منذ سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابيه عليها في أكتوبر 2014 تشهد محافظة إب جرائم إرهابية غير مسبوقة، تعددت فيها الحوادث، وتنوعت فيها الانتهاكات، التي مارستها ولا تزال تمارسها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابيه بحق أبناء المحافظة الذين وجدوا أنفسهم بين فكي كماشة الانقلاب من جهه، وإرهاب المليشيا من جهة أخرى. مع حلول الذكرى الخامسه لثورة ال 11 من فبراير كانت محافظة إب مع جريمة إرهابية هزت المحافظة، حيث تم اغتيال الأستاذ محمد حميد الشامي رئيس فرع الاصلاح بمديرية حبيش عصر يوم الخميس عن طريق عبوة ناسفة زرعت في سيارته أثناء عودته إلى منزله برفقة نجله الذي رحل إلى جوار والده عقب أدائهما صلاة العصر في قريته (صائر) التابعه إداريا مديرية حبيش محافظة اب، وقد تم تشييع جثمانه الطاهر السبت وسط استنكار شعبي كبير للعملية الإرهابية التي اغتالت ونجله .
توقيت يحمل بصمات القاتل! بالنظر إلى توقيت هذه الجريمة الإرهابية، والذي لم يكن بالصدفة على الإطلاق، وهو يوم ال 11 من فبراير ذكرى الثورة الشبابية في ربيعها الخامس، الذي مثل الشهيد أحد قادتها في المحافظة، وإنما تعكس بوضوح ان الجريمة منظمة ومخطط لها، وتحمل في طياتها عدة رسائل، أبرزها إستهداف رموز الثورة، والمؤيدين لها من المقاومة الشعبية والجيش الوطني، الذي بات اليوم على مرمى حجر من العاصمة صنعاء.
هذه الحادثة الإرهابية ليست هي الأولى في مديرية حبيش تحديدا، حيث انفجرت عبوة ناسفة في السوق المركزي في مركز المديرية "ظلمة" يوم الجمعه 22 يناير الماضي، وأدت إلى مقتل وجرح العديد من المواطنين.
الإرهاب برعاية المليشيا ! الدكتور نجيب مرزح أحد الوجاهات الاجتماعية بالمحافظة وخطيب الجامع الكبير بمدينة جبلة التاريخية، كان قد تعرض خلال الشهر الماضي لمحاولة اغتيال، ونجى منه بأعجوبة، أثناء مروره من إحدى النقاط الحوثيه بالقرب من مفرق جبله، عبر شاب كان يستقل دراجة نارية، اطلق عليه عدة رصاصات في بطنه، لكن هذه الحادثه لم تقيد كالعادة ضد مجهول، كما كان يراد لها أن تكون، إذ استطاع المواطنين القبض على الجاني والذي يدعى ( ابو مرداس) ويعمل مرافقا لأحد القيادات الأمنية للمليشيا بالمحافظة، وتم استقدامه من محافظة ذمار لتنفيذ مثل هذه الأعمال الإرهابية، وما يدعوا على الاستغراب إقدام المليشيات على تهريبه من مستشفى جبله بقوة السلاح، بعد القبض عليه من قبل المواطنين، مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه العناصر الإجرامية التي تقوم بتنفيذ هذه العمليات الإرهابية بالمحافظة تحظى برعاية واهتمام قيادة المليشيا بشكل رسمي، وأن هذا الإرهاب الذي يتم في المحافظة ليس سوى واحد من المخططات الإجرامية لقوى الموت التابعة للحوثيين وصالح بالمحافظة، الذين يسعون وبحسب مصادر إعلاميه الى نشر الفوضى في المحافظة، كخطوة استباقية للحيلولة دون تحرير المحافظة من مليشياتهم، وهو ما بات لزاما على دول التحالف من الإسراع في عملية استكمال عودة الشرعية، والقضاء على هذه المليشيات الانقلابية.
كما إن هذه الجرائم ليست بمعزل عن الجرائم السابقة التي تعرض لها عدد من القيادات الامنية والمدنية بالمحافظة، منها ما تعرض له الجندي فيصل جهلان احد افراد شرطة النجدة بالمحافظة في شارع الجامعه وتحديدا في 30 سبتمبر الماضي، تلاها بيومين فقط اغتيال المواطن فيصل الشريف بجوار جامع الرحمن وتحديدا في 2 أكتوبر الماضي، وهي الجرائم التي قيدت كالعادة ضد مجهولين، لكن خيوط هذه الجرائم - وبحسب مراقبين- ترتبط جميعها بالجاني (أبو مرداس) الذي حاول اغتيال الدكتور مرزح وقامت المليشيات بإطلاق سراحه بالقوة، دون أن يعرف مصيرة حتى اللحظة.
الانفجارات كظاهرة دخيلة على عاصمة السياحة! في ذات السياق شهدت محافظة اب عدد من الانفجارات كظاهرة دخيلة على محافظة مسالمة كمحافظة إب عاصمة السلم والسلام والتعايش، حيث هز جامعة إب انفجار عنيف بواسطة انتحاري فجر نفسه على سلم الجامعة بكلية الزراعه، كان يرتدي زي نسائي في 10 من نوفمبر، وجاءت هذه الحادثه بعد أسبوع فقط من حادثة الانفجار الذي وقع في محيط فندق الواحة في الخط الدائري بمدينة إب واستشهد على إثره أحد طلاب الجامعه في الأول من نوفمبر، دون أن تتخذ المليشيات أي إجراءات احترازية لوقوع مثل هكذا جرائم تصطاد أرواح الأبرياء وفي الأماكن والأسواق العامة والجامعات.
ضريبة تأخر الحسم! وفي ظل مشهد الفوضى التي تعيشها محافظة إب، أكد عدد من المراقبين للمصدر اون لاين "أن هذه الفوضى الامنية التي تعيشها محافظة إب، إنما هي بمثابة ضريبة تدفعها المحافظة، نتيجة تأخر الحسم في بعض المحافظات وتحديدا محافظة تعز والعاصمة صنعاء، إذ لوحظ استغلال المليشيا لهذا التأخير، فسعت إلى إيجاد خلايا تعمل على نشر الفوضى بشكل ممنهح" مطالبين الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى سرعة تعيين محافظ للمحافظة، يقود عملية تحرير المحافظة، ويعمل على عودة مؤسسات الدولة، وأهمها الأجهزة الأمنية لمنع تمدد هذه المليشيا التي تنخر في مؤسسات الدولة" حسب قولهم.
اشتباكات ضحاياها اطفال ! وفي ذات السياق تشهد محافظة إب اشتباكات مسلحة بين كل وقت وآخر، كواحدة من مظاهر الارهاب الأمني التي تعيشه المحافظة، وكالعادة يكون ضحاياه الأطفال.
حيث أصيب الطفل عبد الرحمن يحي طاهر (13) عام بطلق ناري سكنت في رأسه، أثناء تواجده بالسوق المركزي بمديرية الظهار عندما اندلعت اشتباكات مسلحة بين مجهولين في 19 من أكتوبر، تلاها بنحو 4 ايام فقط وتحديدا في ال24 من أكتوبر إصابة طفلة بطلق ناري أثناء إطلاق مسلحي الحوثيين النار على كلب في منطقة وادي الذهب.