عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    عبدالملك الحوثي يكلف هذا القيادي بملاحقة قيادات حزب المؤتمر بصنعاء ومداهمة مقراتهم وما فعله الأخير كان صادما!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    الكشف عن ترتيبات أمريكية مؤلمة للحكومة الشرعية وقاسية على القضية الجنوبية    محمد علي الحوثي: "غادري يا ميسون فهو الأفضل لش".. بمن يتغزل "الطبل"؟    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    مليشيا الحوثي تواصل اختطاف خبيرين تربويين والحكومة تندد    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    يوفنتوس مصمم على التعاقد مع ريكاردو كالافيوري    العليمي يصل المنامة للمشاركة في القمة العربية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    كلوب يسخر من واقعة المشادة مع صلاح    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    الخطر الحقيقي على الجنوب وقضيته يكمن في معاشيق    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    «البلسم»تختتم حملتها الطبية في اليمن وتنجح في إجراء 251 عملية قلب مفتوح وقسطرة تداخلية للكبار والأطفال    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    الرئيس الزُبيدي يقرر إعادة تشكيل تنفيذية انتقالي شبوة    عار على الجنوب وقيادته ما يمارسه الوغد رشاد كلفوت العليمي    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ما معنى الانفصال:    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالكلمة والصورة .. "أخبار اليوم" تنقل مرارة الواقع المأساوي وأنين وآهات المظلومين .. *وصاب السافل .. قروناً من الظلم والقسوة والحرمان والمعاناة!
نشر في أخبار اليوم يوم 15 - 11 - 2010


إستطلاع/ عبدالسلام يحيى النهاري
وصاب السافل هي أحدى مديريات محافظة ذمار البالغ عددها إثنتا عشرة مديرية وصاحبة الرقم الأخير من بين هذه المديريات ترتيباً وتنموياً ومن أوائلها سكانياً ومعاناة وحرماناً وإهمالاً من قبل الدولة حسب ما يشير إليه الواقع والإحصائيات والتقارير التنموية والانجازات الوثائقية للسلطة المحلية والمركزية.
وما تكشفه لنا دراسة ميدانية أعدها مجموعة من الباحثين والاكاديمين المهتمين بوضع المنطقة البائسة ,التي لا زالت تعيش كما كانت عليه في عهد الإمامة قبل الثورة ولم تحظ بأي شيء من خيرات الثورة والجمهورية والوحدة كغيرها من مديريات المحافظة والوطن ككل المحظوظة بخيرات تنموية وخدمية باستثناء وصاب التي هي مجرد خارطة شكلية في الجمهورية وتعامل على أنها منطقة تحكم وجباية فقط وليس لها أدنى حقوق المواطنة السوية كونها تعيش في أوضاع تنموية ومعيشية متردية ومأساوية جداً تتمثل في غياب الخدمات الأساسية للحياة ك (الطرقات ، والصحة ، والمياه ، والكهرباء ، والتعليم ) وغيرها ..إضافة لمعاناة أبنائها الشديدة من الفقر المدقع والجهل والتخلف وانتشار الأوبئة والأمراض وارتفاع الأمية الطاغية والبطالة السافرة وشعورهم بالظلم والألم والمأساوي المعززة بالتمييز والتهميش والإقصاء.
ونتيجة لتلك المعاناة والحرمان صحيفة "أخبار اليوم" اقتحمت قيود المعاناة والمآسي وعوائق الطرقات الصعبة وزارت المنطقة بهدف تسليط الضوء على مجمل الأوضاع هناك وكشفها بكل وضوح وأمانة وذلك من خلال هذا الاستطلاع المزود بمعلومات وإحصائيات دقيقة لدراسة ميدانية أكاديمية عن المنطقة حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منها, كما التقينا بعدد من الشخصيات من أبناء المديرية لنقل الصورة مكتملة وإيصالها على طبيعتها إلى أولي الأمر وفي مقدمتهم فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية .. وإليكم الحصيلة :-
*خارطة المعاناة للمديرية :
تقع مديرية (وصاب السافل) في الجزء الغربي من محافظة ذمار على بعد( 180) كم ,من مركز المحافظة, و( 280 ) كم عن العاصمة صنعاء .. ويحدها من الشمال مديرية (الجعفرية ) من محافظة ريمة ، ومن الجنوب مديرية (حزم العدين ) من محافظة إب . و (جبل راس) من محافظة الحديدة ، ومن الشرق مديرية (وصاب العالي) من ذمار ، ومديرية "القفر" من إب ومن الغرب (مديرية زبيد) وأجزاء من مديرية (جبل راس) من الحديدة .
و تعد وصاب السافل ثاني أكبر مديريات محافظة ذمار سكانياً وتضم في إطارها (51) عزلة تتوزع فيها (1900) قرية ومحلة ومنطقة .
