بعد قصف التحالف لجبل نقم في صنعاء وتطاير المقذوفات من مخازن السلاح فيه الى مناطق عديدة في العاصمة، في مشهد ارتاعت من هوله القلوب، تعالت الصرخات والاستغاثات في الداخل التي تنادي بوجوب أن يرى العالم ويسمع ويعي ما يجري. في الوقت ذاته كانت تعز تقصف بلا هوادة من قبل مليشيات الحوثي وصالح ، قصف استمر منذ ليل الأحد ولم يهدأ حتى فجر الثلاثاء قتل فيه من قتل وجرح فيه من جرح وشرد فيه من شرد وضاع فيه من ضاع، ولم ترتفع الاصوات مناديه العالم ليرى ويسمع ويتكلم.
معها كان مسلسل الذبح والاستباحة مستمرا في عدن والضالع وأبين ولحج ومارب وو حينها أصيبت نفس تلك الافواه والعيون والاذان بالبكم والعمى والصمم.
الاثنين على كارثيته في صنعاء كان فرصة للجميع ليتشاطروا الهول والهلع على النفس والنفيس، تلك هي لحظات الرعب يا سادة التي عاشها قبلكم أبرياء المناطق التي اغتالتها يد العدوان الداخلي أو كما يحلو للبعض ان يسميه " الاقتتال الداخلي " أو " الصراع " أو "الحرب الداخلية" أو " حرب الشرفاء من أبناء الوطن ضد العملاء والخونة والقاعدة وداعش والتكفيريين".
بالنسبة لي لا فرق فكلها تؤدي إلى نتيجة واحدة لا يمكن الاختلاف على تسميتها: إزهاق أرواح أبرياء وإراقة دماء يمنية زكية هي دماء أبناء هذا الوطن الذي أثخنته الجراح واستوطنه القتل والبؤس والقهر والكراهية لدرجة ان البعض اصبح يرى انه لم يعد فيه متسع للجميع، ولا عزاء لليمن.
إلينا جميعا أقول هذه ليست مسيرة " قرآنية " بل مسيرة انتحارية " شيطانية".... إننا نقتل أنفسنا بأيدينا، فهل نتعظ وهل نفيق؟