تتسارع الأحداث في اليمن تتقارب وتزدحم، حتى لم تترك مجالاً لمناقشتها والخوض فيها، فما أن تطرأ حادثة جديدة على الشارع اليمني حتى تعقبها مباشرة بنفس الوقت حادثة أدهى، وتصبح سابقتها من الماضي ومن قديم الأخبار، وآثارها لا تزال جديدة شاهدة على حداثتها . سقطت عمران وقلنا لن يمر هذا بسلام، فأعقبتها أحداث كثيرة فسقطت سهواً .. اجتمع هادي بصالح ومحسن بصلاة عيد الفطر، وما أن خاض الشعب في هذا الحدث، حتى جاءت الجرعة القاصمة وأنسته كل شيء حدث قبلها، وقد كنت أعتقد ان الجرعة لن تمر بسلام وسينتفض الشعب اليمني ضد هذا الغلاء الفاحش في أسعار المحروقات بالذات في ظل استمرار الفساد وأعمال التخريب وانعدام الأمن ولكنها مرّت بسلام، وقبل أن يستوعبها الشعب حتى جاء التصعيد الحوثي والتهديد بإسقاط الحكومة أو بالأصح السيطرة على صنعاء بحجة المطالبة بإسقاط الجرعة وتغيير الحكومة . وقد استغل الحوثي هذا الحق الشعبي، واستعطف عامة الناس بهذا الاسلوب الذي يتمثل في بالمطالبة بالحقوق، ولكن على الرغم من أن إسقاط الجرعة مطلب وحق شعبي إلا أن الشعب اليمني وقف ضد جماعة الحوثي، وخرج مع الاصطفاف الوطني، وكأن الشعب اليمني يدافع عن الجرعة والحكومة الفاشلة التي ساعدت على تفشي النهب للأموال العامة، وتضاعف التخريب والاستهداف للمصالح العامة في عهدها . تخجل كثيراً عندما تتدافع عن حكومة فاشلة أو عن الجرعة، ولكن الحرب والصراع الطائفي الذي يقوده الحوثي ويدعو إليه ويخطط له صالح وترعاه قوى خارجية هو أخطر على الشعب من الجرعة والحكومة الفاشلة بأضعاف مضاعفة . لم نعد نستوعب ما يحدث في اليمن من أحداث متتالية ومتسارعة كأنها مشاهد تمثيلية ولكن وقودها دم الشعب اليمني واقتصاد بلاده ومستقبل ابنائه . الكل يتساءل ما الذي يحدث في اليمن ؟؟ لماذا كل هذا التدهور والانهيار والاستسلام ؟؟ كيف أصبحت أحداث عظمى تهدد مستقبل بلد برمته في نظرنا مناكفات سياسية ؟؟ الكل يتساءل لماذا كل هذا التساهل من الرئيس والحكومة مع أحداث وأعمال عنف تستنزف دماء اليمنيين مدنيين وعسكريين وتهدد الأمن والاستقرار ؟؟ وكيف يتجاهل كل هذا التمرد والعدوان الحوثي الذي تمادى في سفكه للدماء اليمنية ؟؟. ما الذي يحدث في اليمن ؟؟ كل يمني في الداخل والخارج أصبح يتابع باهتمام كبير ويتطلع بكل شغف ولهفة أخبار اليمن بين الخوف والطمع .. خوفاً من الانهيار وانفجار الوضع، وطمعاً في إصلاح الوضع المعيشي وبناء الدولة .