أهالي مدينة تعز هذه الأيام مشغولون هذه الأيام بحدث غير عادي، وهو عدم انقطاع التيار الكهربائي مع أن الكهرباء أصبحت عدواً مؤذياً، تنطفئ في اليوم خمس إلى ست مرات، وعلى مدار الساعة والساعتين وأصبحت تهدد بإتلاف الثلاجات والتلفزيونات والغسالات مع أن الغسالات لا تعمل! ليس بسبب الكهرباء فقط، وإنما الماء أيضاً. وتحولت نساء المدينة إلى الغسيل اليدوي تحت شعار "الماء الذي تشربه الغسالة، الجهال أولى به". الكهرباء تهدد الأطفال أيضاً وتصيبهم بأمراض نفسية عديدة وهو ما جعل الناس يفضلون الفوانيس والقماقم و"شمعة تشعلها أنت خيرٌ من كهرباء تشعلك وتحرق دمك"، مع فواتير مختوم عليها "يرجى التسديد خلال ثلاثة أيام، ما لم سيتم فصل التيار". وفصل التيار أفضل هنا من كهرباء أقرب إلى هزاز الأمراض العصبية، طبعاً فصل التيار لا يتم إلا على المساكين أصحاب الخمسة الألف، أما الكبار أصحاب مئات الألوف والملايين المتأخرة، فلا يشملهم، فالبلاد بلادهم والكهرباء حقهم. عموماً الناس في مدينة تعز يريدون أن يطمئنوا لهذا النور، ويسألون عن السبب، وهو ما سيحمله الراحلون غداً من المدينة عندما ستعود حليمة لعادتها القديمة، ولتذهب الكهرباء إلى الجحيم! عندما يثبت كم نحن شعب مهمش وأصفار على يسار الواحد.