الأحد هو مركز المديرية, فيما يبلغ عدد السكان المقيمين فيها وفقا لأخر تعداد سكاني في عام 2004م (150.000) نسمة ,وما يقارب نفس هذا العدد من المغتربين والمهاجرين داخل الوطن وخارجه ، وبلغت عدد المساكن فيها (26.475) مسكناً والأسر (24.411) أسرة .. وتتوزع وصاب السافل انتخابياً بين ثلاث دوائر انتخابية هي (214، 213، ) وأجزاء من الدائرة (212) ويوجد فيها (26) مركزاً انتخابياً موزعة على أنحاء المديرية التي تبلغ مساحتها (834 ) كم مربع، وتشكل تضاريسها من الجبال المنحدرة والهضاب والقيعان والوديان ويتراوح ارتفاعها عن سطح البحر ما بين (300-2800) متر.
* وصاب السافل بين قسوة الطبيعة وقسوة الدولة :
يبدو أن منطقة وصاب كما قست عليها الطبيعة والجغرافيا فإن الدولة ربما بقصد أو بغير قصد مارست دوراً لا يقل قسوة عن قسوة الطبيعة, فمؤشرات التنمية في هذه المنطقة من أقل المؤشرات على المستوى اليمني حسب ما تشير إليه الدراسات الميدانية وعدد من الإحصائيات والتقارير التنموية والوثائقية للسلطة المحلية والمركزية تحتفظ "أخبار اليوم" بنسخ منها.. إضافة لما يكشفه لنا هذا الاستطلاع الصحفي عن أوضاع ومشاكل المديرية التي تكاد الخدمات والتنمية فيها منعدمة وتكون صفراً على الشمال إن لم تكن برقم سالب من تحت الصفر حد تعابير الناس هناك والذين كان لنا عدة لقاءات معهم.
كانت بدايتها مع الأستاذ/ محمد الحاج الصالحي عضو مجلس النواب عن الدائرة(212)الذي وصف لنا أوضاع المنطقة إجمالاً بأنها مأساوية جداً ولا تسر أحداً, و قال: بأن المنطقة معزولة تماماً عن الجمهورية بسبب وضعها الجغرافي ووعورة جبالها حيث لا يصلها المسئولون الكبار في الدولة للوقوف على حالها والعطف عليها وقال: تعامل وصاب على أنها منطقة جباية وبقرة حلوب محكومة بالواجبات فقط ، وليس لها أدنى الحقوق ويتسابق عليها المفسدون وتمنح المناصب الإدارية والأمنية فيها لأقارب المتنفذين بالمحافظة, وعندما يظلم المسئول لا يحاسب فأسوأ المسئولين يبقون في وصاب رغم الظلم والشكاوى وأنين الناس الذين لم يشفع لهم انتماءهم للحزب الحاكم ولا يزالون يعاملون كما كانوا مواطنين من الدرجة الرابعة والآن حزبي مؤتمري من الدرجة الخامسة وما حدث لمسؤول مؤتمري قبل فترة من ظلم وتهجم من مدير الأمن الادليل على ذلك، مشيراً إلى أنه حتى الوظائف تشترى لوصاب بالفلوس ولم يحصل أبناؤها ومتعلموها على الوظيفة ألا بالشراء بالقيمة وبثمن غال ومن لم يستطع شراءها ولو كان خريجاً جامعياً فعليه أن يلجأ إلى الأعمال الشاقة ليوفر أيضاً رزقاً للمبتزين من البلدية والضرائب وغيرها من المرافق الأخرى. بينما غيرهم يتبوؤن مراكز مرموقة حتى وإن كانوا أميين.. وأما الكليات العسكرية والشرطة والمنح الدراسية الخارجية فهي محظورة على أبناء وصاب كما هو حال المشاريع التنموية والخدمية التي يوضع لها حجر الأساس كل عام ولا تنفذ مطلقا,ليتبد د حلم الناس هناك بقيام الثورة لأن وصاب بقيت كما هي قبل الثورة تقتات المعاناة وتحتسي الإهمال والتهميش .
