في شمال محافظة تعز، مقاومة شرسة تسطر بطولات منذ دشن طرفا الانقلاب حربهم الساعية للسيطرة على تعز مطلع العام الجاري، وصمود شباب الأرياف و«صعاليك» الجبل مستمرة. يقدم رجال المقاومة وقوات الجيش الوطني تضحيات يومية في معارك التصدي لمحاولات مليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح اجتياح شمال المدينة، ويتمكنون حتى من التوغل في المناطق والأحياء التي تسيطر عليها تلك المليشيات.
تبدأ جبهة شمال مدينة تعز من جبل جرة، وتلة أنس، ووادي الزنوج بقيادة لواء«الصعاليك»، وتمتد إلى حي عصيفرة إلى شارع الأربعين الموازي لشارع الستين. يشهد جبل جرة مقاومة مستميتة من قبل لواء «الصعاليك» وقوات الجيش الوطني في دفاعهم عن الجبل الأهم من محاولات مليشيات الحوثيين وصالح السيطرة عليه منذ بدايات حربهم ضد تعز.
وسر صمود الجبهة الشمالية خليط من شباب ريف تعز وقوات الجيش الوطني الموالي للشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، ولواء الصعاليك، وهذا التآزر في خنادق شمال المدينة المحاصرة يمكّن المقاومة من خوض أقوى المعارك بما لديهم من أسلحة خفيفة، وقليل منها، أسلحة متوسطة.
مصدر ميداني، يصف ل«المصدر أونلاين» حال مقاومة الجبهة الشمالية: «شباب من مختلف مديريات تعز، يخوضوا معارك كبيرة بخبرات وإمكانيات بسيطة ضد مليشيا الحوثي وقوات المخلوع (صالح) المدربة تدريباً عالياً".
ويضيف: «تعتبر الجبهة الشمالية جبهة منسية من خلال نقص التسليح والذخيرة، وقلة الدعم من التحالف، العربي، واغلب جبهاتها لا تمتلك سوى الأسلحة الرشاشة، وقذائف آر بي جي»، حد تعبيره.
وفي ظل محدودية التسلح لدى رجال المقاومة في تعز، وكثرة متطلبات نتيجة استمرار الحرب بالتزامن مع الحصار الخانق، يقاتل مغاوير الجبهة الشمالية بما تيسر من الإمكانيات القتالية رغم احتشاد المليشيا على الجانب الآخر بعتاد ضخم.
تستخدم مليشيات الحوثيين الأسلحة الثقيلة ضد المقاومة، أبرزها «الدبابات، وصواريخ الكاتيوشا، ومدافع الهاوزر، وعربات مدرعة، ومضادات طيران م.ط23 وم.ط37، وأسلحة رشاشة».
وتطلق المليشيا نيرانها على شباب المقاومة والأحياء من مواقع تمركزها الثابتة والمتحركة في «الدفاع الجوي، وشارع الخمسين، وجبل الوعش، وشارع الستين، ومنطقة الحرير»، وفقا لمصدر ميداني تحدثت ل«المصدر أونلاين».
وأهمية الجبهة الشمالية كثرة مناطق المواجهة مع ميليشيات الحوثيين وصالح شمال المدينة، وتلتقي مع الجبهة الشرقية في كلابة، والجبهة الغربية في الحصب.
وكلما تصاعدت معارك الجبهة الغربية، تكثف مليشيا الحوثي معززة بقوات صالح من معاركهم في الجبهة الشمالية بحثا عن تقدم ميداني يعيق تقدم مقاومة غرب المدينة، ويؤجل تحركات المقاومة نحو تحرير شارع الستين، وقطع الشريان الرئيسي لحركة مليشيا صالح والحوثي شرق وغرب المدينة.
وبقدر ما تمثل الجبهة الغربية الخطوة الموضوعية لرفع الحصار الجائر عن مدينة تعز، يعد تحرير شارع الستين بداية تحرير المحافظة، ولهذا تسخر مليشيا الانقلاب إمكانياتها من أجل إبقاء المقاومة بعيدا عن الستين.
في الاتجاه الآخر، لمقاومة تعز إرادة تقهر الظروف، فهم يعملون من أجل الوصول إلى الستين في الضاحية الشمالية للمدينة المحاصرة، مهما انشغلوا حالياً في معارك الجبهة الغربية والشرقية أيضاً.
وفي حال تمكنت مقاومة تعز من تحرير شارع الستين، سيكون بإمكانهم منع تحرك تعزيزات المليشيات عبر هذا الخط الاستراتيجي الهام (يقدر طوله بأكثر من عشرين كيلومتراً) ابتداءً من مفرق الذكرة شرقاً إلى نقطة الربيعي غربا.