قالت مصادر إعلامية ألمانية إن السلطات السعودية استخدمت طائرات مروحية لتحرير الطفلتين الألمانتين المخطوفتين في اليمن، ودفعت فدية للخاطفين. ونقلت صحيفة بيلد عن زعماء قبائل يمنيين قولهم "إن فرقة عسكرية خاصة هبطت على متن مروحية في منطقة شدا بمحافظة صعدة حيث كانت تتواجد الطفلتين، وأشاروا إلى أن الخاطفين حصلوا على فدية قدرها 5 ملايين دولار. لكن مجلة دير شبيغل، قالت إن عملية تحرير الطفلتين الألمانيتين لا تزال غير واضحة المعالم بشكل كامل، ففي حين تحدث السعوديون عن عملية إنقاذ للطفلتين، قال وزير الخارجية الألماني فيسترفيل "إن العملية استغرقت مفاوضات شاقة ومعقدة". وهو ما يشير حديث فيسترفيل إلى إحتمال القيام بعملية خاصة نفذتها قوات كوماندوز واستطاعت تحرير الرهائن من أيدي الخاطفين دون حدوث عنف. طبقاً للصحيفة. وتباينت المعلومات حول ملابسات العملية، ففيما أكد رجال قبائل وشهود عيان إن طائرات هيلكوبتر قتالية عليها جنود مثلمين من القوات الخاصة هبطت على الحدود الشمالية لليمن، وداهمت عدة مزارع في المنطقة لعملية تحرير الطفلتين. قالت مصادر أخرى إن نجاح عملية تحرير الطفلتين كانت إثر مفاوضات بين الخاطفين والسلطات السعودية أدت في نهاية المطاف إلى الإفراج عنهما مقابل فدية قدرت بالملايين. وتتحتفظ السلطات الأمنية في كلاً من السعودية وألمانيا عن كشف أي تفاصيل دقيقة حول العملية، ودائماً ما تعزو ذلك إلى الخطر الذي يمكن أن يواجهه الرهائن الآخرين الذين لا يزالون رهن الاحتجاز. وأوضحت مجلة دير شبيغل مراحل اختطاف الأجانب التسعة في محافظة صعدة العام الماضي، وقالت أنه وبعد أسابيع من البحث عن المختطفين دون إحراز السلطات اليمنية أي تقدم، قامت وكالة المخابرات الألمانية في أغسطس الماضي بإنشاء إتصالات غير مباشرة مع الخاطفين، بينهم شيخ قبلي أدعى بأن لديه إتصالات مع القاعدة تمكنه من الوصول إلى الرهائن، وعرض وساطتة على الألمان بعدما سلمهم قرصاً به لقطات فيديو للطفلتين وكانتا تبدوان منهكتان. لكن المجلة أشارت إلى أن الحكومة الألمانية حصلت مطلع مايو الجاري على معلومات متزايدة بأن مفاوضات سرية تعقد في الخفاء بدون معرفة الألمان، وطالب خلالها رجال قبائل يمنيين بفدية قدرها 6 ملايين دولار. ويعتقد أن السلطات السعودية هي التي كانت تقوم بهذه المفاوضات نتيجة نفوذها القوي في أوساط القبائل اليمنية. وأوضحت المجلة بأن رجل غامض تولى عملية الوساطة بين السلطات السعودية والخاطفين، وكان يدير عملياته من داخل الأراضي السعودية. وقالت المجلة أن الحكومة الألمانية هي الوحيدة التي كانت على معرفة بهوية هذا الرجل الغامض، وماهية دوره في القيام بإطلاق سراح الفتاتين. لكن قبل بضعة أيام، سأل الألمان نظراءهم السعوديين عما إذا كان هناك أي اتصال مع الخاطفين، ويبدو أن السعوديين ردوا بأنه لا يوجد أي إتصال". غير أن المجلة أكدت بأن تفاصيل الصفقة السرية لتحرير الطفلتين الألمانيتين تحتفظ بها السلطات السعودية.
الصورة للطفلتين الألمانيتين بعد وصولهما بلادهما وبينهن الصحافية الألمانية كاترينا