يغرد حسن زيد، وحسن زيد لا يصلح أن يكون أي نوع من أنواع الطيور، حتى بومة، كي يليق به فعل "غرد". يشغل حسن زيد نفسه في الكتابة، ما يكتبه مؤخرًا يلفت الانتباه، هو مركز على حزب الإصلاح، تارة ينصح شباب الإصلاح، تارة أخرى يدعو الحزب للوقوف جوار الحوثيين ضد العدوان، وثالثة يرحب فيها بانضمام أسماء مرمزة يصفها بأنها قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح انضمت مع أفرادها لجبهات القتال، في خندق واحد مع الحوثيين.
حسن زيد هو وزير الشباب والرياضة لدى جماعة الحوثي، نسى كأس العالم وسباق الهجن، نيمار وميسي وكريستيانو وعلي النونو، ما يحدث لجماعة الحوثي جعلته يمارس دور وزير الدفاع، وأعادته اللحظة الراهنة إلى الماضي حيث استخدام الدبلوماسية لفكفكة الخصم.
يبدو حسن مثل محمد البخيتي الذي ينتهج الطريق نفسه في دعوة الإصلاحيين للإنابة والعودة إلى صف المليشيا، في الوقت الذي يدعوه فيه أخوه المتلون علي البخيتي، للتخلي عن المليشيا والعودة إلى النضال في أوتاوا للحصول على الجنسية الكندية.
الظريف في نصح الحوثيين، هو أنهم يفعلون ذلك، ويلمزون للخاطفين أن ينقلوا المعتقلين من نشطاء الإصلاح نفسه، إلى أماكن مجهولة. يظنون أنفسهم أذكياء، وهم يكررون أساليب "التحريش" بين حلفاء الشرعية، من الواضح أنهم يريدون ضرب الإصلاح بالتحالف العربي، وكلما طفا تململ بين الإصلاح وبعض المحسوبين على الخليج خرج حسن زيد مرّحبًا بانضمام قيادي مجهول، يضع أول حرفين فقط، ليبدو أضحوكة من غرابة الترحيب إذ أن حسن زيد نفسه يؤمن أن "س ع" الذي كتبه لا يرتقي لمستوى أمنية، والسبب واضح: كلما كان هناك هجوم كبير لقوات الشرعية سارع بعض القادة الميدانيين للمليشيا بالانضمام لزفة النصر، أما "س ع" وعشرات من مرافقيه ليس له وجود على الإطلاق، في مربعات الحوثيين لا يوجد قيادي إصلاحي يصحبه عشرة مرافقين!.
والواضح أن "ح، ز" لا يعرف كيف يدير الأمور المعنوية لأنصار الحوثي، بهكذا أخبار يدمرهم ويهد ما بقى لهم من معنويات، حتى الجاهل المهزوم لا يصدق أن الحمار يغرد تحت الشجرة فما بالك إن قلت له بأن للحمار جناحين حلق بهما في الساحل.
تفكيك الحلفاء استراتيجية لهزيمة الخصوم، لا أعرف ما إذا كان ميكافيللي قد شرحها أم لا، ولكن سان تزو قد شدد عليها قبل ثلاثة آلاف سنة، هذه الاستراتيجية بحاجة إلى نزر يسير من الخطوات المتقنة، أما أنصار الغباء الصارخ فإنها تنعكس عليهم سلبًا. لقد تفكك تحالف الحوثي مع صالح، وهنا خانت الخبرة حسن زيد، إذ كان أول من دعا الحوثيين للتخلص من الرئيس السابق، لهرس رأس الأفعى، قال ذلك قبل بدء الخلاف بين الحوثيين وصالح بكثيير.
الآن وأوراق المليشيا تتساقط ويجتهد أكبر سياسي معمر في المليشيا الحوثية، الخبير الذي كان ضمن أكبر تكتل معارض لعلي صالح، سيجتهد حسن زيد ليقول للتحالف: الإصلاح يقوم بعمالتنا. الإصلاح يمارس العمالة مع الحوثيين. نرحب بسين صاد الذي انضم مع أنصاره إلى الجبهات لقتال العدوان. سيعيد البخيتي تدوير الفكرة وتحويرها، وسينضم لهم محمد علي الحوثي، ستبدو الفكرة مقبولة لدى المتوجسين من الإصلاح وهم يرون تغطية قناة الجزيرة وقد تغير "أسلوب تحريرها" للمشهد اليمني.
عندما ترى أرض المعركة لا بد أن تغير رأيك.. وعندما ترى ملف المختطفين سيحبط حسن زيد من وهم خطته، فالقيادي الإصلاحي محمد قحطان مختطف لدى الحوثيين. على الأقل اخرجوا المعتقلين ليصدقكم المتوجس. أما احنا فنعرفكم من زمان. افعلوا ذلك، أو اقنعونا أن محمد قحطان يحرر أخبار الجزيرة من القبو الذي تحتجزونه به. * المقال خاص بالمصدر أونلاين