يقترن استعادة هيبة الدولة بنزع سلاح الجماعات المسلحة وتصحيح الاوضاع الأمنية المختلة الى حد يبعث على الفزع ..وهو ما لايمكن في ظل المعطيات القائمة على الارض التكهن بإمكانية تحقيقه على الاقل على المدى المنظور . لا تمتلك حكومة المهندس بحاح أدوات مؤثرة يمكن من خلالها التفاؤل بقدرتها على انجاز الاولويات المحددة في برنامجها المقدم لمجلس النواب ..فمنذ ال21 من سبتمبر المنصرم طرأت متغيرات عاصفة بددت احلام الكثيرين بإمكانية خروج اليمن من نفق الصراعات السياسية والمسلحة المظلم وبدء مرحلة مغايرة من التحول صوب الدولة المدنية الحديثة . يحوز الحوثيين بحسب الرئاسة عتادا عسكريا يوازي عتاد الجيش النظامي ولا يبدو أن لديهم نوايا للتراجع الى حدود صعدة والانسحاب من العاصمة صنعاء وبقية المحافظات التي تمددوا اليها بشكل قسري ..الامر الذي يجعل من اتفاق السلم والشراكة ليس اكثر من صيغة اضطرارية فرضت من طرف وقبلها الطرف الآخر فقط للحفاظ على بعض ماء الوجه ..لا تسوية سياسية بين اطراف ضعيفة وأخر يمتلك السلاح والقوة !! استعادة هيبة الدولة يحتاج اولا الى استعادة ادواتها المؤثرة وعلى رأسها الجيش الذي ذرف بعض قادته الوطنيين اليوم الدموع خلال مشاركتهم في احتفالية اشهار الهيئة الوطنية للحفاظ على ( ما تبقى ) من القوات المسلحة التي امتهنت ولاتزال من قبل حفنه من الجبناء وهى مهمة لا يمكن التكهن بقدرة اللواء محمود الصبيحي على انجازها خلال السقف الزمني المتبقي من المرحلة الانتقالية لاعتبارات تتعلق بفداحة التداعيات التي افرزها واقع الانقسام المزمن في صفوف الجيش، وعدم توافر الإرادة السياسيةلانجاز هذا الاستحقاق الملح . ويبقى القول أن العثورعلى نقطة ضوء في اخر النفق يستدعي من كافة القوى والمكونات السياسية والمجتمعية المحبة لليمن كقيمة وجدانية ووطنية وفي مقدمتهم الشباب الاصطفاف مجددا لفرض التغيير المنشود ووضع حد للعابثين بحاضر ومستقبل الوطن . _____________ *كاتب ومراسل صحفي
