مطلع أبريل 2016، اجتاح الحوثيون وقوات صالح منطقة الشقيرا مركز مديرية الوازعية غربي تعز للمرة الثانية بعد انسحابهم منها اواخر نوفمبر 2015. لكن العودة الأخيرة كانت مريرة وقاسية حيث طال بقاؤهم فيها حتى الآن ليظل الآلاف من سكانها نازحون من منازلهم.
ونزح السكان إلى مديريات تعز الغربية وآخرين إلى مناطق المضاربة ورأس العارة في محافظة لحج المتاخمة للمنطقة، التي تشكل ما نسبته 30% من مساحة المحافظة.
وفي مساحتها الشاسعة ووضعها الخدمي الصعب تتوزع مئات الأسر النازحة من سعير المواجهات العسكرية في الوازعية بين القرى المتباعدة، حيث اُستضيف بعضهم في منازل مواطني الصبيحة، فيما نزح آخرون بمدارس المنطقة، وقليل منهم توزعوا في مخيمات المنظمات الدولية.
ومع انطلاقة العام الدراسي، تتضاعف معاناة النازحين الذين ينحدرون من مديرية ذوباب الساحلية، إذ يحتم عليهم مغادرة المدارس للتهيئة لعودة الطلاب، ومن بين ذلك 28 أسرة كانت تقيم في مدرسة راس العارة.
وكان النازحون في المنطقة قد اشتكوا من أوضاع معيشية صعبة ومأساوية جراء انعدام الغذاء والدواء وغياب الرعاية من قبل السلطات الحكومية، والمنظمات الدولية العاملة التي لم تصل لإغاثة النازحين في المدرسة.
وأفاد أحد النازحين إنه ضاق بهم الحال في المنطقة جراء الحالة الانسانية المزرية، وانعدام فرص العمل في المنطقة، خصوصاً أن أغلبهم يعملون في مجال الاصطياد السمكي حيث تركوا خلفهم قواربهم في مناطقهم بسبب النزوح.
وأضاف «ثلاثة أعوام من النزوح قضيناها في هذه المدرسة، مما جعلنا نتمنى العودة لقرانا، لاسيما بعد أن صارت محررة وخالية من تواجد الحوثيين».
وغير بعيد عن نازحي مديرية ذوباب، ما يزال النازحون من مديرية الوازعية يعانون فصولاً أخرى من المعاناة في قرى المضاربة، على الرغم من التعاون الكبير الذي لاقاه النازحين من القبائل.
ويشكو النازحون من تعرض المساعدات الإنسانية للسرقة، بسبب غياب الرقابة، بالإضافة إلى أن ما تقدمه بعض المنظمات من مساعدات يقتصر على أمور ثانوية.
وفي ظل هذه الأوضاع القاسية يظل النازحون من مناطق الوازعية وذوباب يحلمون بعودة قريبة إلى مسقط الرأس تنهي مأساة سنوات من الجوع والخوف في أتون النزوح.