اتهمت الحكومة الإثيوبية إرتريا بدعم مجموعة مسلحة أعلن عن القبض عليها أمس خلال محاولة تسلل إلى البلاد عبر الحدود بين البلدين. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية "تولدي ملوقتا" للأناضول تعقيبا على إعلان وزارة الدفاع الإثيوبية أمس إلقاء القبض على عدد من المسلحين خلال محاولة تسلل للأراضي الإثيوبية دون تحديد هويتهم. وقال "ملوقتا" إن المسلحين حاولوا التسلل من المنطقة الغربية من إقليم "تقراي" المحاذي لإرتريا. وحذر من استمرار أسمرة في "تصدير المجموعات المسلحة إلى إثيوبيا ودول المنطقة بهدف زعزعة الاستقرار". وأشار المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية إلى العقوبات المفروضة على إرتريا من مجلس الأمن الدولي والذي تم تجديده مؤخرا لمدة عام. ولفت إلى أنه "رغم قرارات مجلس الدولي إلا أنها مستمرة في دعم المجموعات المسلحة التي تهدد السلم الإقليمي وخاصة الاستقرار في إثيوبيا". وفرض مجلس الأمن عقوبات على إرتريا في 2009 لاتهامها بدعم حركة "الشباب" في الصومال، الأمر الذي تنفيه أسمرة. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الإرترية على ما ذكره المتحدث الإثيوبي. وتأتي اتهامات وزارة الخارجية الإثيوبية بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية أن المسلحين الذين حالوا التسلل إلى إثيوبيا تم القبض عليهم من قبل القوات المسلحة وأجهزة الأمن. وأوضح البيان أن 73 شخصا من المجموعات المسلحة استسلموا، فيما قتل عدد آخر (لم يحدده) في تبادل لإطلاق النار. ولفت البيان إلى أنه تم العثور مع المسلحين على عدد من الأسلحة والمتفجرات وكاميرا رقمية وهواتف المحمولة، وعملات إثيوبية وأمريكية. يشار إلى أن إثيوبيا كانت قد اتهمت منذ عدة أسابيع رسميا كل من مصر وإريتريا بدعم معارضيها ماليا وتدريبيا، وهو ما نفته كل من القاهرة وأسمرة. وتطلق الحكومة الإثيوبية مسمى "المجموعات المناوئة للسلام" على مجموعات معارضة مسلحة، بينها "جبهة تحرير أورمو" و"حركة سبات قنبوت"، واللتين تخوضان، منذ سنوات، قتالا مسلحا مع القوات الحكومية. يذكر أن المعارضة الإثيوبية، بشقيها السياسي والعسكري، تتخذ من إريتريا مقرا لها، منذ اندلاع الحرب بين البلدين عام 1998، وتعتبر الجبهة الديمقراطية لتحرير تجراي الذراع العسكري للمعارضة الإثيوبية، وتمثل حركة "سبعة قنبوت"، التي يتزعمها "برهانو نقا". وأدرجت الحكومة الإثيوبية حركة "سبعة قنبوت" ضمن المجموعات الإرهابية في يونيو/حزيران 2011، إلى جانب "الجبهة الوطنية لتحرير أوجادين" و"جبهة تحرير أورومو". وتشهد العلاقات الإثيوبية الإرترية توترا منذ اندلاع الحرب الحدودية عام 1998، وتعيش حالة اللاسلم واللاحرب كما أن أثيوبيا، هي الأخرى، تدعم ائتلاف المعارضة الإريترية، في إطار حرب الوكالات بين أسمرا، وأديس أبابا.