بدون انسحاب الحوثيين من العاصمة وبقية المحافظات واحداث مصالحة وطنية بين مختلف الاطراف والمكونات الفاعلة في مشهد التصعيد القائم في البلاد والتسريع بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني لا يمكن بأي حال التفاؤل بإمكانية تجاوز اليمن لازماتها الراهنة التي تنزلق به يوما فآخر الى منحدر الانهيار. تحويل اليمن الى خارطة مشتعلة بالاضطرابات والفوضى ومظاهر الانفلات الأمني لا يتسق مع التوجهات المفترضة لمكونات تدعي الحرص على مصلحة البلاد كما ان المزايدة بأسم الشعب اليمني واطلاق التهديدات وكيل التهم للرئيس او غيره لمجرد اختلاق ذرائع اضافية للتنصل من تنفيذ استحقاقات اتفاق السلم والشراكة الوطنية لا يعني سوى الاصرارعلى المزيد من التأجيج والوقوف حجر عثرة امام كل محاولات التهدئة واستعادة الاستقرار النسبي للأوضاع في اليمن . استخدام القوة لفرض الارادات لن يجلب الا المزيد من الاحتقان والضغائن ، والتلويح بمرحلة جديدة من التصعيد" الثوري " لن يترتب عنه استقرار وانما المزيد من نشر الفوضى وتكريس واقع الانفلات السياسي والأمني لتحقيق أهداف ومآرب لا تمت بصلة لمصلحة الشعب اليمني التي تتشدق بعض الاطراف بالحرص عليها . ويبقي القول أن ضعف الرئيس وانكسار الجيش وامتهان رمزية الدولة اليمنية من قبل أطراف موتوره ومأجورة لن يحقق لهذه الاطراف الا مكاسب وهمية ورخيصة ستتبدد حتما وستسقط كل المشاريع الصغيرة لأن اليمن الكبير قطعا سينتصر. _____________ *كاتب ومراسل صحفي