكبيرة لانقلابها وكذلك المجتمع الدولي ودول الإقليم.
وزادت الدول الغربية ودول إقليمية ذات علاقات شديدة الأهمية لليمن أن أغلقت سفاراتها وأجلت بعثاتها الدبلوماسية من صنعاء مما ضرب عزلة دولية على سلطة الحوثيين المنبوذة شعبياً في الأساس, قبل أن يدين مجلس الأمن الدولي إجراءات الحوثيين الأحادية وانقلابهم على الشرعية التوافقية وطالبها في قراره رقم 2201 الصادر الأسبوع الماضي بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل انقلابها.
ومع كل ذلك, إلا أن نجاح هادي في الخروج من الحصار الذي كان مضروباً عليه يصنع المأزق الحقيقي للحوثيين الذين كانوا قد أطمأنوا إلى أن الرئيس لم يعد يفكر بسلطته بعدما أطاحوا به ووضعوه تحت الإقامة الجبرية.
فهادي مازال يملك الشرعية التوافقية من الناحية النظرية وباستعادة حريته, سيلتف المجتمع الدولي حوله وبدلاً عن المطالبة سابقاً برفع الحصار عنه, سيتحول المجتمع الدولي والإقليم بالمطالبة بإعادته إلى السلطة وتمكينه منها.
والأكثر فاعلية من ذلك, أن انتقال هادي إلى عدن التي تتوسط المحافظات التي لا يملك الحوثيون سلطة فيها يخلق مأزقاً عملياً للجماعة المسلحة بما يشكله ذلك من سلطة موازية مدعومة دولياً وإقليمياً وضرب حصار على سلطة الحوثيين في صنعاء في انتظار إعادة السلطة الشرعية إلى عاصمة البلاد.
وكشف ارتباك الجماعة العنيفة أمام السلطة التي أسقطتها لحسابها عن افتقارها إلى الخبرة السياسية والغطاء الشعبي والسياسي الفاعل في مقابل اعتمادها على قوة السلاح في مجمل تحركاتها.