نرى الكثير من المتململين من رمضان من هذه السعادة التي فقدها كثير من الناس هذه الأيام فتجد منهم من ينام غالب النهار، ويقضي الليل في السهر بأماكن لا ترضي الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم -، أو أماكن يكثر فيها اللهو والسب والضحك المبالغ عن الحد حتى يقسو قلبه فيكون مثل الصخر لا يعرف الرحمة ولا المغفرة وتكون حياته مثل حياة الحيوانات وللأسف فهو يأكل ويعيش ويسعد سعادة ناقصة بالهم والغم حاله حال الحيوان لا هدف له ولا غاية وأما المسلم يتمثل قوله - تعالى -: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) ولذلك نعرف سعادة المسلم المطيع لله - تعالى -في قوله - سبحانه -: ((فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى)) واليسر في كل شيء سبب للسعادة، وأما من يسهر الليالي ويترك المحاسن والأخلاق الرفيعة ويمثل الأخلاق الشيطانية فهو تعيس بلا شك ويدخل في قوله - سبحانه -: ((وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)) وإذا تعسرت في وجه الإنسان الأمور فهو سبب تعاسته مهما أظهر من الضحك فهو في قلبه هم كبير ولذلك يلجأ كثير منهم للسهر وعدم المبالاة ليخفي ما في قلبه من الهم نسأل الله - تعالى -أن يهدينا وإياهم وأن يجعل طاعته - سبحانه - قرة عين لنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. ارحمْ فؤادَكَ من حقدٍ يعيثُ به فالحقدُ نارٌ و أنت الشيحُ و الحطبُ لا شيءَ كالحبّ يجلو صدرَ صاحبِهِ لو سادَ في الناسِ مات الخوفُ والرهبُ إني لأعجبُ ممّن لا يحبُّ أخاً و ليس يعجبُهُ في جارِهِ العجبُ تميز المرء بالأخلاقِ لا حسبٌ يجدي إذا هي شانتهُ و لا نسبُ هيهاتَ يفلحُ من شاهتْ سريرتُهُ لم يأخذِ العينَ لو لم يلمعِ الذهبُ!