214 يوما مرت على تسعة صحفيين مختطفين لدى ميليشيات الحوثي والمخلوع بأمانة العاصمة قضوا معظمها في زنازين انفرادية ضيقة يلفها الظلام ويخيم عليها الرعب، يئنون وجعا ويصرخون استغاثة، ولا من يجيب، بل وليس هناك من يسمع!! اليوم السبت 9/1/2016م يصادف الذكرى الشهرية السابعة لاختطاف الصحفيين التسعة الذين يقبعون في احتياطي سجن الثورة بنقم شرق أمانة العاصمة بعد ان تم اخفاؤهم ومنع الزيارة عنهم لعدة أشهر.
في 9 يوليو من العام الماضي اقتحمت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح أحد الفنادق شمال أمانة العاصمة واختطفت التسعة الصحفيين دفعة واحدة: عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، أكرم الوليدي، عصام بلغيث، حسن عناب، هيثم الشهاب، حارث حميد، هشام طرموم، هشام اليوسفي.
وكانت قد اختطفت قبلهم وحيد الصوفي وبعدهم صلاح القاعدي وآخرين. قبل أن تحل الكارثة على هذا النحو كان الحوثيون قد أغلقوا مقرات القنوات الفضائية والصحف والمواقع الإخبارية والإذاعات المحلية، فلجأ الصحفيون للتنقل من بيت لآخر، ومن فُندق الى فندق بحثا عن مكان يرسلون منه الحقيقة خدمة للشعب اليمني وللعالم، ولكن المليشيات باغتتهم لتزج بهم سجنا فلم يجدوا في أولئك الذين كانوا يخدمونهم من "العالم" من يتعاطف معهم أو يفعل من أجلهم شيئا..!!
أما مليشيا الحوثي والمخلوع فلم تلبث طويلا حتى نشرت ما أسمته قائمة سوداء بأسماء الصحفيين والسياسيين جابت المواقع ووسائل الإعلام بالتزامن مع حركة المسلحين الذين انتشروا في المدينة بحثا عن المشمولين بقائمة الجماعة السوداء.
منذ حلت الكارثة بهؤلاء الصحفيين لم يروا الشمس ولم تكتحل اعينهم بخيط ضوء، يتمنون شربة ماء نقية او وجبة طعام نظيفة أو حتى دورة مياه فلا يحصلون عليها الا بمشقة.. يحاصرهم الألم والمرض من كل جوانب السجن المظلم حتى اللحظة، فضلا عن استمرار تعرضهم خلال هذه الفترة لأصناف التعذيب الجسدي والنفسي وأشكال الإهانة.
قديما قيل "للجدران أذان" تسمع الكلام وتنقله، لكن هؤلاء الصحفيين يتعرضون لكل ذلك بين أربعة جدران صماء ليس لها أذان!! هل هي كذلك فعلا، أم أن هذا العالم الذي نعيش فيه هو الذي غدا بغير أذان!؟