* طريق ذمار- الحسينية سبب المعاناة:
صرخات وأنين وغضب من هنا, واستغاثة ومناشدات من هناك قوبلت بأذن من طين وأخرى من عجين فالمشكلة الأساسية التي تعاني منها وصابين بشكل عام وأحرمتها من كل مقومات الحياة المعيشية هو عدم شق وسفلتة طريق ذمار الحسينية الذي يعد الطريق الأساسي للمنطقة الذي طال أمد تنفيذه وتحقيقه وأصبح حلما يعيشه الناس كما عاشه أباؤهم من قبل ، هكذا يحدثنا الزميل ألأعلامي/ خالد عبدالخالق النهاري عن معاناة مشروع ذمار الحسينية الذي أعلن منذ أكثر من 32عام ليصبح بعدها بأعوام برنامجاً انتخابياً سرعان ما يتم طي ملفه قبل أن تجف إبهام الأصابع من حبر الانتخابات الأزرق ، ووعد سياسي لم تف به قيادتنا السياسية كون المشروع كما قال فخامة الرئيس هو مشروعه في وعوده وتأكيداته المتواصلة في أكثر من محفل ومناسبة انتخابية لتمر السنوات تلو الأخرى وتبخرت تلك الوعود التي يتمكن بها مسؤولينا في فضاء هز الرؤوس وتتحول الوعود إلى وعيد ، ولا يستبعد أن نرى الاهتمام مجدداً بهذا المشروع الحيوي خلال الأشهر القادمة بحكم قرب الانتخابات البرلمانية إن تمت , فالمستقبل القريب هو من سيكشف لنا بواطن الأمور .
فجوهر المشكلة كما أسلفنا تكمن في عدم تنفيذ طريق ذمار الحسينية الذي تعد لعنة وعاراً على جبين السلطة الموقرة ووعودها العرقوبية التي حولت أحلام الناس إلى كوابيس وعكرت صفو عيشتهم وتدهور حياتهم المعيشية لأن الطريق هي أساس وشريان الحياة للمنطقة والتي بسبب غيابها سببت الكثير من المعاناة والحرمان من المشاريع الخدمية والتنموية وما مشروع كهرباء منطقة الثلوث بالمديرية ألا خير دليل على ذلك فعندما تم الإعلان عن مناقصته من قبل كهرباء الريف لعدة مرات ولم يتقدم له أي مقاول لمعرفتهم بطبيعة المديرية التضاريسية ووعورة جبالها وطرقها وارتفاع تكاليف العمل فيها ، مشيراً إلى أن مديرية وصاب السافل وبسبب الطرقات أيضاً تعيش واقعاً مأساوياً بين محافظتين فهي تتبع أدارياً محافظة ذمار وقضائياً محافظة الحديدة فيما لا تزال اقتصادياً تائهة ولا تدري إلى أي المحافظات تنتمي فحصتها مثلا من الغاز تصرف في ذمار وتجارها يتسولون على أبواب محطات الحديدة بحكم القرب الجغرافي والتي غالباً ما يرجعون (بخفي حنين) لعدم وجود مخصص لوصاب هناك ، وهذه صورة بسيطة فقط من معاناة المواطن الوصابي الذي لا تعد ولا تحصى, وسبباً من أسباب النزوح السكاني إلى المدن بحثاً عن الاستقرار .
*ضعف شبكة الطرق بالمديرية :
هذا وكانت الدراسة الميدانية التي حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منها قد كشفت عن ضعف الطرقات ووعورتها حيث لا تزال أغلب القرى والعزل بدون طرقات وتعيش عزلة حقيقة ولا تتوفر المواصلات يومياً للوصول إلى أسواق المديرية ناهيك عن الوصول إلى المدينة.
وتشير الدراسة إلى أن نسبة كبيرة من المرضى الذين يتم إسعافهم إلى المدن يستغرقون وقتاً يترواح ما بين (8-12) ساعة ، هذا بالنسبة للمناطق المتوفرة فيها طرقات أما النائية التي لم تصلها الطريق إلى الآن فأن المريض يحمل لعدة ساعات على الأكتاف والرؤوس حتى يصل إلى مكان تتواجد فيه السيارات لتبدأ بعدها مرحلة أخرى من المعاناة نحو المدن وأكثر المرضى يقضون نحبهم في الطريق قبل أن يصلوا إلى المستشفيات.
وهناك نسبة كبيرة من المرضى حسب الدراسة يستسلمون لمرضهم حتى الموت لعدم أمتلاكهم أجور نقلهم إلى المدن ، ولا بد من الإشارة إلى أن ضعف شبكة الطرقات كما يقول المواطنون تشكل أعباء مالية باهضة الثمن عليهم بسبب ارتفاع المواد الغذائية والاستهلاكية بصورة خيالية عن أسعارها الحقيقة ويعود ذلك لارتفاع أجور النقل وتتراوح الزيادة ما بين (40-60)% في المتوسط ويصل ثمن الدبة الغاز حالياً إلى (2.000) ريال وأكثر بكثير أحياناً مما يعني زيادة قدرها (90%) كما أن أجرة الراكب من المدن إلى وصاب والعكس تصل إلى (5.000) ريال في الظروف العادية وما يقارب (50.000) ريال للظروف الخاصة والمرضية الطارئة .
