دشنت شركة (زين-السودان) للاتصالات اليوم جائزة عالمية سنوية باسم الأديب السوداني الراحل الطيب صالح للإبداع الكتابي بقيمة 200 ألف دولار أمريكي حيث سيفتح باب التقدم للمشاركة بالمسابقة اعتبارا من يوم الخميس المقبل. وقال العضو المنتدب للشركة الفاتح عروة في مؤتمر صحافي بالخرطوم "إن المسابقة تهدف إلى تخليد ذكري الكاتب الكبير صالح وهي مساهمة متواضعة إرادتها الشركة المعنية بالاتصال بين الناس لكي تواصل مسيرتها في دعم العمل الاجتماعي والثقافي وتفتح نهجا جديدا لها في تحقيق التواصل الثقافي والإبداعي بين البشر".
وأوضح أن الجائزة مكونة من ثلاثة فروع تمثل المحاور الرئيسية التي دار في إطارها الطيب صالح وهي الرواية والقصة القصيرة والنقد.
وقال انه تم تشكيل لجنة أمناء للجائزة برئاسة البروفسور علي محمد شمو ونائبه مستشار الرئيس مصطفى عثمان إسماعيل وعضوية نخبة من كبار أهل الثقافة والفكر.
ومن جانبه أوضح رئيس مجلس أمناء الجائزة شمو أن التقدم للمسابقة سيبدأ اعتبارا من يوم الخميس المقبل ويستمر حتى منتصف شهر أكتوبر 2010 لتعلن النتيجة في فبراير من العام المقبل في الذكري السنوية لرحيل الطيب صالح.
وأعرب شمو عن أمله في أن تكون المسابقة استمرارا لنهج الكاتب الكبير في خلق حالة من التفاعل الحضاري والتعرف على الآخرين من خلال الكتابات الإبداعية والرؤى النقدية وإعلاء قيم التسامح والحوار والإخاء.
من ناحيته أوضح الأمين العام للجائزة مجذوب العيدروس أن المجلس اشترط أن تكون المشاركة في مجال الرواية بما لا يقل عن 30 ألف كلمة للرواية المقدمة وحصر المشاركة في مجال النقد الأدبي على أن تكون في العام الأول للجائزة حول الأعمال الإبداعية للطيب صالح ورؤاه النقدية أما في مجال القصة القصيرة فتقدم مجموعة قصصية لا تقل عن 13 قصة قصيرة.
وأضاف أن الجوائز ستكون للثلاثة الأوائل في المجالات الثلاثة للجائزة وسيكون التحكيم بواسطة خبراء من مختلف الدول العربية.
وكان الراحل صالح الذي توفي في ال18 من فبراير 2009 في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز الثمانين عاما يعمل في الإذاعة البريطانية في لندن ونال بعد ذلك شهادة في الشؤون الدولية في انجلترا وشغل منصب ممثل اليونسكو في دول الخليج ومقره قطر في الفترة ما بين عام 1984 - 1989.
وكان صدور روايته الثانية (موسم الهجرة إلى الشمال) والنجاح الذي حققته سببا مباشرا في التعريف عنه حيث ترجمت هذه الرواية إلى لغات عدة وتم اختيارها في عام 2002 ضمن أفضل مئة رواية في التاريخ الإنساني.
كما صدر حول الطيب الصالح مؤلف بعنوان (الطيب صالح عبقري الرواية العربية) لمجموعة من الباحثين في بيروت تناول لغته وعالمه الروائي بأبعاده وأشكاله وحاز في عام 2005 على جائزة ملتقى القاهرة الثالث للإبداع. ومن أهم مؤلفاته رواية (عرس الزين) و(موسم الهجرة إلى الشمال) و(مريود) و(نخلة على الجدول) و(دومة ود حامد) و(المنسي) و(ضوالبيت) و(بندر شاه) وقد ترجمت بعض رواياته إلى أكثر من 30 لغة.