قال شهود عيان إن 3 غارات جوية استهدفت، مساء الخميس، جزيرة ميون اليمنية المشرفة على مضيق باب المندب الاستراتيجي. وأشار الشهود لمراسل الأناضول، إلى أن الغارات استهدفت دفاعات أرضية كان الحوثيون قد نصبوها في الجزيرة بعد سيطرتهم عليها الأيام الماضية. وكان الحوثيون قد سيطروا على “اللواء 17″ المشرف على حماية مضيق باب المندب وجزيرة ميون وادخلوا اسلحتهم عليه. وقال مصدر عسكري، في تصريح سابق للأناضول إن قائد اللواء العميد محمد الصباري والموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح قام بتسليمه للحوثيين دون مقاومة. وفي الوقت نفسه، شنت طائرات التحالف غارات جوية أخرى مساء اليوم الخميس، على مواقع للدفاع الجوي في محافظة تعز، وسط اليمن. وقال شهود عيان إن انفجارات دوت في المدخل الشرقي للمدينة بالقرب من مطار تعز، فيما كان رد المضادات الأرضية محدودا على غير العادة. وأشار الشهود إلى الطيران الحربي حلق اليوم على علو منخفض، كما سمعت أصوات الطائرات تحلق في أجواء المدينة للمرة الأولى. جاء ذلك فيما اعلنت مسؤولة العمليات الانسانية في الاممالمتحدة فاليري آموس الخميس ان حصيلة المعارك في اليمن حيث تقود السعودية حملة عسكرية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران بلغت في اسبوعين 519 قتيلا ونحو 1700 جريح. واعربت آموس عن “قلقها البالغ” على سلامة المدنيين العالقين في المعارك الدائرة في هذا البلد. وفي وقت سابق سيطر المتمردون الحوثيون اثر معارك عنيفة الخميس على القصر الرئاسي في عدن، آخر رموز الدولة اليمنية، ما يشكل نكسة للسعودية المنهمكة منذ ثمانية ايام في حملة جوية ضد الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران. وقال مسؤول امني يمني رفيع ان الحوثيين الشيعة وحلفاءهم سيطروا على القصر الرئاسي حيث استقر هادي اثر فراره من صنعاء في شباط/فبراير، قبل ان يلجأ الى السعودية. واكد المسؤول الذي شاهد وصول المتمردين الى القصر ان “عشرات من عناصر ميليشيا الحوثيين وصلوا على متن مصفحات وناقلات جند الى قصر المعاشيق”. وواجه المتمردون مقاومة شديدة من “اللجان الشعبية” التي حاولت في وقت لاحق طردهم من المجمع الرئاسي. وهذه اللجان رديفة للجيش الموالي للرئيس هادي، وقال احد عناصرها بعد الساعة 16,30 بالتوقيت المحلي (13,30 تغ) ان “المقاتلين يستخدمون مدافع الدبابات” داخل المكان. ويقع المجمع الرئاسي على تلة بركانية مرتفعة قرب شاطئ البحر ولا يمكن الوصول اليه سوى عبر طريق كثيرة التعرجات. وفي وقت لاحق، اكد مسؤول رفيع في وزارة الدفاع اليمنية سقوط القصر الرئاسي موضحا ان “القوات التي تسيطر عليه تابعة للوحدات الخاصة في الحرس الجمهوري الموالي لعلي عبد لله صالح”. ويأتي هذا التطور المهم في اليوم الثامن من الحملة الجوية التي يشنها تحالف عربي بقيادة السعودية التي اعلنت رغبتها في الحاق الهزيمة بالحوثيين. وسيطر المتمردون على القصر الواقع في حي كريتر اثر معارك عنيفة. وقالت مصادر عسكرية وطبية ان ما لا يقل عن 44 شخصا بينهم 18 مدنيا قتلوا في عدن خلال مواجهات دامية بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة وانصار هادي من جهة اخرى. وفي الرياض اعلن المتحدث باسم التحالف العميد احمد عسيري في مؤتمر صحافي مساء الخميس ان الوضع في عدن “مستقر”. وقال العميد عسيري ان “الميليشيات الحوثية لا تسيطر على اي مبنى حكومي في عدن”، من دون ان يشير بالتحديد الى القصر الرئاسي. وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان “عشرين متمردا حوثيا قتلوا في المعارك” في حين اكد مصدر طبي “مقتل 18 مدنيا وستة من عناصر اللجان الشعبية” الرديفة للجيش الموالي للرئيس هادي. يذكر ان المجمع الرئاسي في عدن تعرض لغارتين شنهما المتمردون الشهر الماضي بينما كان هادي لا يزال يسكنه قبل ان يلجا الى السعودية في 26 منه. ورغم اعلان التحالف العربي اكتمال الحصار البحري على اليمن، استطاعت القوات الموالية لصالح انزال قوة خاصة صغيرة العدد في مرفا عدن الواقع في حي كريتر الخميس. وقال مستشار سعودي رافضا ذكر اسمه لفرانس برس “استطيع ان اؤكد ان القوات التي نزلت المرفا ليست من القوات الخاصة السعودية”. واضاف “انها قوات خاصة يمنية موالية” لصالح المتحالف مع الحوثيين الذين تدعمهم ايران. وتابع المستشار ان “القوة وصلت على متن قارب صغير الى المرفا في حي كريتر” للسيطرة عليه مشيرا الى ان عددها ليس كبيرا. ومنذ صباح الخميس، حقق المتمردون اختراقا في عدن حيث قتل عشرات الاشخاص منذ بدء عملية “عاصفة الحزم” في 26 الشهر الماضي بقيادة الرياض الراغبة في منع امتداد “النفوذ” الايراني الى اليمن. ورغم الضربات التي ادت الى تدمير اجزاء من منشآت وقواعد اعدائه، فان التحالف الذي يجمع تسع دول عربية بات يواجه انتقادات بسبب الاضرار والخسائر الجانبية الناجمة عن الضربات. وعلى غرار الوكالات التابعة للامم المتحدة، دعت منظمة “العمل لمحاربة الجوع″ (اكسيون كونتر لا فان) المجتمع الدولي الى “الاعتراف بخطورة الازمة الانسانية” مؤكدة ضرورة ارسال مساعدات بشكل مكثف. وكمؤشر الى تزايد الصعوبات، قتل اول عسكري سعودي من حرس الحدود واصيب عشرة اخرون خلال تبادل لاطلاق النار مساء الاربعاء في احدى المناطق الحدودية مع اليمن، وذلك منذ انطلاقة عمليات التحالف العربي ضد الحوثيين. واوضحت وزارة الداخلية ان حرس الحدود في إحدى نقاط “المراقبة الحدودية المتقدمة بمركز الحصن بمنطقة عسير تعرضوا لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية ما ادى الى مقتل العريف سلمان المالكي وإصابة عشرة بجروح “غير مهددة للحياة”. من جهته، قال مصدر دبلوماسي غربي في الرياض ان “المتمردين يضغطون على عدن التي تشكل النقطة الاضعف في الاستراتيجية السعودية” لان القوات الموالية لهادي في المدينة تسودها الفوضى والتشرذم بحسب قوله.