* شحة المياه .. تجبر الأسر على النزوح الجماعي إلى المدن :
قد لا يصدق احد بأن سكان المديرية المقيمين البالغ عددهم أكثر من مائة وخمسون ألف نسمة لا يستطيع احدهم الحصول على شربة ماء نقية لعدم وجود أي مشروع مياه في المنطقة على الإطلاق رغم وجود هيئة مياه الريف من بعد الثورة مباشرة لكنها لم تدخل المنطقة قط إلى الآن , ويقول المواطنون: أن المديرية تعيش خلال السنوات الأخيرة في كارثة جفاف غير معهودة أو مسبوقة فالجفاف وشحة المياه قصم ظهور أبناء المنطقة في ظل صمت رسمي فاضح وغير مقبول ، ويعتمد السكان هناك على مياه الأودية الجارية والآبار السطحية والبرك ، ومياهها كلها غير صالحة للأستخدام البشري لتلوثها وتصيب المواطنون بالملاريا والبلهارسيا وكثيرا من الأمراض ,وبما أن الأمطار شحيحة أدى ذلك إلى نضوب الآبار و الغيول التي كان يعتمد الناس عليها مما يضطر أغلبهم لجلب وشراء الماء من مناطق بعيده وبأسعار تفوق الخيال وقد سببت إشكالية شحة المياه وشبح الجفاف ومأساة العطش إلى النزوح الجماعي والقسري لآلاف الأسر إلى المدن بحثاً عن شربة الماء والعيش الكريم, وأغلبهم يعيشون في ظروف معيشية بائسة جداً تشبه إلى حد كبير ظروف المهمشين رغم معرفة الدولة بذلك لكنها لم تقم بأي معالجات .
* الصحة من يداويها :
يشكو الكثير من الأهالي من الوضع الصحي المتدني بمنطقتهم المنكوبة بالأوبئة والأمراض المستوطنة مثل الملاريا التي تحصد سنوياً عشرات الأرواح وأمراض الكلى والفشل الكلوي وفيروس الكبد الوبائي وفقر الدم وغيرها من الأمراض ، حيث يعد سكان وصاب وبشهادة العديد من الأطباء في مستشفيات الجمهورية بأنهم من أكثر سكان الوطن إصابة بهذه الأمراض ويعزي الأطباء هذا الأمر إلى عدم صلاحية مياه الشرب للاستخدام الأدمي ,إضافة لعدم وجود الرعاية الصحية في المنطقة والتي تسببت في وفاة الكثير من الأطفال والنساء خاصة الحوامل وإصابة نسبة كبيرة بأمراض عديدة مثل فقر الدم والنزيف الحاد وأمراض الملاريا وضغط الدم والحالات النفسية الصعبة والديدان و .... غيرها . ويعود ذلك أيضاً لسوء التغذية والفقر والجهل ، وأجملت الدراسة الأكاديمية وضع الخدمات الصحية في وصاب بأنها تكاد منعدمة وإن وجدت في بعض الأسواق فهي عبارة عن خدمات بسيطة جداً لا تتجاوز الإسعافات الأولية في أحسن حالتها ومعظم المرضى وخاصة من النساء والأطفال يقضون نحبهم نتيجة انعدام الخدمات الصحية والبنى التحتية والكادر الفني المؤهل .
* المجلس المحلي وممثلو المديرية بالبرلمان دور غائب :
رغم ما تعانيه هذه المديرية المسكينة والمحرومة من كافة المشاريع والخدمات ينتقد الأخ / أحمد سالم الليمه، المجلس المحلي بالمديرية وممثليها بالبرلمان لعجزهم عن خدمة المديرية وطرح قضاياها واحتياجاتها عند المسؤولين الكبار في الدولة ,والمطالبة بالمشاريع الخدمية والتنموية لها . مستغرباً من دورهم الغائب في عدم متابعة المشاريع الهامة والحيوية التي تحتاج حسب قوله إلى جهود جماعية مكثفة ومطالبة مركزية متواصلة .
مذكراً الجميع بقول الرسول (ص) (ان الله سائل كل راع ٍ عما أسترعاه هل حفظ أم ضيع ) ومتسائلاً إياهم عن دورهم في مضاعفة معاناة ومأساة أبناء المنطقة الصابرين الذين لا حول ولا قوة لهم من ذلك.
