عن أي شيء سينقلبون وما هو الشيء الذي لم يتم الإنقلاب عليه ؟ الإنقلاب الحقيقي حدث قبل سنوات حينما انقلب المنقلبون على القيم والمبادئ وتقمصوها في ظاهر أقوالهم بينما أعماقهم مسكونة بالحقد والنقمة وقد طفح بهم الكيل وضاقت عليهم نفوسهم اليوم بعد عمل دؤوب وتخطيط فها هم اليوم يحصدون قطاف حقدهم ويقطفون ثمرة نضالهم في سبيل الفوضى والتخريب. ما بين كل عنوان وعنوان يأتي عنوان الإنقلاب وكاننا نعيش في وضع طبيعي ننعم فيه بالرخاء والاستقرار بينما الحاكم تحت شجرة في ميدان التحرير نائم ولسان حال رسول (أوباما) يقول له [حكمت فعدلت فأمنت فنمت .]، لم تصل الأمة إلى ماوصلت إليه اليوم من الحمق والشلل القيمي والعجز الأخلاقي - الحاكم والمحكوم - على حد سواء فمعظم المحكومين منقادون لرموزهم السياسية والدينية والفكرية التابعة لغيرهم ليس لهم من الأمر إلا السمع والطاعة وحكام مهما أظهروا من القوة والشدة إلا أنهم ضعاف ووضعاء اكتسبوا هاتين الصفتين من تخليهم عن شعوبهم الذين أمدوهم بالقوة ومرتهنين للقوى النافذة في الداخل والخارج غير ان الذي يتحمل تبعات هذا الضعف وهذه الوضاعة هو الشعب .. ماهو الشيء الذي يريد المنقلبين أن ينقلبوا عليه ؟ فأما الدولة فقد قلبوها رأسا على عقب وأصبح الحفاة العالة رعاة الشاة المتطاولين بالجهل يتحكمون بالمثقف والمتعلم والمتحضر ، وأما الجمهورية فما عادت حاضرة إلا في ديباجة المذكرات الرسمية وفي رفرفة علم أضحى شعار الصرخة يزاحمه ويزاحم التحية الجمهورية ، وعن المقدرات فقد قلبوها وعادوا بها إلى رحالهم ولم يتبقى إلا القليل ( المردود المالي والعتاد العسكري ) للدولة أضحت المليشيا المشتركة الحوثية والمؤتمرية تتباهى بغنيمته في زرائبها وحضائرها والتي كانت في يوم من الأيام معسكرات لا صوت يعلوا فيها على صوت الجمهورية ، الرئيس فمن يُذكرنا باسم رئيسنا وفي أي عام تم انتخابه وهل هو هو رجلٌ أم امرأة ؟ فقد نسي نفسه وتناسى أمته وأسلم هامته وهيبته للقادمين من جحور التاريخ فما عاد له لا قيمة ولا وزن ولا حس ولا أثر . انقلبوا يا هؤلاء فلا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها وما لجرح بميت إيلام وإذا لم تستحوا فاصنعوا ماتشاؤن والأيام دُول والمكر السيء لايحيق إلا بأهله والأبنية المشيدة من طوب الباطل مهما كانت صلبة ومهما تطاول هذا البنيان إلا أن الحقيقة الدامغة التي لا تحتمل اللبس أن هذا البناء لا أساسات له ولا أركان وإن كانت له أركان فلا قواعد لها وهو أقرب للسقوط و الانهيار لأساساته الهشة إن وجدت ولبُناته المتشاكسون الماكرون على بعضهم والذين حتما سينقضون على هذا البناء ويخربونه بأيديهم وأيدي المؤمنين. ___________ ماجستير علم نفس