على الرغم من الأوضاع البائسة التي يمر بها الشعب اليمني، واشتعال المعارك في أكثر من محافظة، والأزمة الإقتصادية الخانقة التي تطحنه إلا انه ما يزال يتمتع بروح الدعابة ويعبر عن قرفه من الوضع بالسخرية والتهكم. فبعد دقائق من إعلان تحالف الإنقلاب في صنعاء عن حكومتهم اشتعلت صفحات التواصل الإجتماعي بالنكات التي تسخر من فكرة تشكيل الإنقلابيين حكومة ومن أعضاء التشكيلة نال النصيب الأكبر منها حسن زيد أمين عام حزب الحق الموالي للحوثيين والذي عين وزيراً للشباب والرياضة، وقد تجاوز الستين عاماً من عمره وليس له علاقة بهذا المجال من قريب أو بعيد، والشيخ جليدان الذي عين وزيراً للاتصالات وتقنية المعلومات.
حيث جاءت الحكومة جديدة من حيث عددها وتوزيع حقائبها حيث قال الإعلامي محمد الخامري في صفحة على فيس بوك "حكومة إنقاذ وطني بأكبر عدد لحكومة يمنية منذ ثورة 26 سبتمبر (42 وزير) لايعترف بهم غيرهم ولايملكون القدرة على دفع مرتبات موظفي الجهاز الاداري والعسكري للدولة، وسيحرصون منذ الغد على استنزاف كل ماتصل إليه أيديهم لتكملة بريستيج الوزراء..!!
جاء يقلي تفاءل والقادم أجمل.. من أين نجي للتفاؤل..؟!". وتعليقاً على العدد المبالغ فيه رأى بعض المغردين بأنه كان ينقص الحكومة شخصين فقط لتكون حكومة ام أربعة وأربعين .
في تعليق آخر قال الصحفي عبدالعزيز الصبري إن الإنقلابيين الحوثيين نسيو ما يعينوا وزيراً للزوامل ووزيراً للمقابر، على اعتبار أن هذين الجانبين هما اللذين ازدهرا في ظل الإنقلاب والحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي وصالح.
وتعليقاً على تعيين الإنقلابيين وزيرة لحقوق الإنسان بينما هم في الحقيقة أكبر جماعة تنتهك حقوق الإنسان كتبت الصحفية سامية الأغبري على صفحتها بمواقع التواصل الإجتماعي "يعني بيكون من ضمن مهام علياء الإشراف على تعذيب المواطنين اللي يختطفهم ويعذبهم الرويشان؟ ايش عملها بالضبط بيكون حكومة في دولة العصابات بلا عمل إلا الاثنين ذولا يكملوا بعض واحد يرتكب الجرائم والثاني يغسلها".
وتعليقاً على قبول علياء الشعبي للعب هذا الدور وهي ابنة المناضل فيصل عبداللطيف أحد رموز النضال في جنوباليمن اختتمت سامية تعليقها بالقول "الله يرحمك يا فيصل عبداللطيف لو تدري مو خلفت، باتحمد ربك انك استشهدت قبل أن ترى سقوط ابنتك".
وفي تندر فريد من نوعه حيث يعاني الشعب اليمني منذ عامين انعدام الكهرباء يرى يوسف مرعي في تعليق على الفيس بوك "بأنه من الضرورة شحن وزير الكهرباء الجديد 8 ساعات بالطاقة الشمسية والا عيخرب".
حسن زيد حصل على نصيب الأسد في مجمل التعليقات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي حيث قال سلمان الحميدي : "عاجل.. وزير الشباب حسن زيد يصدر قراراً بتعيين أبو علي الحاكم مهاجماً في تشكيلة المنتخب".
وتعليقاً على فكرة تشكيل الحكومة بينما الإنقلاب يلفظ أنفاسه الأخيرة أطلق وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان على الحكومة تسمية "حكومة شيخ السوق"! وأضاف في تغريدة طويلة على صفحته في الفيس بوك "تذكرني حكومة الإنقلاب الحوثي اليوم بشيخ سوق البقر والغنم وحتى القات.. شيخ بلا مشيخ.. وتسلّط بلا سُلطة! شيخ سوق لم يختره أحد ولا أحد يعرف من أين هبط أو من أين جاء! ولا مَنْ اختاره شيخا! فلا قبيلة اختارته.. ولا دولة!".
واختتم الرويشان منشوره بالقول "حكومة جديدة والشعب بلا رواتب! شيخ السوق لن يحصل حتى على السعاية! لم يعد ثمّة بائع أو مشتري! والسوق تذروه الرياح شيخ سوق يقف وحيدا ..وثمّة تِبْن يتطاير هنا أو هناك .. هذا ماتبقى!".
ولا تزال تنتشر النكات الجديدة على مدار الساعة في وسائط التواصل تعبر عن تندر اليمنيين من إقدام الحوثيين وصالح على تشكيل حكومة هم يدركون سلفاً أنه لن يعترف بها أحد ولن يكون لديها القدرة على التعاطي مع المشاكل القائمة وفي مقدمتها مشكلة صرف الرواتب وتوفير الخدمات.
