من الخطاء جدا ان نختزل مفهوم الثورة كفعل في مساحه جغرافيه ضيقه فإخلاء الساحات لاتعني بالضرورة نهاية الثورة بقدر تحريرها من الجمود المفروض عليها على اعتبار ان الثورة فعل مستمر. واقعيا علينا ان نسلم بأمر كهذا وان نتوقعه سلفا كون الساحات وافرض عليها من طوق امني ولجنه تنظيميه تحكمها قرارات تحدد مسبقا كانت بعض العوامل التي شاركت في محاصرة الفعل الثوري في تلك الجغرافيا وكنتيجة طبيعيه لتلك الممارسات بدأت بعض القوى توجه اهتماماتها في أوساط الشباب مستغلة حالة التذمر تجاه تجميد الفعل الثوري لتمارس طقوس الاستقطاب بطرق مختلف كونها أللحظه المناسبة لإبرازها كقوة تمتلك قاعدة عريضة وبالمقابل مارس الطرف الأخر نفس الطقوس لتغرق الساحات وسط عاصفة من الاستقطابات والحشد الموجه لقمع الاخر الشريك في الثوره خصوصا فترة مابعد الوفاق . ان الحديث عن إخلاء الساحات ورفع الخيام ينبغي الا نفهمه من منطق انتهاء الثورة او اننا سنعود الى قبل تأريخ 16يناير-2011 وان جهة ما قادرة على منعنا من التظاهر والاحتشاد اين ومتى نريد كوننا تشبعنا بما فيه الكفايه بالثقافه الثورية المتمرده الرافضه للاستبداد والظلم والفساد وكسرنا حاجز الخوف بل على العكس ستكون كل الشوارع ساحات بالنسبة لنا فيها نجتمع ومنها ننطلق. ما أريد الحديث عنه هو أن هناك الكثير من الشباب العاطل الذين جاءوا الى صفوف الثورة هروبا من واقعهم الاجتماعي والاقتصادي البائس على أمل ان تتحسن ظروفهم الحياتية وتخلصهم الثورة من بؤس العيش استوطنوا هذه الساحات حتى أصبحوا جزءا منها وصارت العائل الوحيد لهم. وبالتالي فان هؤلاء الشباب يمثلون قنابل موقوتة مهيئه للانفجار في لحظه ما ستتوزع شظاياها في كل الاتجاهات اذا لم تتحذ حكومة الوفاق قرارات عاجله تعالج أوضاعهم وحينها سيكون امام هؤلاء خيارات عدة لعل من اخطرها الارتماء في أحضان القوى القبلية الدينيه المتصارعة ومعنى ذلك توسيع ألهوه بين تلك القوى المتصارعة أو أن يجدوا تنظيم القاعدة حاضنا داعما لهم في ظل البيئة النشطة التي تساعدهم على ذلك او ان يلجأو االى أساليب أخرى مثل تشكيل البلاك ستوك او الكتل السوداء اسوة بما هو حاصل في مصر والتي بدأت تطفو على السطح بوادر تلك الكتل من خلال محاكاة بعض الشباب لما يحصل في مصر وكلا الخيارات وارده كونها تمثل انتقام من حكومة الوفاق بسبب تجاهل الحكومة لمعاناتهم وتهميشهم.