* كهروفوانيس نووية .. وليالي قاسية :
يخيم على قرى وعزل وصاب السافل الظلام الدامس ويتذوقون ليالٍ قاسية حيث لا يزال الأهالي هناك يعتمدون بشكل أساسي على الفوانيس والقماقم القديمة لإضاءة لياليهم التعيسة كون منطقتهم لا زالت محرومة كلياً من شبكة الكهرباء وتعاني من الظلام الدامس باستثناء عزلتين يوجد فيها مولدان صغيران (تضيئ ) بها قرى محدودة فيها وذلك من أصل (51) عزلة و(1900) قرية تعاني قسوة الإهمال والحرمان من هذه الخدمة التي لازال أبناء وصابين ينشدوها ويحلمونها رغم ربطها بجميع مديريات المحافظة والجمهورية تقريباً باستثناء وصابين فقط التي لم تحظ بأي مشروع من مؤسسة كهرباء الريف ولو حتى بريال واحد من تكاليف مشاريع الكهرباء المنفذة في مديريات المحافظة والبالغ تكلفتها أكثر من عشرة مليارات ريال حسب الدراسة.. فالمواطنون هناك يشعرون بألم وحسرة وتهميش ويتساءلون بمرارة تغص أحاديثهم أليست هذه مفارقة عجيبة تؤكد الغياب التام للموطنة المتساوية والعدالة الإنسانية والأخلاقية؟؟ وهل يرضى ضمير السلطة أن يبقى (27% ) من سكان المحافظة هم أبناء وصابين محرمين من الكهرباء منذ قيام الثورة حتى اليوم, أو يكفيهم الحلم فقط بكابوس الطاقة (الكهروفوانسية النووية ).
* تدني التعليم وعزوف الطلاب عن الدراسة :
تعاني المديرية كثيراً من مشاكل التعليم ,حيث وهناك نقص حاد في المدارس والمعلمين ومستلزمات العملية التعليمية و لا زال الكثير من الطلاب يدرسون تحت الأشجار والكهوف والعشش نظراً لقلة عدد المدارس الموجودة التي لا تتناسب مطلقاً مع كثافة السكان ومساحة المديرية الكبيرة مع أن معظم المدارس الموجودة قديمة وآيلة للسقوط وغير صالحة للدراسة وتنذر بكوارث مستقبلية لا تحمد عقباه, وفي الجانب العملي هناك تدني في عملية التعليم حسب تعبير بعض التربويون والطلاب وأولياء أمورهم وعدم توفر الكتاب المدرسي بشكل كاف وفي حينه ,إضافة للنقص الحاد في الكادر المتخصص وأن وجد في المديرية يقولون فأنه عادة ما يتم نقلهم إلى المدن بفعل ..... ؟ وتشهد المديرية في السنوات الأخيرة ارتفاع كبير في نسبة الأمية وعزوف الطلاب عن الدراسة بسبب ضعف التعليم إلى جانب الظروف الاقتصادية والمعيشية القاسية ويهاجر معظمهم وفيهم صغار السن إلى المدن بحثاً عن العمل ولقمة العيش ويتعرض بعضهم للانتهاكات والاستغلال السيئ والتهريب,في حين يفترض أن يكونوا على مقاعد الدراسة التي تركوها تحت وطأة الفقر والحاجة والحرمان . ويقول التربوي القدير الأستاذ / محمد علي الحليقي ,مدير مدرسة عمار بن ياسر بالثلوث بأن المديرية لا زالت محرومة من البنية التحتية والكوادر حيث أنها تفتقر إلى المجمعات التربوية الثانوية المكتملة التجهيزات والمعامل والمكتبات ، كما لن يخفي بأن هناك عجز حاد في المدرسين المتخصصين للمواد العلمية في أغلب المدارس وتأخر الكتاب المدرسي وقلة الأدلة الخاصة بالمعلمين والمستلزمات الأخرى من الطباشير والوسائل وغيرها ,كما أشار إلى أن هناك صعوبات كثيرة تؤثر سلباً على العملية التعليمية ومنها عدم توزيع القوى التعليمية بصورة مثلى إضافة إلى التضاريس وطبيعة المنطقة وغياب الخدمات الأساسية فيها الطاردة للمعلمين، ورغم ذلك يقول أن وضع التعليم أحسن حالاً عن غيره في بعض المديريات في ظل رغبة المعلمين في مواصلة تأهيل وتطوير مهاراتهم المعرفية والتربوية وعكسها إيجاباً على المستوى العملي للطلاب .
