*عاتبني الكثير من الأصدقاء وتسألوا لماذا لا أتحدث عما يجري على الساحة اليمنية فقلت لهم من أكون حتى بجانب أولئك النفر الكثير من جهابذة الكتاب والمفكرين الذين لم يكلوا ولم يملوا عن كتابة هذا الأمر ومع ذلك فكأنهم يغرفون الماء بقربة مخزوقة (مثقوبة ) فحكومتنا الرشيدة لا تفكر بما يجري في الداخل ولا يسألون عن الجنود المذبوحين اوالجائعين او العاطلين كل همها المساعدات المالية وما ستقدمه الدول المانحة، وطبعا هم قد تقاسموا المحصول ووزعوه قبل أن يصل إليهم، أما شعبنا العظيم والبسطاء من أبناء اليمن الذين يشحتون بإسمهم، فليس لهم من كل هذا سوى اهدار كرامتهم والشعور بالخزي والعار. *وأتمنى على حكومتنا الرشيدة أن تعمل ما تعمله الزوجة اليمنية، وقناعتي التامة بأن الزوجات اليمنيات هن أعظم زوجات على وجه الأرض، ولا أقول ذلك لأني يماني، بل لأن الزوجة اليمنية ليس في بيتها لا غاز ولا كهرباء ولا قمح ولا شعير ولا شيء، ومع ذلك حين يعود الزوج إلى منزله يجد طعامه جاهزا ومنزله مرتبا وثيابه نظيفة، وهي تفعل ذلك دون أن تشحت من الجيران والأقارب، ولا تهدر كرامتها وكرامة أولادها وزوجها، والزوج اليمني يرضى بما تقدمه دون أن يتذمر بل ينظر لها بامتنان . *أما زوجات المغتربين فهن أعظم نساء الأرض على الإطلاق، إنهن ينتظرن عودة الأزواج سنين طويلة دون أن يفكرن بالخيانة، وهن حين يفعلن ذلك لديهن ما يجعلهن يصبرن، فكل واحدة تدرك أن زوجها يتمنى لو يقضي كل ساعة من حياته بين أطفاله وفي أحضان زوجته، لكنه ضحى بكل ذلك ليوفر العيش الكريم لزوجته وأطفاله، والزوجة تقدر ذلك، فهي ترعي أطفالها وترتب بيتها ولا تحمل زوجها ما لا يطيق ، وحين يعود زوجها إلى منزله ليقضي بضعة شهور تعامله معاملة الملوك وتحتفي به وتستعد لإستقباله قبل بضعة أسابيع، فهنيئا لكل مغترب تلك الزوجات الوفيات، وحين يصل إلى هناك ينسى كل آلام الغربة وتعبها ويقضي أروع أيام حياته، ‘إما حين يقرر العودة إلى المهجر فإنه بكل تأكيد يفعل ذلك مكرها ، لكنه أمر لابد منه... لذلك يفارقهم والدموع تتساقط من عينيه، وسرعان ما يكف عن ذلك لنه ترك فلذات أكباده بين أيد أمينة ..... ودمتم بخير ___________________ صحفي يمني مقيم في الرياض [email protected]