قالت طالي فحيمة التي أشهرت إسلامها في مدينة أم الفحم أمس الأول، في مقابلة مع إيلاف اللندني إن ما قامت به إسرائيل في عرض البحر هو عمل إرهابي محض، وأن إسرائيل حاولت اغتيال وتصفية الشيخ رائد صلاح بسبب تمسكه بالإسلام ومعارضته لها. وأكدت الناشطة الإسرائيلية طالي فحيمة إنها تدرك غضب اليهود عليها بعد أن أعلنت إسلامها وبالتالي محاولاتهم التغريض بها والغمز في ما يتعلق بنشاطها السياسي في جنين وخاصة مع قائد كتائب شهداء الأقصى زكريا زبيدي.
كما اعتبرت أن اليهود اعتادوا مثل هذه السلوكيات، واعتادوا النقاش السطحي والبحث عن صغائر الأمور بدلا من الخوض في ما يقدمه الإسلام وما يعنيه.
وأكدت فحيمة أن اعتناقها الإسلام لم يكن وليد الساعة بل بعد مخاض استغرق مدة طويلة دأبت خلالها على تعلم أصول الإسلام ومعانيه على يد الشيوخ في أم الفحم معترفة أن أول لقاء لها كان مع الشيخ رائد صلاح قبل نحو عامين، "جئت للتعاطف مع طرحه السياسي فوجدت عنده جوانب روحانية وإيمانية عميقة" وفقا لتعبيرها. وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه الزميل نظال وتد:
* لقد كنت معروفة طيلة الوقت كناشطة يسارية مقاتلة وبدأتِ نشاطك السياسي في جنين..؟ - كنت ناشطة مناهضة للصهيونية وليس مجرد ناشطة يسارية يجب عدم الإصغاء وترديد ما يقوله اليهود.
* هذا الأسبوع أعلنت عن اعتناقك الإسلام ، كيف وصلت لهذا القرار؟ - أولا لم يكن هذا قرارا بين ليلة وضحاها، وإنما عملية متواصلة من التقرب من الإسلام، لكن من فتح الباب أمامي للسير على هذا الطريق هو شخص يعمل حقا ويسير فعلا على هدى الإسلام وهو الشيخ رائد صلاح. هناك فتح الطريق أمامي وبدأت أبحث وأفتش، ووصلت إلى الشيوخ الذين زرتهم إلى أن جاء اليوم الذي قررت فيه اعتناق الإسلام، فلم يكن هذا جديدا.
* لاحظت في الفترة الأخيرة أنك كنت تشاركين في فعاليات في الوسط العربي برز فيها حضور الحركة الإسلامية والشيخ رائد صلاح كما حدث في يافا قبل أشهر وفعاليات أخرى، متى كان لقاؤك الأول مع الشيخ رائد صلاح ؟ - كان أول لقاء لي بشخصية الشيخ رائد صلاح في أحد النشاطات الجماهيرية والسياسية التي شاركت فيها، يومها توجهت لإلقاء التحية عليه لأعبر عن احترامي له، وكان الجانب الروحاني عنده هو نقطة المفاجأة التي دهمتني ، كنت أؤيده من الجانب السياسي، لكنني لم أفكر للحظة أن هذا الرجل يملك جانبا روحانيا هو الإسلام. وكان سلوك هذا الرجل وإدارته لنشاطه أثارت عندي حب الاستطلاع ، وعرفت أن مصدر ذلك هو الإسلام، وعندها بدأت أبحث عن شيوخ ليعلموني عن الإسلام وتعاليمه وفرائضه.
* هل تذكرين متى كان ذلك بالضبط وفي أي عام؟ - قبل عامين، كانت هذه أول مرة ، ولكن كما تعرف فأنا أعيش هنا ( تقصد في قرى وادي عارة في المثلث) منذ سنين طويلة وأقرأ الصحف، بعد خروجي من السجن في الثالث من كانون الثاني عام 2007.
* حتى قبل اعتناقك الإسلام كان نشاطك غير مريح بالنسبة إلى عائلتك، ما هي علاقتك اليوم مع والدتك وشقيقتك؟ - إن الثمن الذي أدفعه إزاء اعتناق الإسلام، من حيث عائلتي هو جزء صعب وإشكالي ولكن لم يكن لذلك وزن في قراراتي لا في المسار السياسي ولا في سيرورة الإيمان واعتناق الإسلام.
* كم من الوقت استغرقت دراستك للإسلام؟ - كانت عملية طويلة وتدريجية وكلما تعمقت في دراسة الإسلام ازدادت قناعتي بالخلافة الإسلامية، وأنا اليوم مشتاقة لإقامة الخلافة الإسلامية.
