أعلن محافظ محافظة مأرب الشيخ ناجي بن علي الزايدي في وقت متأخر من مساء الأحد عن تسليم القيادي في تنظيم القاعدة حمزة علي صالح الضياني نفسه للسلطات المحلية. ونقل موقع صحيفة الجيش عن الزايدي قوله "إن الضياني المطلوب أمنياً سلم نفسه للسلطات المحلية بالتعاون مع مع أجهزة الأمن والشخصيات الاجتماعية والمواطنين في المحافظة". موضحاً "أن تسليم الضياني نفسه جاء بعد تضييق الخناق على عناصر القاعدة والضربات الموجعة التي تلقتها في الآونة الأخيرة. وتوقع المحافظ الزايدي قيام عدد آخر من عناصر القاعدة بتسليم أنفسهم للسلطة المحلية وأجهزة الأمن خلال الأيام القادمة. ويعد الضياني الثاني من عناصر القاعدة الذي يسلم نفسه إلى السلطات المحلية في محافظة مأرب (شرق اليمن) في غضون يومين. حيث أعلنت مصادر أمنية يمنية السبت تسليم القيادي في القاعدة غالب الزايدي لنفسه بعد مفاوضات قادها محافظ المحافظة. وكلا الشخصين لهما تصريحات صحافية سابقة يعلنون فيها براءتهم من القاعدة، فبينما نفى الزايدي صلته بالقاعدة صراحة، قال الضياني إنه بريء من الاتهامات التي توجهها له السلطات الأمنية، واعتبر العمليات الانتحارية ضد مصالح أجنبية في البلاد نوع من الانتقام من قبل شباب تعرضوا للتعذيب في سجون الأمن السياسي. وحمزة الضياني ملاحق من قبل السلطات الأمنية اليمنية على إثر اتهامات وجهت له إلى جانب آخرين من عناصر بالتخطيط لهجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت فوج سياحي اسباني في معبد الشمس بمحافظة مأرب في يوليو 2007، وأدى إلى مقتل 7 سياح أسبان ويمنيين اثنين.
وفي أغسطس من العام نفسه، كشفت السلطات اليمنية عن هوية منفذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف السياح الأسبان وهو عبده محمد سعد احمد رهيقه من قرية مكال مديرية مزهر محافظة ريمة. وقالت إنه تم استقطاب رهيقة من قبل حمزة الضياني الذي قام بتدريبه على قيادة سيارة أجرة كان يملكها وأخذه بعد ذلك الى منطقة وادي عبيدة بمأرب حيث كانت تتواجد عناصر الخلية الارهابية التي قامت بالتخطيط والإعداد لتنفيذ العملية. لكن الضياني نفى هذه الاتهامات له، وقال في مقابلة صحفية نشرت أواخر العام الفائت، مستغرباً "أنا كنت متواجد في وادي عبيدة أنا وزوجتي وطفلتي الأولى بحثاً عن الأمان وللعمل في إحدى مزارع الوادي، وأثناء تواجدي هناك حصلت حادثة الأسبان فبادروا إلى إتهامي بالضلوع في العملية وكانت تهمتي أنني قمت بتعليم منفذ العملية قيادة السيارة، بالرغم أنني لا أستطيع شخصيا قيادة السيارات وفاقد الشيء لا يعطيه". وفي مارس 2008 حملت السلطات الأمنية الضياني مسؤولية الهجوم الفاشل ضد السفارة الأمريكيةبصنعاء، والذي أدى إلى مقتل شرطي وفتاة بينما أصيبت 12 طالبة في مدرسة 17 يوليو للبنات المجاورة لمبنى السفارة بمنطقة سعوان. وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية "إن المسلح حمزة الضياني قام بإطلاق ثلاث قذائف هاون على السفارة الأمريكية قبل أن يفر من الموقع في سيارة مع ثلاثة من شركائه". وحمزة الضياني الذي ينتمي إلى قرية ضبيان، مديرية عيال سريح التابعة لمحافظة عمران، هو متزوج وأب لطفلتين. وكان معتقلاً لدى جهاز الأمن السياسي (المخابرات اليمنية) لقرابة عامين، ثم أفرج عنه بضمانة قبل سنوات. وظل يتردد الضياني شهرياً على الأمن السياسي لتوقيع حضور، كعدد من المشتبه بانتمائهم للقاعدة الذين يفرض الأمن عليهم الحضور دورياً، لكن الضياني قال في تصريحات صحافية سابقة له إنه تعرض لمضايقات عدة، وحاولوا اعتقاله مجدداً، ما حدا به الهروب إلى محافظة صعدة ومن ثم الانتقال إلى منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب حيث بنى بيتاً هناك واستقر به الحال مع زوجته وطفلتيه. ومع تزايد الملاحقة الأمنية له في أعقاب الهجوم الانتحاري الذي استهدف السياح الأسبان بمأرب، قام الضياني بإرسال زوجته إلى العاصمة صنعاء بينما لجأ إلى قبيلة آل سالم التابعة لقبائل جهم بمأرب طالباً منهم حمايته وفقاً للأسلاف القبلية المعروفة. وقالت مصادر محلية ل"المصدر أونلاين" إن السلطات اليمنية كانت على دراية بمكان إقامة الضياني لدى قبيلة "آل سالم" في مأرب منذ العام 2007 وحتى الآن، لكنها كانت تخشى ردة فعل القبائل في حال حاولت اعتقاله.
وقال مراقبون إن تسليم الزايدي والضياني لنفسيهما ليس بالنجاح الكبير الذي تحاول السلطات الرسمية إظهاره في إطار حربها ضد الإرهاب، لافتين إلى أن الشخصين المشار إليهما كانا يقيمان لدى قبائل في مأرب بشكل علني، وكان بإمكان السلطات اللجوء إلى مفاوضات من هذا النوع لتسليم نفسيهما قبل سنوات.
