في كتابه (مَن يجرؤ على الكلام) سلط السيناتور الأمريكي (بول فِندلي) الضوء بشكل مقتضب على الفترة التي عاشتها عدن بعد الاستقلال. وذلك في معرض حديثه عن زيارته لمدينة عدن سعيا في إطلاق مواطن أمريكي حكم عليه بالسجن لإدانته بالتقاط عدة صور في أماكن محضورة (...)
لا يحتاج الباحث في تاريخ ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر إلى كثير عناء لإدراك عوامل الصلة ووشائج القرابة بين الثورتين. ذلك أنهما خرجتا من رحم واحد. وتوحدتا منطلقا وغاية ومصيرا. واتخذتا من الساحة اليمنية طولا وعرضا مضمار تجلٍّ وميدان شروق.
وإذا كانت (...)
لم تأت ثورة الرابع عشر من أكتوبر جملة منفصلة عن السياق الثوري لليمن عامة كما يزعم اليوم بعض المرضى، ولكنها كانت خطوة أخرى في ذات الطريق، ومنجزا آخر في نفس المشروع، ذلك المشروع المتكامل الذي ظهرت بواكيره في اليمن عموما واحتضنت تباشيره الأولى كل من (...)
ما من ثورة من الثورات الإنسانية الكبرى إلا وكان نجاحها متوقفا على مدى التكامل والانسجام والتآزر بين جوانبها: السياسية والعسكرية والاجتماعية والفكرية. هذه المعاميل الأربعة التي تمثل الثورة جسدا وروحا وتجعلها عصية على الاحتواء والتدجين وأكثر عطاء (...)
من بين مقدمي البرامج الثقافية الذين حظيت بهم الشاشة الفضية اليمنية يكاد يكون الراحل عبدالله علي باكدادة هو الوجه الأكثر حضورا، لما كان عليه رحمه الله من خلفية ثقافية واسعة، ولغة رصينة، ووعي عميق بقضايا المشهد الثقافي خاصة والإبداعي بشكل عام، كما أن (...)
رحم الله الشاعر الأديب مهدي الحيدري فقد نجا من الحياة وأوجاعها في وطن كان يعاني وجعا ثم أوجاعا ثم أصبح هو الوجع نفسه وما من واع حساس إلا وأخذ حظا غير منقوص من هذا الوطن الوجع الذي لا يَبرأ منه أحد إلا بالموت والموت وحده فقط.
عرفت الحيدري قبل ثلاثين (...)
لم يعد أحد يدري شيئا عن الأساس الذي بموجبه يضع التجار في مناطق الشرعية تسعيرتهم للمواد الاستهلاكية عموما والغذائية منها بشكل خاص، خاصة بعد أن ثبت أن العلاقة بين ضعف الريال وقوته وبين هذه التسعيرة لا تقوم على منطق مطّرد حال الرفع أو الخفض، بل إن (...)
في مطلع ثمانينيات القرن الفائت اجرت إذاعة عدن استطلاعا بسيطا للرأي العام بغرض الوقوف على أكثر برامجها قبولا لدي المستمع وكانت المفاجأة أن غالبية الذين شملهم هذا الاستطلاع اختاروا برنامج (من كلمتين) كأفضل برنامج إذاعي يجمع بين الفائدة والطرافة، ويأخذ (...)
ما أن سُمح بالتعددية السياسية والحزبية عقب تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990؛ إلا وكان اليمنيون جميعا بانتظار أن يُعلن الاتجاه الإسلامي في اليمن يومها عن إطاره الحزبي تماشيا مع مقتضيات المرحلة الجديدة التي دفعت إلى الواجهة السياسية والحزبية حزبين كبيرين (...)
ما أن سُمح بالتعددية السياسية والحزبية عقب تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990؛ إلا وكان اليمنيون جميعا بانتظار أن يُعلن الاتجاه الإسلامي في اليمن يومها عن إطاره الحزبي تماشيا مع مقتضيات المرحلة الجديدة التي دفعت إلى الواجهة السياسية والحزبية حزبين كبيرين (...)
كثيرة هي الإشكاليات التي رافقت اختبارات الثانوية العامة في المحافظات التابعة للشرعية بعضها ناجم عن القصور وشحة الإمكانات، وسوء الترتيب، كالاضطراب في تحديد المراكز الاختبارية، وقلة هذه المراكز، وقلة عدد أفراد اللجان العاملة فيها، والبعض الآخر يأتي في (...)
من بين شعراء العربية المعاصرين يكاد الشاعر الثائر الشهيد محمد محمود الزبيري يكون نسيج وحده في الشعر الوطني، حيث أوقف شعره في حب اليمن منقطعا لهذا الحب، متبتلا في محرابه، راغبا عما سواه من إغراءات البوح وغوايات القصيدة، وحتى في تلك القصائد التي وقف (...)
من بين شعراء العربية المعاصرين يكاد الشاعر الثائر الشهيد محمد محمود الزبيري يكون نسيج وحده في الشعر الوطني، حيث أوقف شعره في حب اليمن منقطعا لهذا الحب، متبتلا في محرابه، راغبا عما سواه من إغراءات البوح وغوايات القصيدة، وحتى في تلك القصائد التي وقف (...)
