تحل علينا الذكرى الخامسة لثورة الشباب الشعبية السلمية 11فبراير التي أسست لعقد جديد من النضال السلمي ومشروعية الحق في التظاهر ضد السياسات التي حولت البلد إلى مرتع للفساد والمفسدين أملاً في النهوض بهذا البلد إلى حيث يستحق من دولة مدنية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات. تحل ذكرى فبراير هذا العام وأحرار هذه الثورة مابين معتقل وشهيد ومنفي عن هذا الوطن، أو منفي فيه، ضريبة يدفعها الكثيرون من آمنوا بأن الطريق شاق، لكنهم سيعبرونه ليتحقق الحلم الذي أستُشهد في سبيله خيرة الشباب والنساء والأطفال حتى! أين قحطان ياهؤلاء؟ أين حارث حميد؟ اين صلاح القاعدي؟ أين عبدالله قابل؟ أين وأين؟ ستعرف أنها ضريبة كبيرة يدفع ثمنها جزء كبير من أبناء اليمن.
يأبى البعض إلا أن يجرم الثورة لا لشيء إلا لأنها قالت لا لحكم الأسرة والعائلة الذي جعل من الدولة مزرعة للأبناء وخزينة مفتوحة ومناصب ممنوحة، لكني استغرب لمحاولة تسويق أعمال العنف القائمة على حساب ثورة فبراير.. فبراير كانت واضحة منذُ البداية بسمو أهدافها النبيلة التي لم تطلب سوى دولة؟
نعم دولة بكل ما تعنيه من سياسة وتعاملات مدنية يلمسها أبناء الشعب.. يا هؤلاء لم ننس بعد سجون الأمن السياسي التي كانت تمتلئ بنشطائكم مثل علي البخيتي ومحمد المقالح وغيرهم وغير من أصبحوا اليوم يسوقون لعلي صالح.. لم ننس المخفيين قسراً، لم ننس الكثير والكثير بل وأنكم ختمتم مشوار التجهيل والتجبر بثورة "مانبالي" التي سحقت كل شي واسفرت عن حرب تتقارح بنادقها من كل مكان.
ذكرني يا هذا كم حركة مسلحة تم إعلانها أثناء الثورة أو قبلها أو بعدها؟ كم غزوات أعلناها أثناء الثورة أو قبلها أو بعدها؟ كم مسجد فخخناه؟ كم ناشط أعتقلناه ؟ كم وكم! لا مقارنة بين ثورة جعلت من ساحة الجامعة منطلقاً لها و"ثورة" ابتدأت بمهاجمة المعسكرات واغتيال القادة الوطنيين الشرفاء أبرزهم حميد القشيبي وتفخيخ المساجد ومساواتها بالأرض.
فبراير ستظل القلب الذي سكن روح اليمن وأبنائه، ستظل قبلة السلم وطريق النضال.. ستظل عالياً شامخاً. النصر لليمن والمجد للثورة والرحمة للشهداء.