لن أتحدث عن قضيتها الشائكة والمتداخلة الأحداث,من جانب الشرع ,وما يجوز وما لا يجوز أو من جانب العادات والتقاليد والسياسات والقوانين,,فهذه معرفة وواضحة ,وهو أن: 1- هروبها مع رجل أجنبي عنها وليس بمحرم ....هذا لا يجوز شرعا ولا عرفا . 2- إكراه أهلها لها بالزواج من رجل لا ترضاه ...هذا لا يجوز شرعا. 3- رجوعها لأهلها بعد كل ماحدث منها فلن يكون لمصلحتها أبدا مهما أعطوا من المواثيق والعهود وحسن النية ...فلو سلمت من القتل فلن تسلم من التعذيب والإهانة ,وهذا لا يجوز . 4- استجارتها بأهل اليمن ...فيجب أجارتها...لأنه يجب إجارة المستجير حتى لو كان كافرا,ويدعمه أنها لم تغلط مع الرجل بالحرام,وأنها حافظت على عفتها. هذه الأمور معروفة لدى الجميع ,ولكن ما أريد الحديث عنه هو الجانب القلبي... والعاطفة الشديدة عند هذه الفتاة والعشق الذي ضحت بكل شيء من أجله . فأقول : هنا تقف العقول:حائرة من صنع القلوب وتصرفاتها...ويرفع العقل رايته البيضاء مسلما للقلب يوجهه كيف يشاء. زجرها عقلها ...أنّبها ...عاتبها...أغلظ القول لها.... خوفها من هذه المغامرة والسفر وركوب المجهلول. هددها ..بالعار والشنار بين عشيرتها...هددها بالقتل من أهلها... لا جدوى . لأن القلب قد ركب رأسه...وأعلن تمره وثورته...وفجر براكينه ...التي لا تخمدها قوى البشر كلهم ولو اجتمعوا...حتى ينتصر وينال ما يريد. القلب هو الملك ...والتمرد... تمرد ملك ...والثورة ثورة جبار عنيد...يتقزم العقل أمام قوته ...وتخر المشاعر ساجدة له مهابة وإجلالا.... بل تنهار وتذوب أمام إرادته. إنه الملك ...واستثارته لا تٌحتمل ...ينظر للعقل باستخفاف ومهانة ...بل قد يصمه بالجهل والحماقة ,وأنه لا يعرف مصلحة نفسه ...ولا يفرق بين الخير والشر أحيانا. إنه الملك ...إذا أصدر قراره ...فلا يأبه لقرارات البشر وقوانينهم ...ولا يبالي بصحتها أو خطئها...ولا تخيفه قوتهم وأسلحتهم مهما كثرت . إنه الملك .....لا يفرق بين رجل أو امرأة...ولا يعترف إطلاقا ... بأن قلب المرأة ضعيف ولا يقوى على المواجة ...بل هاهو يجعل من قلب إمرأة و قلب فتاة ...قوة عملاقة تقف أمام البشر كلهم ...وتتحدى دولا تتقد غيضا وغضبا . إنه ملك بحق ...وهكذا يجب أن يكون الملوك. هنيئا... ابو سكينة ...وهنيئا...عرفات. وليس للمتحابين إلا النكاح .....وحذاري أن تعصيا ربكما ....وعلى المجتمع أن يطيع وينفذ.