منذ ليلة الاثنين الماضي؛ اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بطوفان عارم من الطرائف والتعليقات انصبت بالمجمل على الحكومة المعلنة من قبل المليشيات، وقدّمت صورا كاريكاتورية مضحكة تسخر تارة من الحكومة كمسمى حامل للتنتاقضات، وتارة بالوزراء الذين انتقوا وفق معايير مضطربة، بعيدا عن المعايير التقليدية المتبعة في العرف السياسي عند تشكيل الحكومات. حكومة أنقاض وقفت مواقع التواصل بداية عند اسم الحكومة التي أُطلق عليها اسم (حكومة الإنقاذ)، وأعادت صياغة الاسم بما يتناسب وموجة السخرية، تارة ب(حكومة الأنقاض)، وتارة ب(حكومة الإنفاذ)، وتارة ثالثة ب(حكومة الإجهاز)، وتساءلت كثيرا من المواقع: مَنْ ينقذ مَن؟ ومِن مَنْ؟ مؤكدة أن (الدبور) قد رافق هذه الحكومة منذ مشاورات التشكيل حتى الإعلان عنها بهذه المهزلة الصادمة، مستدعية كثيرا من قصص الأدب الشعبي الساخر. ويرى موقع آخر أنَّ الحكومة ناقصة وزيرين، وأنه من المفترض أن يكون عدد الوزراء أربعة وأربعين وزير حتى تُسمّى (أم أربعة وأربعين). شيخ السوق وبسخريته المعهودة يطلق الأستاذ خالد الرويشان على هذه الحكومة اسم (حكومة شيخ السوق)، ويستطرد: تذكرني حكومة الإنقلاب الحوثي اليوم بشيخ سوق البقر والغنم وحتى القات.. شيخ بلا مشيخ ..وتسلّط بلا سُلطة! شيخ سوق لم يختره أحد ولا أحد يعرف من أين هبط أو من أين جاء! ولا مَنْ اختاره شيخا! فلا قبيلة اختارته ..ولا دولة! المهم شيخ سوق! ..والشغل قرعة! له منطق وكيل شريعة وحذق فأر.. وتربّص قط! لا يكاد يرى أحدا حتى يهبّ لاستقباله باشّا هاشَا.. وكأنه صاحب السوق الآمر الناهي! بينما هو في الواقع ليس له من الأمر شيء .. مجرد وسيط فضولي يبحث عن سعاية! كل هذا التذاكي واللف والدوران والأيمان المغلَظة على راس المواطن المسكين الذي صدّق الشيخ الملقاف والمبهرر .. ودفع السعاية له! انتعاش سوق الحمير ومن جانبه يتسائل الحوثي السابق علي البخيتي: طيب، من أين لنا اثنين وأربعين سيارة صالون مدرع للوزراء؟ وصرفيات للمرافقين ووو... الخ؟. ثم يرد على تساؤله: ما فيش حل.. ونظراً للأزمة اصرفوا لهذا العدد المهول اثنين وأربعين حمار. وبحسب المواقع فإن الحكومة إياها لن تؤدي اليمين أمام أحد بل سكتفتي بترديد الصرخة في أحد مفارج صنعاء القديمة وكفى.. لكن هذه المواقع تساءلت بسخرية عن المفرج الذي سيتّسع لهذا العدد المهول من المتويزرين. الوزير الكهل من جانبه نال حسن زيد النصيب الأكبر من السخرية، وكان المضحك بداية في اختياره الصادم لمنصب لا يمت له بصلة لا من قرريب ولا من بعيد. فكيف له وهو السياسي العجوز أن يدير وزارة تتعلق بالرياضة أولا وبالشباب ثانيا؟؟ خيرة الله. حسن زيد بحسب بعض المواقع قام أولا بتغيير اسمه إلى حسن زين الدين زيدان، وثانيا أصدر قرار بتقسيم الحكومة إلى قريقين، وقبل ذلك كله نام وهو لابس (البوتي) أي الحذاء الرياضي. أما أول اتصال للوزير (الشاب) فقد كان لرئيس الوزراء يطلب منه ميزانية ضخمة لإقامة منافسة كأس العالم القادمة في مدينة ذمار. عاجل وتحت عنوان "عااااااجل" أورد الناشط الإعلامي عماد السقاف هذا الخبر: ميسي ورونالدو يلتحقان بالمقاومة بعد إعلان حسن زيد وزيرا للشباب والرياضة. وفي صفحته على الفيسبوك علّق الإعلامي بشير الحارثي قائلا: سألوا وزراء الحكومة عن أسمائهم، فأجابوا: ابو تراب- ابو جبريل- ابو شرف- وصلوا لعند حسن زيد قالوا له وانت؟ قال: (أبو تريكه)! وتحت عنوان منشور طائفي أفاد أحدهم أن خسمة من الخبراء الرياضيين جلسوا طيلة الليل يرددون للوزير الرياضي كلمة (مونديال) حتى يستطيع أن ينطقها بشكل صحيح، فكانت المفاجأة أنه مصر على نطقها (بونطياااال). هذه التعليقات جعلت حسن زيد يبحث عن اسم مطابق يعطيه الجمل بما حمل. أسماء ومسميات وباستنطاق ساخر لأسماء الوزراء اقترحت هذه المواقع تعديلا في الوزارات على النحو التالي: أكرم عطية للمالية حتى يدفع بكرم عطائه مرتبات الموظفين، وقزقوز للثروة السمكية، والعاطفي وزيرا للسعادة، والقنع وزير للنفط، وغازي وزير الدفاع، وذياب وزيرا للزراعة والثروة الحيوانية، لأنّ هذا المعيار لا يختلف كثيرا عن المعيار المتبع في تشكيل الحكومة، والمهم في هذه التعليقات أن (فائقة السيد) لم يعيينوها في وزارة العمل إلا بعد أن أقنعتهم بأنها (وزير)، وليست (وزيرة). وعلى صفحته علّق الشاعر مجلي القبيسي على ذات الموضوع قائلا: وزير نفط بدون مصافي ولا حقول، وزير ثروة سمكية بدون بحر، وزير مالية بدون بنك مركزي، وزير خارجية بدون سفارات، وزير تربية بلا مدارس، وزير كهرباء بلا محطات، وزير دفاع بلا جيش، وزير داخلية بلا أمن، وزير تجارة بلا مواني، وزير نقل بلا مطار، وزيرة الشؤن الاجتماعية... بلا زواجة.. النت مقطوع وبدوره حصل وزير الاتصالات على نصيب غير منقوص من التعليقات: فبحسب بعض المواقع اتصل به أحدهم قائلا: الخط مقطوع ياقندم، فانتفض صائحا: أرسلوا طقمين وافتحوا الخط.. هي حكومة إنقاذ مش هي لعبة!! والشعر يضحك أيضا الشعر أيضا حضر حفلة الضحك هذه، إذااحتفى الشاعر مختار محرّم بمقدم هذه الحكومة ببيتين من الشعر الفصيح قال فيهما: اخلدي يا أمتي تحت القيودِ عاد فينا عهدُ (سدُّوها بعودي) ونشر الشاعر خالد سلام قصيددة شعبية ساخرة قال فيها: يهناك يا صنعا معِك حكومة من اربعين عكبار وفرخ وبومة عاد الحلا فيها بالشيخ جليدان واما حسن زيد غير اسمه زيدان حكومتيك تلعبْ نصف النهائي اربع فرق ما احدْ معو ابتدائي. هيا افرحي قد ذا معِك وزارات ومجلسين يوزعوا قرارات وانتِ عليك توفري المعاشات وترقدي بالقاع بلا فراشات كُلي خيارْ... مادام معِك خياراتْ بيعي ثيابك واكتسي شعاراتْ