ثمة امور في بلادي تحدث بشكل جنوني ولا معقول منها الحرب على تعز، المدينة التي انجبت المثقفين والمفكرين في بلادنا اليمن، تعز التي انجبت العقول المبدعة والكوادر المثقفة، فاستحقت بجدارة اسم عاصمة اليمن الثقافية، لانها من انجبت الكتاب والمثقفين والعلماء والمفكرين والمتعلمين والاكاديميين والسياسيين والقادة التقدميين رجال الحداثة ودعاة الدولة المدنية. لا ابالغ اذا قلت اني اشعر اني تعزي واليها انتمي برغم اني لست من ابناء تعز وان كنت من ابناء محافظة قريبة منها جغرافيا وثقافيا من حيث التحضر والميل للمدنية والبعد عن التعصب والنزعة القبلية التي تتسم بها محافظات شمال الشمال، الذين هم عبر التاريخ سبب تخلف اليمن وسبب الحروب والمشاكل السياسية فيه عبر التاريخ، كونهم قبائل متعصبة ومتعجرفة لا يجيدون الا النهب والسلب والاستحواذ على ممتلكات الاخرين والاستعلاء عليهم واقصائهم وتهميشهم استنادا الى نزعة القوة والعنف والغلبة. ان ما يحدث اليوم في تعز هي حرب ضروس ومعركة مصير وبقاء وكرامة بالنسبة لأبناء تعز الحالمة المسالمة وبين قبائل وافدة من شمال الشمال تحت عباءة الحوثية او المسيرة القرآنية او غيرها من الشعارات الوطنية والمذهبية والطائفية التي لا مبرر لها في تعز، المدينة المدنية المتحضرة والتي تتسع لجميع اليمنيين كما هو ديدنها عبلا التاريخ، فتعز لم ولن تكون يوما من الايام داعشية كما يدعي الحوثيين ليشنوا حربهم الشعواء عليها وعلى اهلها المسالمين الطيبين الاوفياء. ان تعز اليوم تخوض معركة الكرامة في وجه المنطق الاستعلائي على ابنائها الشرفاء، وتدافع بكل بسالة وشجاعة ورجولة ضد من يريدون السيطرة عليها واخضاعها واذلالها بمنطق الحرب والقوة والعنف والغلبة من خلال استدعاء التاريخ اليمني الاسود للعصبوية القبلية والثقافة الاستعلائية التي تعتقد ان اليمنيين جبناء ضعفاء سرعان ما يذعنون لمنطق القوة والغلبة التي سادت اليمن في معظم حقبه التاريخية. انني على يقين ان ابناء تعز هم الاقوى والاشجع والاقدر على الحاق الهزيمة والعار والخذلان بجماعات الموت القادمة من شمال الشمال مدفوعة بكل ما تحمل من ثقافة عنصرية واستعلائية ومناطقية وعصبوية معززة بثقافة الفيد والنهب والسلب والاستيلاء على ثروات الاخرين بقوة السلاح والموت والتفجير والتشريد لكل من يقف في وجه تسلطها واستبدادها ونزعتها العنصرية الاستعلائية، ولذا فان معركة تعز هي معركة مصير وهوية وكرامة وبقاء بالنسبة لأبناء تعز المستضعفين وبين غزاة قادمين من شمال الشمال، وهذا ما سيجعل ابناء تعز اقوياء في معركتهم العادلة والمصيرية فضلا عن كونهم اصحاب الحق في وجه الباطل المندحر على يد ابناء تعز الابية الذين سيلقنون الغزاة درسا قاسيا يجعلهم يعيدون حساباتهم قبل ان يقرروا اجتياح بلدان الاخرين ومناطقهم، كما ان هذا النصر الذي بدا يلوح في الافق سيحرك ابناء المناطق اليمنية الابية التي اجتاحتها مجاميع الغزو والتوسع القبلية التاريخية، وهو ما سيجعل التاريخ يتغير وتتغير حساباته ومعادلاته القديمة لصالح المناطق المستضعفة عبر التاريخ.