السبت الماضي وقع 3 من مسلحي الحوثي أسرى بيد المقاومة الشعبية بالقرب من "تبة المصارية" غرب مأرب، وأثناء اقتيادهم نحو مكان آمن انفجر "لغم أرضي" بأحد الأسرى ما أدى لمقتله وجندي من الجيش الوطني على الفور، فهمس أحد عناصر المقاومة لزميل له " ربما أنه هو من وضع هذا اللغم وها هو يقتل به"!. وبات يُنظر الى قيام الحوثيين بزراعة الألغام سواء في عدن أو لحج سابقاً، أو مأرب حالياً، كمؤشر على شعورهم بالهزيمة وعدم الاستمرار فيها، فيلجؤون لزراعة الألغام التي تظل تحصد أرواح المدنيين نيابة عن عناصر ميليشيا الجماعة وحلفائها على المدى الطويل. كما أن الحوثيون يعتقدون أن الألغام قد تؤخر تقدم الجيش الوطني والمقاومة المعززة بقوات من التحالف، وتؤمن لهم انسحاب آمن.
وعلى ذلك، فإن المهمة الأولى للمقاومة والقوات المشتركة بعد السيطرة على مواقع الحوثيين هي نزع الألغام، حيث يزرعها الحوثيون بأنواعها قبل انسحابهم، وبمختلف الأشكال، يدفنون بعضها في الأرض، وبعضها يضعونها في عُلب بلاستيكية وأخرى تغطى بأشجار، ما استدعى جلب عدد من كاسحات الألغام للبحث عنها وتفجيرها.
وبعد تحرير عدن أواخر يونيو الماضي، من ميليشيا الحوثي وصالح، كشف مسؤول حكومي ل "الجزيرة" أن الميليشيا قامت بزراعة نحو 20 ألف لغم في مناطق عدنولحج، وبحسب مصادر طبية، فإن عدد ضحايا الألغام وصل في مدينة عدن وحدها، إلى أكثر من 30 قتيلاً وعشرات الجرحى بينهم أطفال. و 17 قتيلاً في محافظة لحج، وعشرات القتلى في تعز آخرهم قبل نحو أسبوع حيث قتل 6 مدنيين بينهم طفلين في انفجار لغم بسيارتهم غرب المدينة.
وفي التاسع من سبتمبر الماضي حملت منظمة "هيومن رايتس ووتش" جماعة الحوثي المسلحة، "مسؤولية زرع ألغام محظورة مضادة للأفراد في مدينة عدن الساحلية قبل أن تنسحب".
في المقابل قالت المنظمة بأنه منذ انسحاب مليشيا الحوثي من عدن، "لم تتوفر أي أدلة تبرز أن مقاتلين جنوبيين أو عناصر من التحالف الذي تقوده المملكة استخدموا ألغاما".
وتشكل زراعة الألغام في الأحياء والمزارع من قبل ميليشيا الحوثي وصالح خطراً كبيراً على السكان على وتظل شبحاً يلاحق المدنيين بالقتل أو الإعاقات الدائمة.
وتهتم جماعة الحوثي منذ سنوات بتصنيع الألغام، حيث أنشأت مصنعاً لتصنيعها في محافظة صعدة بمساعدة "خبراء إيرانيين لبنانيين"، وتم تدميره من قبل قوات التحالف إثر عاصفة الحزم.
ودأبت جماعة الحوثي على زرع الألغام في المناطق التي تخوض فيها معارك "غير مجدية"، حيث زرعت في مديرية كشر بمحافظة حجة عام 2011 آلاف الألغام بعد خسارتها الحرب مع قبل "حجور" وأدت ألغام الحوثيين الى مقتل 37 مدنياً بينهم 4 أطفال واصابة 45 شخصاً بينهم 3 إناث بإعاقات دائمة، بحسب تقرير لمنظمة "وثاق" للتوجه المدني.