خطوات هادي الاخيرة والمتعلقة بالموافقة علي آقالة الحكومة وتعديل اسعار المشتقات النفطية تعتبر علي قدر كبير من الاهمية لمحاصرة رجال الكهوف من جهة وتقليم اظافر رجال القبيلة من جهة اخري. من الواضح للمتابع للشأن اليمني ان الصراع القائم الان وحتي ان اخذ مسميات وشعارات وطنية هو في حقيقة الامر صراع بين قوي النفوذ القديمة وبين القوي المستفيدة والصاعدة بعد ثورة التغير. جملة من النقاط لتاكيد ماسبق: اولا.من المؤكد ظهور خارطة قوي جديدة فرضتها ظروف اللحظة بحيث يقف الحوثيين والمساندين لهم من انصار الزعيم في خندق بينما يقف الاصلاحيين والمساندين لهم من انصار الجنرال في خندق اخر. من المهم الاشارة هنا الي قضية مهمة وهو تبعية قوي الزعيم للحوثيين وهو مؤشر هام علي تراجع كبير في احد اهم مكونات نفوذ القوي القديمة. ثانيآ. يبرز هادي كقوة ثالثة اساسية ممسكة بطرفي الصراع الحوثي-الاصلاحي. قوي هادي تظهر من خلال دعم القوي الغربية علي المستوي الخارجي لة ودعم فصائل هامة من الحراك الجنوبي ناهيك عن قوي المجتمع المدني وشريحة كبيرة من الشعب. وبالتالي سياسة الهدوء المستخدمة من قبل هادي يمكن ان تنتقد علي بطئها ولكن قطعآ لايمكن توصيفها او نقدها بانها سياسة ضعف. ثالثآ. كما اورد الكاتب محمد الغابري يمكن تلخيص موقف الحوثيين بالاتي"" الإستيلاء على السلطة والتركيز على إسقاط الحكومة كهدف مرحلي ومن ثم تشكيل حكومة تحضى بموافقتهم والمشاركة فيها بطريقة غير رسمية وهو ما يعني عمليا الحصول على السلطة من دون مسئولية"" رابعآ. في المقابل يمكن تلخيص موقف الاصلاحيين بالاتي"" الاصلاحيون يقدمون انفسهم بانهم خط الدفاع عن الوطن في وجة قوي صالح الساعية للعودة إلى جمهورية 94 والتمكين للتوريث وقوي الحوثيين لاستعادة الإمامة وقوي الانفصاليون للعودة إلى ما قبل قيام جمهورية اليمن الديمقراطية"". بالمجمل اللحظة مواتية لهادي لاكمال واستئناف عملية التغير الجارية في البلد. رفض الحوثيين لمبادرة هادي يعني سقوط ورقة التوت التي كانو يتخفون خلفها وكشف لنوايهم الحقيقية امام مؤيدهم في المقابل يعي الاصلاحيين ان دورهم في الحياة السياسية اخذ في التراجع وان نفوذهم في طريقة للاضمحلال. (تنبية: من المهم ادراك ان رموز قوي النفوذ القديمة تسعي للسلطة ليس سعيآ للارتزاق وجني مزيد من الاموال بقدر ماهو وسيلة للاحتماء بها من اي اعمال انتقامية او تصفيات جسدية قد تطال شخوصهم في الفترة القادمة) _________________ [email protected]