توفى ثلاثة أشخاص غرقاً داخل بئر يدوية في مديرية وصاب العالي بمحافظة ذمار الأربعاء. وقالت مصادر محلية ل"المصدر أونلاين" إن الحادثة وقعت في عزلة حبر مخلاف جعر بمديرية وصاب أثناء محاولة الرجال الثلاثة إنقاذ رجل رابع كان أسفل البئر لتشغيل "ماطور" لرفع المياه، إلا إن الدخان الذي انبعث من "الماطور" أدى إلى تقليل الأكسجين وكاد أن يموت اختناقاً ما دعاه للاستنجاد بهم".
وأضافت المصادر "إن الثلاثة وهم بندر علي حسن 32 عاماً، وتوفيق علي حسن 27 عاماً، وعبده علوان هلال 24 عاماً، حاولوا إنقاذ الشخص الرابع ويدعى محمد عبده حسن لكنهم غرقوا الثلاثة أثناء تلك المهمة، في حين تمكن الأهالي من انتشال الشخص الرابع بعد مضي ساعات ولا يزال حتى كتابة الخبر في غيبوبة بأحد مستشفيات العاصمة صنعاء".
يشار إلى أن سكان المنطقة التي وقع فيها الحادث يعتمدون في توفير مياه الشرب على تلك البئر اليدوية التي حفرها المواطنون هناك. كما أنها واحدة كغيرها من مناطق المديرية التي تعاني من شحة حادة في المياه الصالحة للشرب، ولا يوجد فيها أي مشروع مياه على نفقة الدولة.
وأكدت مصادر محلية إن السكان المحليون يعتمدون على مياه البرك والآبار المحفورة يدوياً بجهودهم الذاتية، فضلاً عن أن معظم تلك المياه غير صالحة للاستخدام الآدمي.
وتشهد مديريتي وصابين تدهوراً واسعاً في أوضاع الخدمات الأسياسية وفي مقدمتها التعليم والصحة ومشاريع المياه، في حين تتكبد المرأة هناك عبئاً إضافياً في جلب الماء من أماكن بعيدة فضلاً عن العزلة والبعد الجغرافي وصعوبة الطرقات التي تعيشها المنطقة بشكل عام وانعدام النشاط التجاري و الاستثماري والجفاف وشحة الأمطار فيها.
وطبقاً لدراسة أعدها أكاديميين عن مديريتي وصابين في وقت سابق، فإن المرأة في وصاب أكثر معاناة من أختها في أي منطقة في اليمن، حيث يصل نسبة النساء العاملات في المنطقة إلى 98 % من إجمالي عدد النساء.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك مجموعة من الأعمال الشاقة التي تقوم بها المرأة في وصاب هناك منها جلب المياه و الأحطاب وإستصلاح المدرجات الزراعية وتأهيلها والحصاد وتصفية المحصول.
وأجملت الدراسة أوضاع المرأة في وصاب في الافتقار إلى أي نوع من أنواع التعليم والتأهيل، والافتقار إلى أي نوع من أنواع الرعاية الصحية ، وكذا وفاة نسبة كبيرة من الحوامل نتيجة عدم وجود رعاية طبية واصابة نسبة كبيرة من النساء تصل إلى 90% بأمراض عديدة مثل فقر الدم , والنزيف الحاد، وأمراض الملاريا , وضغط الدم , والحالات النفسية الصعبة , والديدان الشائعة.
ورجحت الدراسة أن يكون ذلك راجع إلى سوء التغذية وانعدام الوجبة الغذائية المتزنة التي تتناولها المرأة بسبب الفقر والجهل، وتشير المؤشرات إلى أن متوسط عمر المرأة يصل إلى 45 سنة.
وكشفت الدراسة عن ضعف شبكة الطرق في المديريتين ووعورتها، وأكدت بأنه لا يتوفر المواصلات يوميا في معظم قرى المنطقة وعزلها ناهيك عن الوصول للمدينة. وأشارت الدراسة الى ان معظم المرضى الذين يتم إسعافهم إلى المدن يستغرقون زمنا يتراوح بين 8-12ساعة هذا بالنسبة للمناطق التي يتوفر فيها طرقات أما المناطق التي لم تصلها الطريق إلى اليوم فإن المريض يُحمَل لعدة ساعات على الأكتاف ولابد من الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من المرضى يستسلمون لمرضهم حتى الموت بسبب عدم امتلاكهم أجور نقلهم من قراهم في المنطقة إلى المدن.