حارب صالح اليمنيين منذ او ل لحظة وثب الى الحكم بفضل " تاريخ ذباب وباب المندب وتدريبات اسمرة". لم يخض يوما حربا ضد الخارج . كان يمزق اليمنيين بمزاعم توحيدهم في 94 حاشدا عصبياته وتحالفاته القبلية والدينية، وكانت بؤرة تركيزه ، كرئيس مكرس للفساد ، على الثروة والاراضي والجبال والميناء .
كان يصرخ كأي محتال : الوحدة او الموت ، وكان يريدها له " وحده " لا شريك له، أرض مليئة بالثروات، بسكان يجب ان يلقى بهم في سجلات التقاعد . عندما احتلت أسمرة جزيرة حنيش ، توارى كقائد " حكيم " مهمته خوض الحروب ضد شعبه، فقط، وذهب الى لجنة التحكيم الدولية، ولم يجرب حتى إطلاق رصاصة واحدة في وجه أفورقي !
ظلت اسمرة تمتهن كرامة الصيادين اليمنيين حتى آخر لحظة من حكمه- ومتى توقف عن الحكم والعربدة - ومازالت حتى اليوم، وكان صياد يمني يروي قبل سنوات كيف كان سجان ارتيري يسأله ساخرا: انت من بلاد الرئيس السارق ؟ ذات مرة ، كتب محمد المقالح ، ان صالح خاض واشعل فتيل 14 الف حرب داخلية متعددة الانواع بين صغيرة وكبيرة طيلة فترة حكمه ، قبل ان يذهبا معا لإشعال الحرب الاكثر تدميرا في تاريخ اليمن !
شكل صالح جيشا غارق في الولاء الأسري والمناطقي والطائفي، انفض بمجرد صعود رئيس ضعيف وسيئ التدبير من " منزل" ليصبح في عهدة ميليشيات بدافع انهم يشبهون بعض في تفاصيل الهوية الصغيرة " الطائفية" خشية ذهاب الحكم الى "البراغلة " ومغادرة " المركز المقدس ".
اليوم يحتشد صالح والحوثي وقد تغيرت قبلة " المال " والارتزاق من الرياض الى طهران ، بخطاب تعبوي عن السيادة المنتهكة والعدوان الخارجي، لكنهما بدلا من التوجه الى السعودية لمواجهة " العدوان " يستميتان في سحق المدنيين في عدن وتسجيل أكبر قدر ممكن من الاصابات القاتلة في صفوف المدنيين والخراب في المدينة المسالمة !
قبل ان يقرر تحالف صالح الحوثي شن الحرب على اليمنيين و" التعبئة العامة " لفصيل طائفي ضد شعب، كانت المظاهرات في كل مكان تناهض هذه النزعة الاجرامية الحربية وتدعو الى السلام والحكمة .
لم يكن " التدخل الخارجي " قد اصبح واقعا، لكن كيف سيتذكر حلف اجرامي لا يرى في اليمنيين سوى اهدافا للموت والغطرسة، الحكمة التي لا يعرفها الا كلما شاهد الموت قادما اليه من الخارج ؟