مستشفى الثورة بصنعاء، الذي كان يلجأ إليه كثير من المواطنين من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، شهد خلال السنوات الأربع الماضية خطة ممنهجة لتقليص خدماته. ففي حين تم تخفيض سعته السريرية إلى 20 في المائة من سعته قبل أربع سنوات؛ شهد المستشفى توقفا أو انحسارا شديدا للعمليات النوعية، مثل عمليات زراعة الكلى وعمليات القلب المفتوح وعمليات زراعة المفاصل. وكل ذلك انعكس بدوره على إيرادات هذه المؤسسة الحيوية، وبالتالي على مستوى الخدمات في المستشفى. ولكن بالمقابل شهدت عدد من المستشفيات الخاصة تطورات نوعية خلال السنوات الأربع الماضية، وكأنها خطة ممنهجة لتدمير البنية التحتية الصحية الحكومية. وأمام هذه التحديات التي تواجه الثورة الشعبية الجديدة والوضع المتردي الذي وصلت إليه الخدمات الصحية، لا بد للجان الثورية التي تشكلت مؤخرا من البدء في حملة موسعة لتطهير القطاع الصحي من الفاسدين الذين يشكلون آفة تلتهم كل مقدرات البلد الصحية وتنهي الأمل في الحصول على خدمات صحية للمواطنين. ومثلما شكل سقوط معسكر واحد إلى سقوط كل النافذين في العاصمة صنعاء، سيشكل سقوط كبار الفاسدين في القطاع الصحي تطهيرا كاملا للمؤسسات الصحية، وهؤلاء الفاسدون لا يجهلهم كل من يعمل في القطاع الصحي. لذا، وفي أول مقال أكتبه منذ تعرضت للتهديد من قبل أحد الفاسدين في القطاع الصحي قبل أربع سنوات، عندما تم التهديد بإيقافي عن مواصلة دراسة البورد العربي في مجال طب العيون إذا لم أتوقف عن الكتابة في المقال الأسبوعي بعنوان (زاوية صحية) في صحيفة السياسية، أوجه رسالة إلى كل الفاسدين في القطاع الصحي أن الشعب بذل الدماء لكي يتخلص من النافذين العسكريين وغيرهم، وما عليهم سوى السعي إلى تذليل الصعوبات أمام اللجان الشعبية لأن منابع الفساد لا يمكن إخفاؤها مهما فعلوا، وأن يسعوا بكل الطرق لإرضاء أبناء الشعب لكي يلمس توفر الخدمات الصحية المختلفة في المدن والأرياف وتخفيض أسعار الدواء إلى أسعارها الحقيقية.