ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أمس أن وزير البترول السعودي علي النعيمي قال إن المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم لا تفرض قيودا على إنتاجها ولديها الطاقة الإنتاجية التي تتيح لها تلبية مزيد من الطلب. ونقلت الصحيفة عن النعيمي قوله: «سنلبي طلب عملائنا. لم نعد نقيد الإنتاج. إذا كان هناك طلب فسنلبيه. لدينا الطاقة لتلبية الطلب». مضيفاً: «إنها سياسة يمكن الاعتماد عليها ولن نغيرها». أما وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف فتوقع أمس أن يصل سعر برميل النفط إلى 40 دولارا في المتوسط في 2016. وقال سيلوانوف في مقابلة مع تلفزيون روسيا 24: يجب أن نستعد لأي تطورات في وضع أسعار النفط. «تقديراتنا للعام المقبل هي نحو 40 دولارا للبرميل عندما نضع تقديرا للايرادات في الموازنة». وأضاف أنه يتوقع أن ينخفض التضخم إلى 7-6 في المئة بنهاية 2016 مقابل أكثر قليلا من 13 في المئة في 2015. من جهته، توقع مندوب إيران لدى أوبك بأن أسعار النفط في عام 2016 ستتراوح بين 35 و50 دولارا للبرميل ولكنها لن تتجاوز مستوى 60 دولارا خلال السنوات الأربع المقبلة. ووضعت ايران مشروع ميزانيتها في السنة المالية المقبلة، التي تبدأ في 20 مارس، على أساس سعر يتراوح بين 35 و40 دولارا لبرميل النفط. ونقل موقع وزارة النفط الإيرانية على الانترنت (شانا) عن مهدي عسلي قوله: «ستتراوح أسعار النفط العام المقبل 2016 بين 35 و 50 دولارا.. لذا فان ايران لا تخشى انخفاض ايراداتها النفطية». وقال عسلي: «يجب على أعضاء أوبك التوصل إلى حل (لانخفاض أسعار النفط) إذ إن هذا الوضع ليس من مصلحتهم من الناحية الاقتصادية .. السعودية تقول إنها لن تخفض انتاجها النفطي إلا إذا فعلت ايران والعراق وروسيا».
ورغم ضعف أسعار النفط تعهدت ايران بزيادة انتاجها واستعادة حصتها من الصادرات بعد فترة قصيرة من رفع العقوبات الاقتصادية المتوقع في يناير 2016.
وقد ترتفع صادرات ايران بنصف مليون برميل يوميا خلال ستة إلى 12 شهرا بمجرد رفع العقوبات. كما توقع عسلي أن يتجاوز الطلب العالمي على الخام 94 مليون برميل يوميا في 2016 وألا تتخطى الأسعار مستوى 60 دولارا للبرميل قبل 2020. من جهة أخرى، هبطت أسعار خام برنت قرب أدنى مستوى لها في 11 عاما أمس حيث تضافرت مؤشرات على تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة مع وصول المخزونات إلى مستويات قياسية. وجرى تداول خام برنت القياسي قرب 37 دولارا للبرميل بزيادة دولار واحد فقط عن المستويات التي سجلها الأسبوع الماضي، حيث تشير التوقعات إلى أن العامل الأساسي الذي يدعم الخام هو موجة طقس بارد في أوروبا والولاياتالمتحدة سيكون قصير الأجل. وبحلول الساعة 1144 بتوقيت غرينتش بلغ سعر تداول خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة استحقاق شهر 36.92 دولارا للبرميل منخفضا 95 سنتا أو ما يزيد على اثنين في المئة عن سعر آخر تسوية في الجلسة السابقة.
وهبط برنت 75 سنتا إلى 37.04 دولارا للبرميل مسجلا تراجعا بنحو اثنين في المئة. وقال المدير العام ل «بتروماتريكس»أوليفر جاكوب «لا يوجد تحسن كبير في الأساسيات السريعة»، محذرا من أن انخفاض حجم التداول مع اقتراب بداية العام الجديد جعل الأسعار عرضة لتحركات كبيرة. وأثر تباطؤ نمو الطلب، وبخاصة في آسيا، في الأسعار حيث سجل نمو استهلاك الطاقة في الصين هذا العام أدنى مستوياته منذ 1998بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا. وارتفع الخامان الأميركي وبرنت نحو 3 في المئة في الجلسة السابقة على أمل أن تعزز برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة الطلب على النفط لأغراض التدفئة. غير أن بيانات الطقس لدى رويترز تظهر أن متوسط درجات الحرارة في القارة الأوروبية من المتوقع أن ينزل من نحو خمس درجات مئوية حاليا باتجاه المعدل الطبيعي الموسمي عند 2.4 درجة أو دون ذلك قليلا بحلول الثالث من يناير قبل أن ترتفع إلى ما بين ست وثماني درجات بحلول السابع من يناير. من جهة أخرى، أظهرت بيانات من معهد البترول الاميركي أول من أمس أن مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة ارتفعت الاسبوع الماضي مع زيادة مصافي تكرير الانتاج. وزادت مخزونات الخام 2.9 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في 25 ديسمبر لتصل إلى 489.6 مليون برميل في حين كانت توقعات المحللين تشير الى انخفاض قدره 2.5 مليون برميل. وقال معهد البترول إن مخزونات النفط في مركز تسليم العقود الآجلة الاميركية في كاشينج بولاية أوكلاهوما ارتفعت بمقدار 923 ألف برميل. لكن في المقابل، لامس الروبل الروسي أمس مستوى جديدا هو الأدنى هذا العام حيث انخفض لليوم الثالث على التوالي متأثرا بانخفاض أسعار النفط. وبحلول الساعة 0755 بتوقيت غرينتش انخفض الروبل 0.8 في المئة أمام الدولار إلى 72.80 روبل، وانخفض بنسبة مماثلة أمام العملة الأوروبية الموحدة إلى 79.66 روبل لليورو. وانخفضت العملة الروسية لفترة وجيزة إلى 72.97 روبل للدولار عند الفتح وهو أدنى مستوى لها في 2015، قبل أن ترتفع قليلا فوق مستوى 72.85 روبل للدولار وهو المستوى الأدنى السابق في 2015 والذي بلغته اول من أمس.
وقالت ألينا أفاناسييفا المحللة لدى فوركس كلوب: «اليوم يعتمد كثيرا على ديناميكيات أسعار النفط».