*(60)% نسبة البطالة:
نظراً للعزلة والبعد الجغرافي وطبيعة المديرية الجبلية وصعوبة الطرقات وانعدام النشاط التجاري والاستثماري وانتشار الفقر تشير الدراسة إلى وصول نسبة البطالة في المنطقة إلى (60%) وتعزي ذلك إلى ما سبق ذكره إضافة إلى قلة اعتماد درجات وظيفية وعدم مساوة وصاب بمديريات أخرى هي أقل كثافة سكانية عنها بكثير وعدد خريجي وصاب كبير جداً يفوق خريجي مديريتين ألا أن مكتب الخدمة المدنية والجهات ذات العلاقة لم يعيدوا النظر في هذا الجانب وتعطى المنطقة درجات مناسبة ومعقولة حسب كثافة الخريجين والسكان فيها ، كما أن هناك سبب أخر للبطالة هو عدم وجود معاهد تأهيلية صحية ومهنية أو كلية مجتمع لاستيعاب خريجي الثانوية الكثيرون الذين بدورهم أصبحوا وقوداً للبطالة وشباب عاطلين عن العمل, ليصير معدل البطالة بحسب مؤشرات إلى أنه يفوق المستويات المتعارف عليها دولياً, حيث أن معظم خريجي الثانوية لا يستطيعون الالتحاق بالجامعات والمعاهد المتواجدة في المدن البعيدة, نتيجةً للظروف المادية القاهرة التي لا تسمح لهم بمواصلة تعليمهم هناك, ويناشد الطلاب وأولياء أمورهم عبر (أخبار اليوم) الدولة وجهات الأختصاص بسرعة فتح كلية المجتمع ومعاهد مهنية وصحية بالمديرية لتسهيل الالتحاق بها لما من شأنه التخفيف من البطالة السافرة في أوساط الشباب وذلك من خلال تأهيلهم وتدريبهم والدفع بهم إلى أسواق العمل .
*المرأة أوجاع لا تنتهي :
تظل المرأة منذو خلق الله الإنسان هي النصف الأخر حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وأي شعب ينشد التنمية لا بد من الاهتمام بالنصف الأخر ولا يمكن للتنمية أن تحلق بدون جناحي الرجل والمرأة هكذا تصف لنا الأخت / زينب سعيد الحداد دور ومكانه المرأة وأهميتها في المجتمعات والتنمية ، مشيرة إلى أن المرأة في وصاب السافل لا زالت تعيش في الأوجاع والمعاناة وحالها يدمى القلوب ويبكي العيون كون معظم النساء وبنسبة تصل إلى (98%) يعملن في أعمال شاقة وصعبة وعلى مر الأيام كالزراعة والحرث والحصاد والرعي وجلب الماء والمياه والأحطاب وغيرها من الأعمال الشاقة, كما تشكل المرأة نسبة (54%) من عدد السكان و(47) %من الهيئة الناخبة في المديرية ، ألا أنها تقول أن نسبة التحاق المرأة بالتعليم سنوياً لا يتجاوز (3%) ونسبة (1%) هن فقط, ممن يواصلن المراحل الإعدادية والثانوية ,مؤكدة بأن المرأة لا زالت تعاني من الأمية الطاغية رغم افتتاح فصول لمحو الأمية لا تفي بالغرض, إلى جانب افتقار المرأة لأي نوع من أنواع التأهيل والرعاية الصحية وتعاني نسبة (90%) من النساء هناك من إصابات بأمراض عديدة وينجم عنها وفاة الكثير منهن لعدم وجود الرعاية الطبية اللازمة .
ولهذا ندعو الجميع إلى النظر بعين الاعتبار لما تعانيه المرأة في وصاب السافل والاهتمام بها وتكوين الجمعيات والمنظمات الخاصة بالمرأة وتقديم مشاريع تعتني وتهتم بها وتنتشلها من وضعها المأساوي, مع ضرورة أفتتاح معاهد متوسطة تربوية وصحية وتوظيف خريجات الثانوية لتشجع الفتيات على الالتحاق بالتعليم . كما طالبت المجلس المحلي بأدراج المرأة في البرنامج الاستثماري للمجلس للعام القادم .
*مجاعة منتشرة والضمان لا يفي بالغرض :
تعد وصاب السافل من أفقر مديريات الجمهورية حيث وأن الكثير من أهاليها لم يستفيدوا من شبكة الضمان الاجتماعي للتخفيف من الفقر و المعاناة ولم يستفيدوا من ذلك سوى القليل ، ولكون الأغلبية فقراء لكنهم أحرار لأنهم يأنفون مد يد التسول للآخرين حتى وإن كانت الدولة ، ولو نظرنا لسكان المنطقة لوجدنا أن أغلبهم مستحقون حيث أن فيروس المجاعة منتشر في كل بيت والحصص المعتمدة من الصندوق الاجتماعي قليلة جداً ولا تفي بالغرض حيث يستفيد منها ما يقارب (8.000) حالة فقط حسب ذكر مدير الصندوق بالمديرية الأخ/ مجيب الحلقي .
