*لست أدري هل ما يفعله اليمانيون حين يتوجهون للاغتراب في السعودية هو نوع من الهبل والمغامرة، فيبيعون كل ما يملكون، ويبذلون الغالي والرخيص لدفع ثمن التأشيرة، كل ذلك وهم لا يعلمون ماذا هم فاعلون، وإلى أين سيصلون؟ أم هو نوع من التوكل على الله، كما قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم ( لو أنكم تتوكلون على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا ) ذلك أن الغالبية الساحقة من اليمنيين – أن لم يكن الجميع – حين يتركون وطنهم وعائلاتهم متوجهين إلى الأراضي السعودية، ليس لديهم أي مخطط ولا يعرفون ماذا سيعملون، وجل همهم توفير المال من أجل حياة كريمة لهم ولأفراد أسرهم. *وشعرت بالفرح والسرور، وتساقطت دموع السعادة حين شاهدت كيف تم تكريم أحد أبناء اليمن، من قبل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز ومنحه مبلغا من المال نظير أمانته التي يندر أن توجد لها مثيل ، فاليماني لم يجد شيئا عاديا لا قيمة له، بل وجد ذهبا خالصا يسلب الألباب ببريقه وجماله ، ويسيل اللعاب لثمنه وما يمكن أن يحققه من حياة هانئة وسعيدة، ومع ذلك لم يتردد هذا الشاب الرائع في التوجه مباشرة إلى قسم الشرطة لتسليم الذهب الثمين الذي وجده. *وإنني إذ أوجه الشكر والتقدير لأمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز على لفتته الرائعة والكريمة وقيامه بتكليف محافظ بيشة محمد بن سعود أبو نقطة المتحمي، لكي يتولى عملية تكريم المغترب اليمني سالم أحمد الفروي، فإنني في الوقت ذاته أوجه عميق شكري وامتناني وفائق الحب والتقدير والاحترام لهذا الشاب الرائع نظير أمانته وصدقه، وأذكره بأن ما فعله يرضي الله قبل الناس، فالرسول عليه الصلاة والتسليم يقول ( من ترك شيء لله عوضه الله خير منه) *مرة أخرى شكرا للشاب الرائع الأمين سالم أحمد الفروي الذي رفع الرأس وأثبت أن أهل اليمن أهل حكمة وإيمان وأمانة، فهو لم يفكر بالمشاريع الذي سيقوم بها لتنمية ذلك المال أو الحياة الرغيدة التي سيعيشها جراء الثروة الهائلة التي هبطت عليه، بل قادته فطرته السليمة للتفكير بأن صاحب الذهب سيكون أكثر سعادة بإعادة الذهب الضائع، فهذا البيضاني - وهو أحد أبناء منطقة ذي مسنام بمديرية الصومة بمحافظة البيضاء – نال شهادة الشكر والتقدير من الأمير الوفي، وحصل على مكافئة مالية إكراما له وتقديراً لأمانته. *بقي على القول أن لدى قناعة راسخة بأن الشاب سالم سينعم برغد العيش بإذن الله، لأن الله سيبارك له في تلك المكافئة التي حصل عليها، وسيهديه تفكيره الهاديء وفطرته السليمة لفتح مشروع يكون باب خير له ولأهله، وما حدث يجعلنا نتأكد إن الدنيا ما تزال بخير، فإذا وجد نصابون ولصوص لا يهتمون كيف يجمعون المال من حلال أو حرام، فهناك أمناء مخلصون تعاف نفوسهم الطاهرة أشياء ليست لهم، ولا يغريهم بريق الذهب، فيعيدون الحقوق لأصحابها، وللمرة المليون شكرا لك أخي سالم وادعوا لك من كل قلبي بالتوفيق والفلاح والنجاح ...ودمتم بخير _______________ صحفي يمني مقيم في الرياض [email protected]