وكانت مصادر أمنية يمنية قالت السبت إن مفاوضات قادها محافظ مأرب ناجي بن علي الزايدي أسفرت عن تسليم القيادي في تنظيم القاعدة غالب الزايدي نفسه للسلطات في محافظة مأرب. وقام الزايدي بتسليم نفسه في مركز المحافظة بعد سلسلة من التصريحات السياسية الحادة التي هدد فيها بإنشاء معسكر يضم كل من وصفهم ب"المطلوبين دون تهم". والزايدي ملاحق من قبل جهاز الأمن السياسي بسبب نشاطاته التي بدأت على نطاق واسع بعد تبرئته من تهمة التستر على قيادي آخر بالقاعدة، هو أبوعاصم الأهدل. وينتمي الزايدي لمديرية صرواح بمحافظة مأرب، وهو متزوج ولديه ثلاث أولاد وحاصل على بكالوريوس في دراسات القرآن والعلوم الإسلامية من جامعة صنعاء. ورغم أن صنعاء تتهم الزايدي بالضلوع في نشاطات إرهابية وقيادة نشاطات أخرى فقد سبق له أن أدلى بمواقف أعلن فيها خروجه عن الدولة واستنكر إدراجه ضمن قائمة المطلوبين وأكد عدم انتمائه لتنظيم "القاعدة." يذكر أن غالب الزايدي كان أمضى ثلاث سنوات في السجن بتهمة إخفاء محمد الأهدل (أبوعاصم) المتهم بأنه الرجل الثاني للقاعدة في اليمن، وقد مثل كلاهما أمام المحكمة المتخصصة بقضايا الإرهاب، غير أن الزايدي أفرج عنه لعدم ثبوت التهمة الموجهة ضده في يونيو 2009. وتأتي عمليتي تسليم الزايدي والضياني لنفسيهما للسلطة المحلية بمحافظة مأرب بالتزامن مع تزايد نشاط القاعدة بالمحافظة، وفي أعقاب مقتل نائب محافظ مأرب الشيخ جابر الشبواني ب"الخطأ" في غارة جوية قالت السلطات اليمنية إنها استهدفت عناصر للقاعدة في 25 مايو الفائت. واليوم التالي لمقتل الشبواني، حمل مصدر مسؤول في وزارة الداخلية عناصر إرهابية مسؤولية مقتل نائب محافظ مأرب، في حين اتهم الرئيس علي عبدالله صالح جهات داخل وادي عبيدة بالخيانة والتسبب في مقتل أمين عام محلي مأرب جابر الشبواني. وقال الرئيس صالح في حفل تخرج دفعة عسكرية بمدينة ذمار الخميس "هذا الشهيد البطل كان من خيرة الشباب المناضلين الذين يقارعون الإرهاب ولكن يد الخيانة أمتدت، والتحقيقات جارية حول ملابسات استشهاد المناضل الكبير جابر الشبواني بضربة جوية نتيجة خيانة واضحة من داخل وادي عبيدة". وأكد صالح أن الأجهزة الأمنية تلاحق الجناة أولاً بأول وإن الأمن "يفرض الحصار على المنطقة ويتتبع الجناة حتى يتمكن من إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة". وتعزز تصريحات الرئيس صالح الرواية التي تقول "إن القاعدة استطاعت استدراج الشبواني إلى المكان الذي كان من المفترض أن يكون فيه عناصرها لاستهدافهم من قبل الطيران". ودعم هذا الرواية بيان منسوب إلى القاعدة في جزيرة العرب، ونشر الأحد على مواقع عدة مقربة من القاعدة، يؤكد استدراج الشبواني من عناصر التنظيم.
وجاء في البيان المنسوب للقاعدة "بعون من الله وفضل استطاع إخوانكم المجاهدين من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إستدراج أحد طواغيت العصر وذنب الكفر المقبور/ جابر بن علي الشبواني في عملية ناجحة نفذها إخوانكم المجاهدين وأوهمو أعداء الله بتواجد كوكبة منهم في ولاية مأرب وقد نجحت هذه العملية في تصفية المقبور ونجاة عباد الله المجاهدين الصابرين وأظهر للكفرة وأذنابهم كرامات المجاهدين وافعالهم". غير أنه لم يتسن التأكد من صحة هذا البيان، ولوحظ حذفه من بعض المنتديات الموالية للقاعدة على شبكة الأنترنت بعد وقت قصير من بثه. وكانت عناصر يعتقد أنها تابعة للقاعدة اغتالت أمس السبت قائد أركان حرب اللواء 315 العقيد الركن محمد صالح الشايف في كمين مسلح نصبته لموكب عسكري بمنطقة مطب عذبان قرب صافر النفطية، وقتل إلى جانبه أحد مرافقيه وأصيب ثلاثة آخرين. وقال محافظ مأرب اليوم أن أجهزة الأمن في المحافظة تمكنت من تحديد هوية المتهمين بقتل العقيد الشايف، موضحاً أن قوات الأمن تقوم حالياً بفرض حصار على المنطقة التي يتواجد فيها المتهمون للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة. وأكد إن من اغتالوا الشايف هم عناصر من القاعدة مطلوبين أمنياً ولديهم سوابق مماثلة في قتل مواطنين وأفراد من القوات المسلحة والأمن واستهداف سياح أجانب والقيام بأعمال تخريبية في المحافظة.
الصورة وزعها الامن اليمني في 2007 وهي ل10 مشتبهين من القاعدة متهمين بالتخطيط للهجوم على السياح الأسبان، ويظهر حمزة الضياني، أول شخص فيها من أعلى اليسار.