عندما أصرينا (و من نزال)على أن يترافق إصدار "الإعتذار لابناء المناطق الوسطى عن حروب 78-83" مع إصدار الإعتذار " لإخواننا من أبناء صعدة عن الحرب الستة في 2003-2009 لإخواننا من أبناء المناطق الجنوبية عن حرب 1994 وما بعدها, فإننا كنا ( وما نزال) ننطلق من حقيقيتين قويتين و واقعتين يريد الكثيرون من رموز مؤتمر الحوار و والثورة و السياسة والحكم والرأي في بلادنا إغفالها - الا وهما : الحقيقة الأولى) أن هذه المناطق الثلاث ( صعدة والوسطى والجنوبية) تشترك في شيئ واحد و هو أنها هي المناطق الوحيدة في اليمن التي تعرض كل منها لحرب مسلحة رسمية و ممنهجة و شرسة و مدمرة (ناتجة من صراعات سياسية سابقة) إستمرت لأكثر من 5 سنوات ... نعم حروب لأكثر من 5 سنوااااااات .......وسقط فيها الاف الضحايا من المواطنين اليمنيين الأبرياء متضررين قتلا وجرحا و إعاقة و تهجيرا و غيره ........ أي أن هذه القضايا الثلاث تتفرد عن سواها في أنها "قضايا حروووب" ..... حروووووب .....حروووووووب ..... وما أدراك ما هي الحروووووووووب المسلحة ؟؟؟ ...... فهل تعون تقدرونا ما هي "الحروووووب المدمرة التي تستغرق أكثر من 5 سنوات يا أهل الحوار ويا القرار والسلطة و يا أهل اليمن !!!" ..... طبعا لن يعرف و يقدر هول الكارثة والمأساة التي قاسى منها "ضحايا الحروب" إلا من تعرض لمثل هذه الحرووووب و عاشها و قاسى فيها !!!!! .... الحقيقة الثانية) أن "قضية حروب المناطق الوسطى في 78-83" هي "قضية وطنية" بإمتياز تهم الوطن كاملا مثلها مثل (إن لم تفق على) قضية حروب صعدة وقضية حروب المناطق الجنوبية و أما المناصرين لها و المطالبية بإنصافها فهم من أبناء اليمن كلها .... فمثلما يهتم ابناء اليمن التغييريين الأحرار بمناصرة "قضية ضحايا حروب صعدة" و مثلما يهتمون "بمناصرة قضية ضحايا حروب المناطق الجنوبية", فإنهم يهتمون بمناصرة "ضحايا حروب المناطق الوسطى في 78-83" .... وهنا نتساءل ونتساءل و نتساءل بإستغراب و إستنكار : 1) لماذا قامت حكومتنا الموقرة (وبتوصية من مؤتمر الحوار و موافقة من الرئاسة الجديدة) بإصدار الإعتذار لإثنتين من هذه الثلاث المناطق اليمنية المتضررة من الحروب الرسمية في اليمن بينما تم إقصاء "المنطقة الثالثة" من قرار الإعتذار ؟؟؟ ...... 2) اليس"دمار وأضرار حروب المناطق الوسطى في 78-83" على ضحاياها لا يرقى في عيون حكومتنا و مؤتمر حوارنا ورئاستنا الجديدة إلى مستوى "دمار وأضرار حروب صعدة أو حروب المناطق الجنوبية " ؟؟؟ ............ 3) أم هل أن أبناء المناطق الوسطى ليسوا من أبناء و مواطني اليمن مثلهم مثل إخوتهم من أبناء صعدة وأبناء المناطق الجنوبية ؟؟؟ ... 4) وهل هناك "كيل بمكيالين" عندما تأتي الأمور إلى "قضايا أبناء المناطق الوسطى" ؟؟؟ و5) أين تطبيق التشدق الدائم بالحرص على تحقيق مبادئ تغييرية وطنية سامية مثل " المواطنية المتساوية" والعدالة الإنتقالية" و "المصالحة الوطنية" على حالة "قضية ضحايا حروب المناطق الوسطى في 78-83" ؟؟؟ لذلك نطالب مؤتمر الحوار الوطني وحكومتنا و رئاستنا الحالية بالتالي: 1) سرعة تصحيح تقصيرهم بحق "ضحايا حروب المناطق الوسطى" و ذلك بأن يصدروا "إعتذارا لأبناء المناطق الوسطى عن حروب 78-83" بأسرع وقت , بشرط أن يكون هذا الإعتذار هو "خطوة أولى في مسار الإنصاف الشامل للقضية والتعويض الشامل لجميع الضحايا وإعادة الإعمار لكامل المناطق الوسطى المتضررة من تلك الحروب المدمرة .... 2) للإسهام في إنصاف قضيتنا كقضية وطنية وكقضية ضحايا حروب, فإننا نطالبهم بإدراج قضيتنا في التوصيات و القرارات النهاية لكل من فريق العدالة والإنتقالية ومؤتمر الحوارتحت صياغة لفظية محددة ودقيقة تعبر بأمانة عن "الحدث التاريخي المأساوي" و عن"ماهية القضية" وعن "هول المأساة" وعن "الإعتراف والتقدير والحبر لأضرار و معاناة ضحايا تلك الحروب المدمرة ..... و لذلك فإننا نقترح أن تكون الصياغة اللفظية لقضيتنا بحيث تحمل إسم "قضية ضحايا حروب المناطق الوسطى في 78-83" وليس إسم "المناطق الوسطىى فقط" أو تحت "إسم فترات تاريخية عامة وفضفاضة" تقبل المناكفة السياسية والحزبية .... نذكركم يا أعضاء مؤتمر الحوار (ويا أعضاء الحكومة والرئاسة) أنكم ونحن نجتمع على هدف واحد وهو أننا جميعا نبحث و نسعى إلى "تحقيق العدالة والإنصاف وجبر الضرر من أجل التسهيل لتحقيق المصالحة الوطنية كوسيلة لبدأ صفحة جديدة نظيفة و ناصعة في مسار التأسيس لمستقبل تغييري عادل منصف و مدني وديمقراطي وتنموي جديد ؟؟؟ .... و لذلك فإننا نحذركم بنصح أن إقصاء اي ضحايا حروب من أبناء الوطن أو "الإلتفاف حول إنصافهم في الصياغة أو في التعويضات أو في غيرها" لن ولن ولنا يساعد في تحقيق ذلك الهدف والمسار !!! ...