قال مفاوضون من المعارضة السورية اليوم السبت، إن المعارضة بدأت محادثات مع روسيا بشأن اتفاق لسيطرة قوات النظام السوري على أجزاء من محافظة درعا بالجنوب يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، فيما اتفق الطرفان على وقف القتال لساعات. وأضاف المفاوضون أن لجنة تضم ستة أعضاء من المدنيين والعسكريين شكلها مقاتلو معارضة في الجنوب عقدت اجتماعاً تمهيدياً على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء المجاورة.
وقال إبراهيم الجباوي الناطق الرسمي باسم غرفة العمليات المركزية التي أسستها الجماعات الرئيسية التابعة للجيش السوري الحر في جنوبسوريا «اللجنة عقدت اجتماعها الأول مع الجانب الروسي الذي قدم مطالبه».
ومن المتوقع إجراء جولة ثانية من المحادثات اليوم السبت.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا الجمعة إلى «الوقف الفوري للعمليات العسكرية» في درعا حيث تواصل قوات النظام السوري هجومها على فصائل المعارضة المسلحة.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام إن غوتيريش يشعر ب«قلق عميق إزاء الهجوم العسكري وآثاره المدمرة على المدنيين».
وذكّر غوتيريش بأن «هذه المنطقة في جنوب غرب سوريا تخضع لاتفاق خفض التصعيد الذي تم إبرامه في تموز/يوليو 2017 في عمان بين الأردنوروسيا والولايات المتحدة».
وقال البيان إن الأمين العام يطلب من الأطراف «الضامنين» لهذا الاتفاق «الوفاء بالتزاماتهم».
واعتبر غوتيريش أنه «يجب على جميع أصحاب المصلحة وقف الهجمات الموجهة ضد المرافق الطبية والتعليمية على الفور، وإتاحة الظروف الأمنية اللازمة لاستئناف عمليات الأممالمتحدة لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر الحدود دون مزيد من التأخير».
ودعا المجتمع الدولي إلى «الاتحاد لوضع حد لهذا الصراع الموسع، الذي يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وتفاقم الأزمة الإنسانية العميقة في سوريا والدول المجاورة».
يزحفون من درعا هرباً من الموت ويعيش نحو 750 ألف شخص وفق الأممالمتحدة، في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة التي تشمل سبعين في المئة من محافظتي درعا والقنيطرة. وفر 50 ألفاً من بلداتهم وقراهم، وفق الأممالمتحدة.
ويتوجه غالبيتهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أعلن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة، مؤكداً أن حدوده «ستظل مغلقة».
التحالف الروسي السوري كان أقوى من الدعم الأميركي للجيش الحر في الماضي، كان الجيش السوري الحر مرشحاً ليكون البديل الديمقراطي لنظام الأسد. أما اليوم، فقد فقدت هذه القوة المعارضة أراضيها التي كانت تُسيطر عليها في شمال البلاد، وتحديداً في إدلب، وفي جنوبها (درعا) أمام تحالف القوات السورية الروسية الإيرانية.
وعلى الرغم من كل هذه الخسائر، فإن الجيش السوري الحر ما زال يعتقد أنه في وضع آمن، نظراً للدعم الأميركي الذي يحظى به.
خلافاً لجبهة النصرة، لطالما تم اعتبار الجيش السوري الحر، الذي يمتلك قوة عسكرية قُدّرت بحوالي 30 ألف رجل سنة 2016 في منطقة درعا، كمعارضة «دیمقراطية ومعتدلة».
وينص اتفاق خفض التصعيد المبرم بين روسياوالأردن والولايات المتحدة قبل سنة، على وجوب حماية مناطق الجيش السوري الحر في محافظة درعا.
وفي الوقت الذي ما زالت فيه القوات الجوية الأميركية تدافع بشراسة عن المناطق التي تخضع للقوات الكردية في شرق البلاد، تخلت واشنطن عن دعم المعارضة في درعا.
أميركا للجيش الحر: «لا تتوقعوا تدخلاً عسكرياً أميركياً» حذرت مذكرة صدرت عن السفارة الأميركية في العاصمة الأردنية، عمان، قبل أيام قليلة، الجيش السوري الحر من عدم «بناء قرارته على توقع أو انتظار تدخل عسكري أميركي في درعا السورية».
منذ ذلك الحين، استأنفت القوات الجوية الروسية قصفها لمحافظة درعا. وأدت هذه الغارات الجوية إلى تضرر ثلاثة مستشفيات في صيدا والمسيفرة والجيزة يوم الأربعاء 27 يونيو/حزيران.
ووفقاً لما أفاد به برتراند بادي، الباحث في مركز الدراسات والأبحاث الدولية لصحيفة La croix الفرنسية، قد يكون قرار النظام السوري القاضي بإسقاط درعا قبل استهداف إدلب «خياراً تم التنسيق له مع روسيا، حتى لا يتم تشتيت مقاتلي هذه القوات المتحالفة».
وحسب ما أورده موقع «Liveuamap» المختص في الخرائط، سيطرت قوات بشار الأسد بالفعل على نصف مناطق درعا. وفي هذا الإطار، لن يكون سقوط المدينة انتصاراً رمزياً على مهد الثورة السورية فحسب، بل سيُمكّن دمشق من تقسيم المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر في هذه المحافظة إلى جزأين، الأمر الذي سيحول دون التنسيق فيما بينها.