وهذا العدد الضئيل يشكل نسبة بسيطة من أعداد الحالات الفقيرة والمستحقة للرعاية الاجتماعية ولا يتناسب أيضا مع الكثافة السكانية العالية للمديرية التي تعاني من الفقر والجوع, ويشكوا المواطنون من التلاعب والتسييس لحالات الضمان الاجتماعي القليلة والذي يقولون بأنها توزع لشخصيات هي في غنى عنها ويتصرف بها أعضاء المجلس المحلي وبعض ممن يسمون أنفسهم بالمشايخ والوجهاء ويقومون بممارسة البيع والشراء للحالات المعتمدة إضافة لتوزيع بعضها على مزاجهم للمقربين والمناصرين لهم ولأنتماءتهم الضيقة ويحرم منها المستحقون من الفقراء والمساكين والأيتام والمعاقون والعجزة المسنون ، ويؤكد المواطنون بأن معاناتهم ومأساتهم تزداد يوماً بعد يوم نتيجة للارتفاعات المتواصلة للأسعار في ظل التلاعب المفتوح بقوتهم وتردي المعيشة التي يتضورن جوعها وبؤسها .
*أمن المديرية ومشائخها ممارسات بلطجية :
يشكوا المواطنون بمرارة من الممارسات البلطجية والانتهاكات المتواصلة لحقوقهم وكرامتهم من قبل أدارة الأمن عندما انحرفت عن عملها المنوط بها وتحولت إلى أدارة تزرع الخوف والرعب والترهيب وامتصاص دماء المواطنين بصورة رسمية, وتمارس ضدهم كل أساليب الاستغلال والابتزاز والإذلال ,ويقول المواطنون هناك أنة يمارس ضدهم كل هذا الظلم تحت مظلة النظام والقانون ، ويسري الحال على بعض المشايخ والنافذون والوجهاء الذين يتحولون يقدره قادر إلى سماسرة مع أدارة الأمن وممارستهم نفس الأساليب السابقة ، فالمواطن يتم أبتزازه وأستغلاله وأذلاله تحت أي ظرف كان, ومن ثم الزج به في السجن وانتهاك حريته وكرامته من قبل الأمن وبعض المشايخ ويتعرض بعضهم للسجن لفترات طويلة من غير مبرر وبدون أمر من النيابة التي تنام أحياناً في سبات عميق وتعلم أو لا تعلم بما يدور وراء الكواليس في تلك السجون الظلماء, خاصة وأن أغلب السجناء يسجنون أرضاءً لخصمائهم مقابل أنهم يدفعون (حق ابن هادي ) فيتحول من مظلوم إلى ظالم والعكس, بفعل الباطل والحكم الظالم ، ويمارس كل هذا دون استحياء وبدون حسيب أو رقيب يا معالي النائب العام ، ويا معالي وزير الداخلية .
*إقصاء وتهميش :
يشكوا أبناء المنطقة كثيراً من سياسة التميز والمناطقية المقيتة التي تنتهجها الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة حيال أبناء وصاب من خلال أقصائهم وتهميشهم حيث يقولون بأسى إنهم كما حرموا من المشاريع الخدمية والتنموية فهم محرومون أيضاً من تمثيل منطقتهم في الوظائف الإدارية والتنفيذية بالمحافظة, ولم تكتف الجهات المسؤولة بحرمانهم من ذلك على مستوى المحافظة فقط ,بل وصل الأمر إلى المستوى المحلي للمنطقة إذ حرم أبناؤها من تولي الوظائف الإدارية داخل منطقتهم وأوكلت تلك الوظائف للآخرين من خارجها وبالتحديد من (عنس ,وآنس) حد قولهم ، ولن يبقى لهم سواء الحديث والترحم عن وضع منطقتهم البائس و متسائلين الدولة عنها بقولهم (بأي عدل حرمت وتخلفت ، وبأي ذنب عنست وأنست ) .
*وصاب ضحية غياب الحق والعدالة والمواطنة المتساوية :
محاولة منا لنقل صورة مكتملة في هذا المسلسل الاستطلاعي من شرائح متعددة وعلى مستوى ثقافي واجتماعي وسياسي مختلف هنا تحدث لنا الشيخ / الفضل أحمد الحداد الذي أبدى استغرابه وأمتعاضه الشديد من التجاهل الرسمي والمتعمد تجاه هذه المديرية والذي بدوره يقول بأنها تعاني من سياسة التمييز والتهميش والإقصاء الفاضح والغير مبرر من قبل سلطات الدولة الذي لم تكلف نفسها العناء وتنظر لمعاناة وعزلة هذه المديرية ذات الكثافة السكانية الهائلة والمحرومة من كافة الخدمات الإنسانية والتنموية كالطرقات والصحة والمياه والكهرباء ... الخ .
