أعلنت وزارة الخارجية الهندية أن أكثر من نصف المواطنين الهنود الأربعة آلاف الذين حوصروا في اليمن، ممرضات، وذلك في أحدث تهديد أمني للطواقم الطبية العاملة في الشرق الأوسط بعد خطف عشرات من أفرادها في العراق العام الماضي. والممرضات ومعظمهن من ولاية كيرالا في جنوبالهند، يتم التعاقد معهن في الغالب بشروط قاسية مع وسطاء يحصلون على أتعابهم مقدماً وترفض المستشفيات السماح لهن بالسفر لأنها ستغلق أبوابها من دون الأطقم الأجنبية. وتعمل الممرضة آشا (29 عاماً) -وهي زوجة ساجيش ماثيو- منذ ثلاث سنوات في مستشفى النقيب في مدينة عدن الساحلية التي كانت مسرح اشتباكات عنيفة اليوم الاثنين. يقول ماثيو إن "المناطق حول المستشفى خاضعة الآن لسيطرة المتمردين الحوثيين"، مضيفاً أن 34 ممرضة أخرى يعملن مع زوجته في المستشفى. وتابع أن ميناء عدن دمر وأن الطريق إلى صنعاء غير آمن. ورغم أنه لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا هنود، فإن مأزق الممرضات في اليمن يعيد إلى الأذهان محنة خطف 46 ممرضة هندية من مستشفى في العراق العام الماضي وقت زحف مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"- "داعش" على تكريت. وأطلق سراح الممرضات ورحلن في حزيران، فيما كان نصراً مبكراً لحكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي. لكن مصير 39 عامل بناء هندياً خطفوا في الموصل لا يزال غامضاً. وتبذل وزارة الخارجية الهندية جهوداً لنقل الرعايا الهنود جواً من العاصمة اليمنيةصنعاء. ونقل 80 هندياً جوا إلى جيبوتي على الشاطئ المقابل من خليج عدن. وقال المتحدث باسم الخطوط الجوية الهندية سيد أكبر الدين، للصحافيين اليوم الاثنين، إن طائرتين تابعتين للشركة تقفان على أهبة الاستعداد في مسقط عاصمة عمان، لكنهما لم تحصلا على إذن بالطيران إلى صنعاء لترحيل الهنود. وأضاف أن 400 هندي يجري ترحيلهم بحراً من عدن وسيصلون إلى جيبوتي يوم غد الثلاثاء، مشيراً إلى أن سلاح الجو الهندي سيتولى إعادتهم إلى بلادهم. وكانت الحكومة الهندية أصدرت سلسلة تحذيرات للرعايا الهنود في اليمن هذا العام آخرها قبل وقت قصير من بدء الحملة الجوية السعودية على الحوثيين المتحالفين مع إيران. واستجاب روبن جيكوب تشاندي وركب طائرة من صنعاء ليصل إلى ثيروفانا ناثابورام عاصمة كيرالا اليوم، مع بضعة هنود آخرين نزحوا بسبب القتال. ويقول تشاندي ان "الوضع حرج... السعوديون يشنون الكثير من الغارات. تبدأ من السادسة مساء حتى السادسة صباحا تقريبا". ويفيد أكبر الدين عن سفينة حربية هندية تعمل في مكافحة القرصنة تتجه إلى عدن وستنضم إليها سفينتان حربيتان أخريان، مضيفاً أن سفينتي ركاب سعتهما ألف ومئة شخص أبحرتا من الهند إلى اليمن. ويروي الهنود العائدون من اليمن أن الوضع هناك خطير خاصة في عدن. ويشير ليجو جورج، الذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات وعاد إلى كيرالا من صنعاء اليوم، إلى أنهم "لا يستطيعون الخروج من مساكنهم. كثيرون نفد الماء والطعام من بيوتهم. لا توجد وسيلة لخروجهم من المنازل والحصول على الاحتياجات الضرورية". ومن جهته يتحدث رانجيث شيراكاثيل، وهو معاون طبي في المستشفى العسكري في صنعاء، عن أنه وزوجته التي تعمل ممرضة، قررا البقاء مع عدد قليل آخر. ويضيف أن معظم العاملين الطبيين الهنود في المستشفى وعددهم 240 ينتظرون حتى تتاح لهم رحلة جوية لمغادرة صنعاء. ويتابع شيراكاثيل، متحدثا بالهاتف من المستشفى، ان "معظم العمليات في المستشفى ستتوقف عندما يرحلون. لن يبقى أحد لرعاية من يصابون بجروح في الهجمات". ويختم بالقول: "هذا غير إنساني. ضميري لا يسمح لي بأن أتركهم على هذا الحال".