تدمير ممنهج لليمن تخطط له مراكز القوى العالمية وصناع القرار في العالم تحت غطاء المشاورات والمباحثات لحل الازمة اليمنية.. مجرد توزيع أدوار ومهام استراتيجية هدفها انزلاق اليمن في وحل الحروب الطائفية والمناطقية يراد لها أن تستمر عقودا من الزمن.. اعتراف بشرعية هادي وحكومته والتعاطي معها رسميا ودوليا ودعمها شكلا وليس مضمونا، مقابل غطاء ودرع واق لانقلاب الحوثي وصالح مضمونا فيما الشكل مناهض له. معادلة غامضة جدا في الميزان السياسي الدولي تصب منافعها لصالح تلك القوى على حساب اليمن ومنطقة الخليج العربي. جيش الشرعية في نهم على مشارف صنعاء عاصمة اليمن التي غدت تحت سيطرة تحالف الحوثي وصالح وملاذهم الآمن، شبه متوقف عن التقدم نحو صنعاء رغم امكاناته الحربية وتغطية طيران التحالف العربي له التي تؤهله للسيطرة على العاصمة خلال وقت قياسي، سيما وملامح الانهيار بدت ظاهرة في صفوف تحالف الحوثي وصالح والاحتقانات فيما بينها نظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
هنا يأتي دور تلك القوى لتبدأ بحياكة خيوط المؤامرة بالضغط على شرعية هادي وحكومته ودول التحالف العربي لإيقاف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات والحديث عن استحالة أن يكون الحل هو الحسم العسكري وضرورة أن يكون سياسيا يرضي جميع أطراف الصراع وفق توصيفهم..
تصوغ المبادرات السياسية تحت نار هادئة ببنود متعددة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب؛ وان اختلفت تلك المبادرات والحلول إلا أنها تصب في الأخير في قالب واحد تم تجهيزه سلفا وهو مصالح تلك القوى.
جيش الشرعية على تخوم صنعاء بانتظار إشارة التحرك والحسم منذ ما يقارب العام، فيما تظل الشرعية عاجزة عن اتخاذ قرار الحسم بانتظار القوى الدولية لاستكمال حياكة خيوط المؤامرة، والسماح لتحالف الحوثي وصالح إعادة ترتيب صفوفه وتجهيز معداته العسكرية لجر اليمن إلى منزلق الحرب الطائفية والمناطقية التي لا تنتهي.