* أي أن طالي فحيمة تقول اليوم إن الحل لكل الإنسانية هو نظام الخلافة الإسلامية؟ - أنا أقول إن الخلافة الإسلامية هي الحل منذ وقت طويل وهذا ليس جديدا
* كيف كان رد الناس في منطقة المثلث على إشهارك الإسلام؟ - لقد سألت هذا السؤال عن رد الفعل اليهودي وأنت تسألني عن المسلمين، لا أعتقد أن هذا له فعلا صلة بالموضوع. هناك من يهنئني على القرار وهناك من يستوضح مني، الردود متباينة ومتفاوتة، لكن هذه القضية هي قضية شخصية وذاتية.
* لكن الإسلام ليس إيمانا فحسب بل هو دين ودولة وليس كالمسيحية ما لله لله وما لقيصر لقيصر! - هذا صحيح، المجتمع يرد على قرار على مستويين على مستوى سياسي وعلى مستوى روحاني فقد تلقيت تهاني كثيرة، هذا ليس مهما كما تعرف.
* لكن ذلك يقويك أليس كذلك؟ - كما تعلم لم أتلق على مدار مشواري دعما وتأييدا كبيرا، هناك قبول وتجاوب ولكن ليس على نحو خاص
* كما سمعت فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية، الصهيونية عندما بثت خبر إعلان إسلامك، أشارت، على نحو ما إلى أنك كنت ناشطة في جنين وذكروا علاقتك مع زكريا زبيدة، مع أنها كانت علاقة سياسية بالأساس؟ - أولا كما تعلم فأنا لا أتحدث معها ورفضت ذلك، كما تعلم فإن اليهود يذكرون ذلك لأنهم غاضبون مني فأنا أرفض الحديث معهم، وأنا لست إنسانا محبوبا شعبيا ولا تأييد لي فخطواتي وما أراه وأقوله هي أمور يصعب على اليهود هضمها، لذلك تصدر عنهم العبارات العنصرية والشر والسخرية ونحن نعرف ذلك ، فلا يهم ما يقولونه فهم لا يتناولون ما يقوله الإسلام ، بل يتناولون الأمر بسطحية مطلقة.
* وهل تعتقدين أن هذا مقصود؟ - بالتأكيد . فهم يفعلون ذلك مع كل إنسان مسلم ، ولا علاقة لذلك بي.
* وماذا عن قضية أسطول الحرية، إحدى الناشطات على متن السفينة قالت إن ما حدث هو لكون الجمعية التركية إسلامية هل توافقين على ذلك؟ - أملك الإجابة على ذلك ولكن كل ما حدث على متن السفينة كان من الله ، سواء استيلاء اليهود بعملية إرهابية على الأسطول أم محاولة تصفية واغتيال الشيخ رائد صلاح.
فالنظام الصهيوني يتصرف، كما تعلم، منذ مدة طويلة بغباء ومن دون حكمة ويتحمل النتائج. من يقف وراء الأسطول كانوا أناسا رائعين، وأفترض أنه لو كانت وراء الأسطول حركة إسلامية لكن البعد والقوة الروحانية للأسطول أقوى بكثير، لا أعرف لم أكن على متن الأسطول.
* قلت إنهم حاولوا اغتيال الشيخ رائد صلاح هل أنت واثقة من ذلك؟ - لقد حذرت من ذلك منذ وقت طويل، كل من يعارض النظام معرض للخطر، وحياة الشيخ رائد صلاح معرضة فعلا للخطر.
* ماذا عن نمط وسير حياتك اليومية؟ - الحياة كما تعلم صعبة ومركبة وشائكة، فأنا أواجه مثلا مصاعب في الجانب الاقتصادي ، من جهة ثانية هناك تسليم كامل بالطريق التي اخترتها، وهو يعوض عن النواقص المادية. أنا وصلت إلى الإسلام أصلا ليس من موقع وموقف ثراء أو راحة بال بل كنت في أسوأ الظروف وكنت على حافة الجوع، في هذه النقطة ولدت وجاء القرار.
* ذكرت في هذا السياق أنك في هذه النقطة الصعبة من الحياة توجهت إلى الباري كيف كان ذلك؟ - بالضبط هذا ما كان، وكما تعلم فلكل إنسان طريقه بالتوجه للخالق، وهذا ما حدث معي. وكانت هذه اللحظة التي غمرني فيها الله.و من الصعب علي أن أصف ذلك بالكلمات...ولكن كان ذلك وكأنني ولدت من جديد، بل لربما أكثر من ذلك. هناك صعوبات وأنا كما تعلم شخص يصعب على الآخرين تبرير مواقفه أو دعمها . فالناس تخاف وبحق من اليهود ومن الذين يشتغلون في السياسة بسبب القمع المتواصل لسنوات طويلة.
* هل تشتاقين لعائلتك؟ - كما تعلم العائلة هي العائلة وستبقى عائلتي وأنا مشتاقة لهم ويبدو أنني سأبقى مشتاقة ليس هناك ما يمكن القيام به.
* هل من كلمة أخيرة تقولينها؟ - في مقابلة سابقة سألوني ماذا تقولين لليهود حتى يدخلوا في الإسلام، وأنا أقول للمسلمين حتى يدخل الآخرون في الإسلام عليكم السير على هدى الإسلام.