العلامة والمرجع الزيدي الهادوي البارز محمد بن محمد المطاع، في بيان حديث صادر عنه خرج مستنكراً وساخطاً بعد فتواه الشهيرة بتكفير رئيس الجمهورية والمعترفين بشرعيته والتي استنكرها غالبية اليمنيين وهاجموها باعتبارها استغلال قذر للدين والفتوى، خصوصاً مع تضمينه فتواه دعوة صريحة للفتنة والحرب بين اليمنيين. خرج علينا البارحة العلامة المطاع ببيان صارخ ليس ليتراجع عن تكفير الرئيس وشعبه أو الاعتذار عن تخريفه، أو لتوضيح مقصد لم يتبين فهمه، بل ليؤكد إصراره وعزمه على المضي في تكفير اليمنيين وسوقهم نحو حتوفهم ثم ذهابهم الأبدي نحو الجحيم.
سأقف هنا وقفات مع البيان الأخير للمطاع مناقشاً ما أورده من مغالطات. كان العنوان الرئيسي للبيان هو سؤال استنكاري من العلامة المطاع نصه "ماذا تريدون مني؟". من الأحق بهذا السؤال أيها المتطرف ؟
ماذا تريد منّا نحن اليمنيين؟ تقول إن رئيس الجمهورية كافر ومصيره وشعبه الجحيم ثم توجب على شعبه أن يخرج لك في بحر أسبوع 220 ألف قاتل ليحموا أطماعك الحقيرة ورغباتك النازية.
تدعو اليمنيين أن يسجدوا لله شكراً أن وجد بينهم الشاب الأحمق الذي تسبب في الكارثة لمجرد أنه هاشمي.. وتنسى أنك شخصياً ورفاقك من علماء الزيدية المعتبرين في صنعاء قمتم في عام 2004 بإصدار فتوى لعلي عبدالله صالح تجيز له محاربة حسين الحوثي وأخيه عبدالملك في صعده واعتبرتموهم بغاة متمردين ثم تريدنا أن نسجد اليوم له؟.
تتحدث عن تسبب التحالف في قتل اليمنيين وتعتبر رئيس الجمهورية الذي طلب منهم التدخل لمساندته كافراً والمؤيدون مصيرهم الجحيم، ومن لزم السكوت تعتبره منافقاً.. لكنك لم تعترض على ما يمارسه القاتل الطائفي الحوثي منذ سنوات قبل تدخل التحالف، لأن العرقية والسلالية والطائفية تجمعك وإياه في حقدكم على اليمنيين.. ولم تعترض على قيام نجلك الدكتور فضل المطاع بنقل مخطوفين من منازلهم في إب وذمار إلى محارق ومخازن سلاح تتفجر!!.
تدين استعانة الرئيس بالسعودية والتحالف العربي وهو المنتخب من شعبه، فيما شباب أحرار أخرجوا كشوفات مالية توضح أنك أحد من يستلمون اعتمادات مالية شهرية من السعودية منذ 50 عام، وقال البعض إن موقفك الأخير نتيجة انقطاع المخصصات.. هل تريدنا أن نثق بفتواك أيها الأحمق بعد هذا؟
تعال إلى هذه الفقرات من بيانك الأخير وقل لي ماذا تعني أو قل لنفسك كيف أصبح اليمنيون يفهمونكم. "هذا وسوف أنزه يراعي من ذكر من سمحوا لأنفسهم التجني من الذكور أو الإناث أن أشير إليهم بالاسم" .. أي مستوى بلغت من الغرور والتعالي هذا يا مولى الاجتهاد والفتوى وسليل بيت عم النبوة، يذكرني تعاليك وهوسك هذا باحتقار أبناء عمومتك من الهاشميين العلويين لك ولأبناء أسرتك من بيت المطاع كونهم يعاملونكم كطبقة أو سلالة هاشمية حقيرة لأنها ليست من البطنين؟
تقول "ما كنت أتوقع ولا يخطر ببالي أن يوجد رجل محسوب على الرجال أو امرأة محسوبة على النساء يعترض دعوتي" .. لست الله ولا النبي حتى تطاع بهذا الشكل الفج ولو أن اسمك المطاع فلا تظن أن اليمنيين لم يفقهوا، لقد ولّى زمن كنتم تدجلون وتكذبون فلا يقال لكم لماذا، وتقتلون اليمنيين ببعضهم فلا يستنكركم أحد.. هل تظن أن السقوط الذي تعرضت له اليمن على حين غرة من أهلها معناه عودة السيد المطاع والإمام المتبّع؟
إنما جاءت هذه الفورة ليتذكر اليمنيون قبحكم وكانت بمثابة اختبار لينكشف فيه الوجه البشع ومخزون الحقد المهول الذي يحمله من كانوا يقولون إنهم تعايشوا مع اليمنيين.
ثم تواصل القول: "ما كان يخطر في بالي أن يوجد وبالصوت المرتفع العالي من يتآمر بقوة أن يصير بلده اليمن موطنا لشذاذ الآفاق"... لاحظ هذه اللفظة السوقية والشوارعية "شذاذ الآفاق" وتأمل وقعها إذ تصدر من عالمٍ ومرجع فتوى .. لكني أتذّكر جيّداً أن نشطاءكم في الحركة الإمامية كانوا يستخدمونها لوصف المجاميع القبلية التي استعان بها صالح في حروب صعدة، وهي ذات المجاميع من شذّاذ الآفاق التي قاتلتكم في صعده تقاتلون بها اليمنيين اليوم.
أعجبتني في نهاية بيانك الأخير وأنت تتحدث عن ردود الفعل عن الفتوى التي أزعجتك وأوجعتك وأنت تقول يكفيك أنكم اكتشفتم "خلية إجرامية كانت معلقة على قرن الشيطان تحمل سلاح الدمار الشامل تأكل من فُتاته وتشرب من بوله، فهي رجس من عمل الشيطان" في إشارة إلى الأصوات التي انتقدتكم .. هذه الألفاظ السوقية أيضاً تعبر عن إفلاس لدى مراجع علمية يقال أنها معتبرة، لذا أدعوك أن لا تكتفي بهذا الاكتشاف، فالأيام حبلى وفي جعبة اليمنيين الكثير من الذكريات المرة والأوجاع العميقة التي أحدثتموها والجراح القديمة التي نكأتموها.
أخيراً .. يا صاحب الجلالة والفتوى أيها المرجع المجتهد والفقيه النحرير، أعترف لك بألم أن بلدنا اليمن أصبحت موطناً لكثير من شذاذ الآفاق الذين توافدوا عليها من بلدان عدة كالحجاز وطبرستان والديلم والرس وأقاموا بها وتحولوا إلى قادة "مسيرة قرآنية" وفتوى وأئمة ودعاة فتنة، ولم يكونوا من أهل المروءة ولا المعروف ولا الشرف ولم يحترموا أهلها. ولم يتحولوا إلى مواطنين أو يمنيين، فرغم كل هذه السنين مازالوا يقولون عن أنفسهم إنهم "حسنية" و"عباسية".
لكن اليمنيين اليوم عزموا على تنظيف بلادهم وسيخوضون معركتهم الفاصلة بإذن الله، وسينتصرون.