أقامت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى" الأحد، ندوة علمية تناولت أهم ملامح ووسائل طمس الهوية والذاكرة الوطنية التي نالت من التاريخ النضالي للشعب اليمني. وفي الندوة التي أقيمت في فندق بلقيس بمدينة مارب برعاية نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن صالح، أبرز المتحدثون الدور الذي لعبه الرئيس المخلوع صالح في محاربة الثورات التحررية ومساندته جهود الاماميين الجدد في طمس الذاكرة الجمعية للثورات الشعبية اليمنية.
وفي مشاركة له على هامش الندوة، أشاد وكيل محافظة مارب الشيخ عبدالله الباكري، بدور المقاومة الشعبية التي دحرت المليشيات الانقلابيه بينما كانت على أسوار مدينة مارب.
ونوه الباكري الى أن مارب احتضنت كافة أبناء اليمن الذين هبوا للدفاع عن الشرعية ودحر الانقلاب، مشيرا إلى أن السلطة الملحية بالمحافظة دشنت أمس النصب التذكاري للشهيد عبدالرب الشدادي، في إطار تخليد دور الشهداء والأبطال في ذاكرة الشعب.
وفي ورقته، تحدث رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى"، حسين الصوفي، في ورقته عن "جريمة تغييب الذاكرة الوطنية، وطمسها والسعي لتغييبها وإقصاء رموزها، وتغيير اسماء الشوارع، وطمس معالم الثورة في الشبكة العنكبوتية".
وتطرق الصوفي إلى أن المخلوع صالح، تآمر مع بقايا الإمامة لطمس كل ما يتعلق بالثورة، كما فعل بالدبابة بميدان التحرير، "مادر الثورة" عندما كان أمين العاصمة أمين الكحلاني، تحت مبرر إنشاء نفق للتخفيف من الزحمة، كما تم تغييب رموز الثورة وقياداتها من المناهج التعليمية، واقتصرت المناهج على أشياء شكلية كأبيات شعرية في واحد من صفوف المرحلة الثانوية.
وأشار إلى الدور الذي لعبه صالح في إخفاء جرائم الأئمة بحق اليمنيين وصور الإعدامات وجز الرؤوس وتعليقها في الأماكن العامة لما يخدم الفكر الإمامي البغيض ويغطي على حقيقتهم ضد أبناء اليمن.
من جانبه تحدث الباحث في قضايا الفكر، عمار التام، عن "مسؤولية تكوين الذاكرة الوطنية" حيث تطرق إلى ضرورة تجاوز العقدة "اليزنية" التي تصل إلى مرحلة معينة ثم تبدأ التفكير بالخارج.
وسرد التام عدد من الوسائل والأنشطة لتكوين الذاكرة الجمعية، منها الفكر والثقافة، والشعر والرواية والنكتة والطرفة والحكم والأمثال الشعبية، والفن والتجسيم والتجسيد كالنصب التذكارية والمتاحف وأسماء الشوارع، والإعلام بكافة وسائله المقروءة، والمرئية والمسموعة ووسائل الإعلام الحديث.
وفي الورقة الختامية، تحدث الصحفي عبداللطيف المرهبي، عن "ثقوب في الذاكرة"، مثل ضعف الذاكرة الوطنية الجمعية، والخلافات بين السياسيين ونجاح توظيفها لصالح الاماميين.
وأشار المرهبي إلى أن العامل الأبرز في توسيع تلك الثقوب هو غياب الحامل السياسي للمشروع الوطني بعد ثورة فبراير 2011، وتفكك بعض القوى السياسية، والعمل بشكل منفرد ما أدى إلى تنامي دور المليشيات وسيطرتها على صنعاء.
وأعلنت منظمة "صدى" الإعلامية عن أن مخرجات الندوة سترفع إلى الجهات المعنية بهدف تعزيز الهوية الوطنية ووضع الحلول العمليه واقتراح الوسائل المناسبة لحفظ الذاكرة الوطنية بمايساهم في عمل تنشئة وطنية للأجيال الصاعدة.
ودعت "صدى" المهتمين والمختصين من مؤسسات حكوميه وفاعليات مجتمعية إلى التعاون والتفاعل فيما يسهم بتكوين وعي جمعي يعتمد على ذاكرة وطنية متينة تردم الثقب الأسود الذي ابتلع نضالات وتضحيات الأبطال على مدى عقود وما يزال يسعى لابتلاع النظام الجمهوري.
شهدت الندوات حضورا فاعلا من مسؤولين عسكريين ومدنيين ومثقفين وناشطين وإعلاميين.