في إحدى الفعاليات التي احتضنتها مؤسسة السعيد الثقافية في مدينة تعز عام 1999؛ تعرّفت على الأستاذ الدكتور عبدالرحمن محمد إسماعيل العمراني، وكنت قبلا قد قرأت له كتابه القيم الزبيري أديب اليمن الثائر، الذي صدر مطلع ثمانينات القرن الفائت، وأدركت من خلال (...)
مع بدأ جولة جديدة للفيروس الشقي كرونا يتعالى الضجيج هنا وهناك، في مختلف بلدان العالم، وتبدأ وسائل الإعلام في تكرار المكرّر، وتنشط مناجل الموت في حشد ضحايا هذا الوباء المخادع أرقاما مذهلة، تتكشف كل يوم عن اتساع رقعة الموت، حتى لكأن العالم أجمعه يصيح (...)
في الحديث عن ثورة فبراير المجيدة؛ كثيرا ما يحضر البعد العاطفي بتجلياته المختلفة، حيث تتوارد الذكريات، وتحضر أسماء الشهداء، ويثور الشوق إلى أجواء ساحات الاعتصام، بزخمها الثوري، وحضورها الجماهيري، وذكرياتها الندية، وبوحي من ذلك كله يذهب الكثير ممن (...)
لم تكن فاجعة يناير من عام 1986 أمرا سهلا، يمكن طيّه، ووضعه في خانة الأحداث العابرة، ولكنها كانت زلزالا قويا أحدث دمارا هائلا، ما تزال شروخه ماثلة في جدار الوطن حتى اليوم.
ومن البلاهة الاعتقاد أن هذه الأحداث المهولة ناتجة عن خلاف بسيط بين الرفاق بسبب (...)
في أواخر سبعينيات القرن الماضي قدم اليمن واحد من أساتذة التاريخ اليمني في العصر الحديث. قرأ عنها في بلده مصر كثيرا، وألّف في تاريخها، لكن ذلك لم يرو عطش روحه إلى منابع العروبة، ومنابت التاريخ، فطار إليه حاملا آمالا وتطلعات بحثية، وحبا لا تطفئ أشواقه (...)
طال الحديث وعرض عن فيروس كورونا، وأخذ حيزا كبيرا في الوسائط الإعلامية المختلفة، بل إنه يمكن القول أنه لقي من الاحتفاء الإعلامي مالم يلقه فيروس آخر، حتى فيروس الإيدز طاعون العصر، وفي ذلك إشارة إلى أن التغطيات الإعلامية التي أسهبت في حديثها عن كرونا (...)
مثلما أنجبت منطقة بُرَع في محافظة الحديدة قديما شاعرها الفحل عبدالرحيم البُرعي، الشاعر الذي بلغت شهرته الآفاق، وصار ملأ سمع الدنيا وبصرها؛ أنجبت الشاعر الكبير حسن صغير يغنم البرعي، الشاعر الذي عاش مسكونا بجمال الكلمة، يتفيؤ ظلالها، ويستروح نسائمها، (...)
كغيره من الشعوب الحرة أدرك الشعب اليمني منذ فترة مبكرة أنه من المحال عليه وهو تحت نير الاحتلال البريطاني أن يضع قدمه في طريق الدولة الحديثة، فبريطانيا التي وضعت يدها على المناطق اليمنية الجنوبية لم تكن غير عاهة مزمنة كلما طال أمد بقائها زادت الآلام (...)
يتبنى الغرب منذ بزوغ شمس الإسلام موقفا مناهضا لهذا الدين السماوي الحنيف بكل صراحة ووضوح، وعلى مدى قرون متطاولة أرسل الغرب حملاته الصليبية تترى لاجتثاث هذا الدين من جذوره، مع ما يرافق هذه الحملات من بعثات التنصير والتبشير، والتي أصبح مفعولها أقوى (...)
يحرص الإعلام المؤيد للانفصال على نفي الصلة الوثيقة بين شمال اليمن وجنوبه في مختلف المستويات الاجتماعية والتاريخية والجغرافية والسياسية، وخاصة في القرن العشرين الذي شهد تحولات كبرى على الساحة اليمنية كان أكبرها ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ثم قيام الوحدة (...)
ليس ثمة شك في أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تعد من أنقى وأروع الثورات الإنسانية في العصر الحديث، ذلك أنها سبقتها مراحل من الفعل الثوري الدؤوب، ومرارات جمة، بل وانتكاسات مهولة عملت على تأخيرها، لكنها أنضجتها وأوصلتها إلى مراحل عليا من الرشد (...)
في الواقع اليمني اليوم قتلة، يعلمون أنهم قتلة، ويمارسون جرائمهم اليومية الموكلة إليهم بدم بارد، رضوا بأن يكونوا بنادق للإيجار، وبأن يكون الضغط على الزناد هي وظيفتهم السهلة المربحة التي تدر عليهم الهبات والعطايا من قتلة آخرين يملكون الأموال والنفوذ، (...)