عادت قصة الفتاة السعودية الهاربة مع الشاب اليمني والمعروفة إعلاميا ب"فتاة بحر أبو سكينة" لتخلق الجدل من جديد على الساحة الإعلامية السعودية واليمينة معا. يأتي هذا عقب إقرار محكمة يمنية الأحد "حجز ملف القضية للاطلاع وإقرار اللازم للبت فيها بجلسة الأحد القادم". وقال شهود حضروا الجلسة أن الفتاة السعودية قدمت خلال الجلسة طلبا لمنع وسائل الإعلام من نشر ما يخصها من وقائع جلسات محاكمتها بعدما نصحها بذلك محاميها الجديد الذي وكلته إلى جانب محاميها السابق، لضمان عدم التأثير على سير القضية، وهو الأمر الذي قبله القاضي، والسماح لوسائل الإعلام بالاكتفاء بنقل وقائع المحاكمة وقرارات المحكمة. وقال محامي الفتاة عبد الرقيب القاضي، لوسائل الإعلام المختلفة، إن قرار موكلته غير موفق كون وسائل الإعلام والتغطية الإعلامية ستساهم في نشر قضيتها وكسب تعاطف الرأي العام معها، وممارسة ضغوطات على الجهات المختصة اليمنية في منحها حق اللجوء الإنساني في اليمن. وفي جلسة المحاكمة، نال وزير الداخلية اليمني اللواء عبدالقادر قحطان، نصيب الأسد من اتهامات المتضامنين مع قضية الفتاة والشاب، بسبب اتهامه ب"الوقوف إلى جانب السفارة السعودية ومحاولة ترحيل الفتاة من خلال تعمده عرقلة سير القضية حتى تقر المحكمة بترحيلها إلى المملكة العربية السعودية"، وفقا للمتضامنين. وقرر قاضي محكمة جنوب شرق صنعاء أمين العمري رفع قضية الفتاة السعودية هدى آل نيران والشاب اليمني عرفات إلى الاحد القادم للنطق بالحكم . وتحاكم هدى الفتاة السعودية والمعروفة بفتاة بحر ابو سكينة بتهمة الدخول الى اليمن بطريقة غير شرعية فيما يحاكم الشاب اليمني عرفات بتهمة مساعدتها على دخول البلاد. وطالبت هدى السلطات اليمنية بمنحها حق اللجوء الانساني وتزويجها بالشاب عرفات القاضي.. فيما تواجه هدى احتمالية الترحيل رغم التحذيرات من تعرضها للخطر في حال تم ترحيلها للملكة العربية السعودية. وبدا السفير السعودي في صنعاء واثقا في تصريحات اطلقها اخيرا بقيام المحكمة بالحكم بترحيل الفتاة السعودية فيما اعتبر الكثير من القانونيين تصريحات السفير السعودي تدخلا في شئوني القضاء اليمني . ومنع قاضي المحكمة للجلسة الثانية على التوالي حضور وسائل الاعلام والصحفيين جلسات المحكمة . وكانت هدى في اتصال هاتفي طالبت بالسماح لها بمقابلة مندوب وزارة حقوق الانسان والمفوضية العليا لشئون اللاجئين فيما اتهمت السلطات بعدم السماح لها بمقابلتهم رغم قرار المحكمة بالسماح لهم بمقابلتها . وأعلنت " منظمة السلام والصداقة الدولية " عن تضامنها ودعمها الكامل لقضية الفتاة السعودية هدى آل نيران والشاب اليمني عرفات القاضي . وقال محمد عجلان مفوض ومندوب المنظمة باليمن أن المنظمة دعت كل أعضائها واصدقائها من منظمات محلية ودولية وشخصيات اجتماعية وناشطين حقوقيين للتضامن والدعم الكامل لهذه القضية الفتاة الانسانية . وطالب جيلان الحكومة اليمنية بمنح الفتاة السعودية حق اللجوء