سيطر المتمردون الحوثيون اثر معارك عنيفة الخميس على القصر الرئاسي في عدن، اخر رموز الدولة اليمنية، ما يشكل نكسة للسعودية المنهمكة منذ ثمانية ايام في حملة جوية ضد الميليشيات التي تدعمها ايران. وقال مسؤول امني يمني رفيع ان الحوثيين الشيعة وحلفاءهم سيطروا على القصر الرئاسي حيث استقر هادي اثر فراره من صنعاء في شباط/فبراير، قبل ان يلجا الى السعودية.
واكد المسؤول الذي شاهد وصول المتمردين الى القصر ان "عشرات من عناصر ميلشيا الحوثيين وصلوا على متن مصفحات وناقلات جند الى قصر المعاشيق".
وواجه المتمردون مقاومة شديدة من "اللجان الشعبية" التي حاولت في وقت لاحق طردهم من المجمع الرئاسي.
وهذه اللجان رديفة للجيش الموالي للرئيس هادي، وقال احد عناصرها بعد الساعة 16,30 بالتوقيت المحلي (13,30 تغ) ان "المقاتلين يستخدمون مدافع الدبابات" داخل المكان.
يقع المجمع الرئاسي على تلة بركانية مرتفعة قرب شاطئ البحر ولا يمكن الوصول اليه سوى عبر طريق كثيرة التعرجات.
ويأتي هذا التطور المهم في اليوم الثامن من الحملة الجوية التي يشنها تحالف عربي بقيادة السعودية التي اعلنت رغبتها في الحاق الهزيمة بالحوثيين.
وسيطر المتمردون على القصر الواقع في حي كريتر اثر معارك عنيفة.
وقالت مصادر عسكرية وطبية ان ما لايقل عن 44 شخصا بينهم 18 مدنيا قتلوا في عدن خلال مواجهات دامية بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة وانصار هادي من جهة اخرى.
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان "عشرين متمردا حوثيا قتلوا في المعارك" في حين اكد مصدر طبي "مقتل 18 مدنيا وستة من عناصر اللجان الشعبية" الرديفة للجيش الموالي للرئيس هادي.
يذكر ان المجمع الرئاسي في عدن تعرض لغارتين شنهما المتمردون الشهر الماضي بينما كان هادي ما يزال يسكنه قبل ان يلجا الى السعودية في 26 منه.
ورغم اعلان التحالف العربي اكتمال الحصار البحري على اليمن، استطاعت القوات الموالية لصالح انزال قوة خاصة صغيرة العدد في مرفا عدن الواقع في حي كريتر الخميس.
وقال مستشار سعودي رافضا ذكر اسمه لفرانس برس "استطيع ان اؤكد ان القوات التي نزلت المرفا ليست من القوات الخاصة السعودية". واضاف "انها قوات خاصة يمنية موالية" لصالح المتحالف مع الحوثيين الذين تدعمهم ايران.
وتابع المستشار ان "القوة وصلت على متن قارب صغير الى المرفا في حي كريتر" للسيطرة عليه مشيرا الى ان عددها ليس كبيرا.
ومنذ صباح الخميس، حقق المتمردون اختراقا في عدن حيث قتل عشرات الاشخاص منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" في 26 الشهر الماضي بقيادة الرياض الراغبة في منع امتداد "النفوذ" الايراني الى اليمن.
ورغم الضربات التي ادت الى تدمير اجزاء من منشآت وقواعد اعدائه، فان التحالف الذي يجمع تسع دول عربية بات يواجه انتقادات بسبب الاضرار والخسائر الجانبية الناجمة عن الضربات.
وعلى غرار الوكالات التابعة للامم المتحدة، دعت منظمة "العمل لمحاربة الجوع" (اكسيون كونتر لا فان) المجتمع الدولي الى "الاعتراف بخطورة الازمة الانسانية" مؤكدة ضرورة ارسال مساعدات بشكل مكثف.
وكمؤشر على تزايد الصعوبات، قتل اول عسكري سعودي من حرس الحدود واصيب عشرة اخرون خلال تبادل لاطلاق النار مساء الاربعاء في احدى المناطق الحدودية مع اليمن، وذلك منذ انطلاقة عمليات التحالف العربي ضد الحوثيين.
واوضحت وزارة الداخلية ان حرس الحدود في إحدى نقاط "المراقبة الحدودية المتقدمة بمركز الحصن بمنطقة عسير تعرضوا لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية ما ادى الى مقتل العريف سلمان المالكي وإصابة عشرة بجروح "غير مهددة للحياة".
من جهته، قال مصدر دبلوماسي غربي في الرياض ان "المتمردين يضغطون على عدن التي تشكل النقطة الاضعف في الاستراتيجية السعودية" لان القوات الموالية لهادي في المدينة تسودها الفوضى والتشرذم حسب قوله.
على صعيد اخر، اعلن مسؤول امني ان مسلحين من تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" اقتحموا فجر الخميس السجن المركزي في المكلا، كبرى مدن حضرموت، وحرروا حوالى 300 سجين بينهم احد قادة التنظيم البارزين.
وقال المصدر لفرانس برس ان "احد ابرز قادة القاعدة خالد باطرفي الموقوف منذ اكثر من اربعة اعوام من بين نحو 300 سجين تمكنوا من الفرار اثر اقتحام السجن".
واضاف ان اشتباكات دارت في السجن اسفرت عن مقتل حارسين وخمسة من السجناء.
يذكر ان باطرفي من ابرز قادة القاعدة في ابينالجنوبية التي سيطر عليها التنظيم لمدة عام بين 2011 و 2012.
وبالاضافة الى السجن، هاجم مسلحو القاعدة الميناء والقصر الرئاسي ومقار الادارة المحلية والمحافظ والامن والمخابرات وفرع المصرف المركزي في المدينة الساحلية، بحسب المصدر.
يشار الى ان القاعدة تحظى بوجود قوي في جنوباليمن وشرقه وخصوصا محافظة حضرموت.