الفساد سلوك اجتماعي بغيض، لايوجد أحد صاحب فطرة سليمة يقبل بهذا السلوك الذي تنتهك فيه المصلحة العامة لصالح فئة مريضة شاذة داخل المجتمع . الكل يدرك أن الفساد هو انحراف عن الأصول والقواعد والقوانين التي تحكم أي بلد وفيه استغلال للمصلحة العامة لتحقيق منافع شخصية.. الفساد هو الذي حرّك الشعوب العربية للخروج عن الأنظمة الفاسدة المستبدة لتقول لهذا الطاعون توقف فقد كرهنا ريحتك التي أزكمة أنوفنا وحياتنا. الكل يدرك أن الفساد عاش وترعرع وانتشر في كل مفاصل الدولة بكل مؤسساتها المختلفة، حتى وصلنا في فترة من الفترات إلى قناعة أنك إن لم تكن فاسداً فلامكان لك داخل هذا الوطن.. ووصل الفساد والمفسدون إلى مرحلة الاستقواء، فالفساد حينما يقوى يعمل على حماية نفسه.. لذلك فليس من السهل اليوم القضاء عليه من خلال الخطب أو المقالات الصحفية أو المظاهرات والدعوات إلى اقتلاع الفاسدين.. مالم تكن هناك خطة محكمة واستراتيجية فاعلة لإعادة الوطن من يد هؤلاء الفاسدين.. هذه الاستراتيجية يجب أن تقوم أولاً على معاقبة كل من يثبت في حقه الفساد كبيراً كان أم صغيرا،ً وثانياً العمل الجاد من أجل إحلال أصحاب الكفاءات والأيادي المشهود لها بالنزاهة والتي حرمت لفترة طويلة من العمل أو تقلد أية مناصب داخل الدولة.. وثالثاً يجب وضع أنظمة حديثة من شأنها تقييم الأفراد والعاملين داخل المؤسسات ومن ثم تطبيق مبدأ الحساب والعقاب. يجب أن تكون هناك لجان نزاهة داخل كل مصلحة ومؤسسة من شأنها مراقبة الجميع.. كما يجب إشراك الجمهور والمواطنين في عملية الرقابة على الموظفين داخل المؤسسات هذا إلى جانب تفعيل دور منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام لتقوم بواجباتها في الكشف عن الفساد والمفسدين. نعم.. عهد الفساد والمفسدين طال كثيراً وتحملنا الكثير من الغبن والشقاء ودفعنا الثمن غالياً من حياتنا وحياة أبنائنا.. والقضاء عليه ليس بالأمر السهل كما يتخيل البعض، لذلك فإن المطالبات التي توجه إلى الأخ المحافظ في اقتلاع الفساد والمفسدين من تعز هذه المحافظة الهادئة بقدر ما هي مشروعة ومطلب شعبي نحنُّ له جميعاً ونطالب به خاصة ونحن نطالب محافظاً تخرج من مدرسة إدارية ناجحة تبغض الفساد والمفسدين ويشهد لها الجميع بذلك، وهو يدرك خطورة هذا الوباء الذي يدمر كل شيء، إلا أنه يجب ألا ننسى أن هذا الفساد وهذا اللوبي المدمر ضارب بأطنابه في أعماق الأرض ويحتاج إلى حكمة ووقت للقضاء عليه. ولهذا فنحن بحاجة إلى أن نرى تحركات عملية وسريعة على أرض الواقع للقضاء على هذه الآفة التي أنهكت هذا الشعب وأخرته عن الركب سنين طويلة، فنحن في عهد جديد يتطلب من جميع المسؤولين ومن كل فرد في هذا الوطن القيام بدوره في هذا الجانب لنحقق بذلك هدفاً سامياً من أهداف الثورة العظيمة التي خرج الجميع من أجلها، حتى نرى يمناً خالياً من الفساد والمفسدين، إن شاء الله