الإنساني وعدم السماح بإعادتها الى الأراضي السعودية بعد انباء عن احتمال تعرض حياتها للخطر او وضعها في ظروف غير إنسانية فيما لو تم اعادتها . وفي الوقت الذي تشتعل المملكة غضبا لان فتاة سعودية تجاوزت حدود اليمن طلبا للزواج , تعاطف يمنيون ناشطين ومثفقين مع الفتاة السعودية هدى ومع الشاب اليمني عرفات ومع معرفتهم بمدى ضآلة القضاء اليمني وضآلة الحكومة اليمنية امام جبروت المملكة مشيدين بموقف الشاب اليمني عرفات ومتعاطفين مع الفتاة السعودية والمصير الذي ينتظرها اذا ماحكم القضاء بعودتها الى المملكة. وقال الكاتب الصحفي بكر احمد في مقال له :"لايوجد مواطن يمني واحد يستطيع أن يجزم بنزاهة القضاء في اليمن، والكل يعرف أن القضاة فاسدون، وان المال هو من يسير أحكامهم، وأجزم لو أن هذه القضية سارت بهدوء، فأن عملية طبخها ستتم كما هو معهود، وسيقوم المال بالواجب وستعاد هدى إلى مصيرها الذي ينتظرها. كما لا يمكن التصديق بالضمانات القبيلة والأسرية التي تتعهد بها أسرة هدى حتى تعيدها، فتلك أوهام ، والأمر بات في نظرهم مسألة شرف أريق أمام الناس ويجب أن تعاد صيانته من جديد، وجميعنا يعرف كيف يصان الشرف العربي". وأضاف بكر : "هدى لم ترتكب جناية أخلاقية، هدى طالبت فقط بحقها بالحياة مع من تريد، وهذا حق بسيط جدا لا يستحق كل هذا الضجيج والنزاع، لذا يجب أن تلتفت المنظمات الحقوقية والمدنية لقضيتها وأن تستدعى منظمات حقوق الإنسان الدولية ومفوضية اللاجئين لمنحها حق اللجوء الإنساني كون حياتها في حال أعادتها باتت في خطر مؤكد". وتابع :"كما أود أن أؤكد هنا بأنني لا أدعوا إلى أي نوع من أنواع التمرد على النظام الأسري، بقدر تأكيدي على أنه من حق كل إنسان أن يختار من يحبه وان يعيش مع من أختاره، وان اعترفت الأسر العربية بهذا الحق، فهي هنا ستنهي تلقائيا حالة الجزع على صون شرف وهمي وهش ومبالغ به، وحتى لا نتعرض لمثل هذه المواقف، لنمنح أبناؤنا الثقة في تقرير مصيرهم وتحمل مسئولياتهم ومن حقنا عليهم دعمهم وإسداء النصح والتوجيه لهم، لأنه بات من المستحيل وفي ظل الثورة المعلوماتية والتواصل العالمي هذا أن نستمر بقمع الرغبات وكبتها. وأختتم بكر احمد المقال بقوله :"أن كان هنالك شيء نتعلمه من قضية فتاة أبو سكينة، فهي ولا شك حق تقرير الحياة والحب وقبلها نتعلم منها الشجاعة وقوة الإرادة والإصرار.(قلوبنا معك يا هدى). وفؤاد الجابري قال في مقال له :"رجوعها لأهلها بعد كل ماحدث منها فلن يكون لمصلحتها أبدا مهما أعطوا من المواثيق والعهود وحسن النية ...فلو سلمت من القتل فلن تسلم من التعذيب والإهانة ,وهذا لا يجوز ". وتابع :"اجارتها بأهل اليمن ...فيجب أجارتها...لأنه يجب إجارة المستجير حتى لو كان كافرا, ويدعمه أنها لم تغلط مع الرجل بالحرام, وأنها حافظت على عفتها, هذه الأمور معروفة لدى الجميع ,ولكن ما أريد الحديث عنه هو الجانب القلبي... والعاطفة الشديدة عند هذه الفتاة والعشق الذي ضحت بكل شيء من أجله.