استمرار الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في التمسك بالسلاح وعدم القبول بالعودة إلى الشرعية اليمنية هو انتحار، وإذا كانت القوات المشاركة في "عاصفة الحزم" تنأى بنفسها عن استهداف المواقع القريبة من المدنيين وتستهدف الآليات والمناطق العسكرية فقط، فإن العكس يحدث من العابثين بأمن اليمن بتوجيه القذائف إلى الأماكن السكنية وعدم الاكتراث بما يخلفه ذلك من ضحايا ما دامت المناطق غير موالية لهم، لصناعة أكبر قدر ممكن من الخراب والأذى للشعب اليمني. لذلك فإن متابعة طيران التحالف قصف المواقع العسكرية خلال اليومين الماضيين تندرج ضمن الخطة ذاتها التي تسعى إلى تحجيم القوة العسكرية للانقلابيين، وبالتالي تسهيل مهمة القوات الشرعية ورجال القبائل ممن انحازوا إلى جانب الشرعية ورفضوا الخضوع لحكم الميليشيات التابعة لطهران، وعليه جاءت الضربات المتلاحقة للمواقع العسكرية غير الشرعية قرب صنعاء والمطار ومحور عتق العسكري في محافظة شبوة، وأغار طيران التحالف على مقر قيادة اللواء 310 في عمران، إذ كان يجتمع ضباط يتبعون صالح وقادة ميدانيين من الحوثيين، كما أمهلت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن ميليشيات الحوثي في المدينة ثلاثة أيام لتسليم أنفسهم. كل ما سبق من أحداث وما جرى قبلها وما سوف يجري لا هدف له سوى أن تستعيد الشرعية في اليمن مكانتها ويعود الاستقرار إليه، وكل ما لا يتوافق مع هذا الهدف فهو يعمل ضد المنطق، لذلك لن تستفيد روسيا من الاصطفاف إلى جانب إيران الداعمة للحوثيين، فالميليشيات الحوثية إلى زوال، ولن تتوقف "عاصفة الحزم" حتى تبلغ أهدافها، لذلك جاء تحذير قيادة العاصفة للقطع البحرية الإيرانية من إمداد الحوثيين بالسلاح ليضع النقاط على الحروف، فيعرف من يخططون للفوضى اليمنية في طهران أن مخططاتهم ستبوء بالفشل الذريع، فميليشيات الحوثيين وصالح باتت معزولة وغير مترابطة بحسب تأكيد المتحدث الرسمي باسم "عاصفة الحزم" أول من أمس في المؤتمر الصحفي، ولجأت تلك الميليشيات إلى تخزين الذخيرة داخل المناطق السكنية لمعرفتها أن قوات التحالف لن تقصف المناطق المأهولة بالسكان، لكن ذلك المخطط لن ينجح، فالذخيرة سوف تنتهي ولا توجد إمدادات، كما أنهم لا يمتلكون حاضنة شعبية يعتمدون عليها، فالجميع بات ضدهم، لذا لا خيار أمام تلك الميليشيات سوى الاستسلام والقبول بالعودة إلى الشرعية.