مشيراً إلى أن وضع المنطقة بشكل عام يعد شكلاً وصورة لأحدى ضحايا غياب الحق والعدالة والمواطنة المتساوية ، ونوعاً من أنواع التميز المناطقي البغيض الذي ربما قد يكون سببه (كما يحلوا القول للبعض ) بأنها منطقة ليس لديها مشايخ من أصحاب حمران العيون وأن أبناءها لا يجيدون قطع الطرقات وخطف الأجانب وأبناء المسؤولين أو يمتنعوا عن واجباً زكوياً أو ضريبياً طلب منهم ، بل العكس من ذلك, فأبناؤها مواطنون صالحون وطيبون وكرماء ومثقفون يدينون بالولاء المطلق للرئيس والوطن ويحترمون الدولة ومؤسساتها القضائية والقانونية والدستورية ولا يؤمنون بالعنف ونهجهم السلم والسلام الاجتماعي والمواطنة الصالحة ، وهذا في اعتقاد الكثير ما سبب في تجاهلهم وإقصائهم وحرمانهم من كل شيء لأنهم لم يقوما يوماً ما بعمل يقلق الأمن والسكينة أو يرفعوا السلاح في وجه الدولة ومواجهتها التي هي دائماً وعادةً حسب قول الكثير ما تنظر وتهتم ألا لمن يجابهها ويقلق الأمن والسكينة ، مطالباً الدولة بلفته إنسانية والاهتمام بالمنطقة وأبناءها قبل أن يتحول السلم والولاء إلى عنف وتمرد نتيجة للظلم والحرمان .
-*المجلس المحلي خدمات بحدود الإمكانيات والاحتياجات كثيرة :
بعد أن تحدث إلينا عدد من المواطنين والشخصيات حول أوضاع المديرية ومشاكلها واحتياجاتها كان لنا لقاء ختامي مع الشيخ / محمد عبدالواسع الحطامي رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس المحلي بوصاب السافل الذي طرحنا له مجموعة من التساؤلات ودور المجلس المحلي في التخفيف من معاناة ومشاكل المديرية الكثيرة التي قيل عنها ممن التقينا بهم في البداية ، فأجاب بأنه لا يختلف مع ما قاله المواطنون في كافة مشاكلهم ومعاناتهم . حيث قال : إن المجلس المحلي يعمل وفق إمكانيته المحدودة في منطقة نائية جداً تفتقر لكافة مشاريع البنى التحتية وتشكل تضاريسها وانعدام الموارد فيها عائق كبير أمام المجلس المحلي في توفير الخدمات الأساسية ، مطالباً وزارة الأشغال العامة سرعة تنفيذ طريق ذمار الحسينية المتعثر الذي أحرجهم كثيراً وكثيراً كسلطة محلية أمام المواطنين ولم يجدوا له أي عذر أو مبرر مقنع لعدم تنفيذه منذ أكثر من ثلاثين سنة حتى الآن, كما طالب مشروع كهرباء الريف سرعة تنفيذ مشاريع الكهرباء المتعثرة كما دعاء الجهات المختصة في الدولة إلى ضرورة افتتاح معاهد صحية ومهنية لتأهيل وتدريب الطلاب والدفع بهم إلى ميادين العمل للتخفيف من الفقر والبطالة التي تعيشها المنطقة.
مختتماً حديثة بمطالبته بأهم احتياجات المديرية الأساسية والعاجلة وأهمها استكمال ربط عزل وقرى المديرية بشبكة الطرق وتوفير خدمة الكهرباء والمياه والاتصالات وضرورة افتتاح مستشفى نموذجي مكتمل التجهيزات والكوادر ووحدات صحية للعزل ,وكلية مجتمع أو معهد منهي وصحي وغيرها من الخدمات الهامة . مؤملاً بأن تحظى وصاب السافل باهتمام الدولة وأيضاً الأعلام بحيث تكون واضحة أمام الجهات العليا والداعمة لما تعانيه هذه المنطقة من عزلة وحرمان منذ قرون .
*أخيراً تساؤلات ومناشدات :
أخيراً الموطنون يناشدون رئيس الجمهورية والمنظمات الدولية المهتمة وجهات الاختصاص ووسائل الأعلام المختلفة إلى زيارة المنطقة والاطلاع على أوضاعها المأساوية عن قرب ومساعدتهم برفع المعاناة والبوؤس والحرمان عنهم, فما تراه العين هناك (أبلغ مما تسمعه الأذن ) . ويتسألون بمرارة تغص أحاديثهم من قتل أحلامنا وحرمنا من الحياة والمواطنة المتساوية والعدالة . ولماذا غابت عنا الدولة واختفت قيم العدالة الإنسانية والأخلاقية؟ وحرمتنا من جميع المشاريع الخدمية والتنموية . نناشدكم بلفته إنسانية لهذه المنطقة المحرومة والمنكوبة التي تعيش في المعاناة والمأساة والحرمان منذ قرون ، فهل من مجيب؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.