كتب/حسن بن حسينون لن نسكت , ويأبى الأحرار أن يسكتوا عن الضيم, عن اخذ حق من بين أيديهم ظلما وعدوانا, لن نسكت حتى نسمع مانقوله ونكتبه لمن يحاول أن يدفن رأسه تحت الرمال أو يسد أذنيه حتى لايسمع كلمة حق أو من به صمم ,لن نسكت عن الحق لأن الساكت عن الحق شيطان اخرس. لا تسقني ماء الحياة بذله بل اسقني بالعز كأس الحنظل ماء الحياة بذله لجهنم وجهنم بالعز أطيب منزل وإذا كان نظام ما بعد عبد الناصر وثورة يوليو1952م في مصر قد أقدم على بيع وخصخصة القطاع العام وظهرت على إثره القطط السمان التي تكاثرت أعدادها وانتشرت في جميع الشوارع وأزقة محافظات المحروسة مصر,وفي المقابل ازداد المجتمع المصري فقرا, رغم مدنية وحضارة هذا المجتمع التاريخي العظيم الذي حوله القائد المؤمن الذي سار على خطى عبد الناصر وبرامج وخطط ثورة يوليو ومحاها بالاستيكة بعد كامب ديفيد إلى مجتمع يرزح تحت طائلة الفقر والمذلة وبلطجة العسعس والسجون وكرباج رجال الأمن والاستخبارات في ملاحقة الأحرار من أصحاب ورجال الكلمة والفكر والثقافة والأدب الذي افتتح بهم القائد المؤمن عهده الجديد وفتح لهم أبواب السجون والمعتقلات يتقدمهم المفكر والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل كما جاء في كتابه (خريف الغضب). وهذا الشبل من ذاك الأسد , ففي اليمن مع الفارق بينه وبين المحروسة قاهرة المعز لدين الله التي بها مجتمع مدني مثقف ومتحضر جرى فيها بيع وخصخصة القطاع العام على القطاع الخاص , بينما في اليمن يوجد مجتمع قبلي متخلف متشبع إلى الحلقوم بثقافة وتقاليد القبيلة , وعلى اثر حرب صيف 94م تحركت جحافل المؤسسة العسكرية- القبلية , والممولين للمجهود الحربي ويتقدم الجميع الطابور الخامس , وتحركوا في اتجاه الجنوب مثل أسراب الجراد التي غطت أجوائه لتأكل الأخضر واليابس وليعيثوا في الأرض فسادا ويجعلوا منه أرضا مفتوحة للنهب ولسرقة الحقوق الخاصة والعامة, وتحديدا المؤسسات والمرافق التابعة للقطاع العام وانتهاءا بالبسط على الأرض والعقارات وامتلاكها بعقود تمليك عبر وزارة الإسكان والتخطيط الحضري في عواصم المحافظات الجنوبية. وهذا هو حقيقة الفرق بين ما حدث في مصر بعد عام 1970م وبعد معاهدة كامب ديفيد, وبين ما حدث في الجنوب بعد الغزو والحرب العدوانية صيف 1994م. قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه, وهذا ماكررته يوما أمام الرئيس علي عبد الله صالح بعد الحرب وبحضور عدد كبير من المسؤلين في مقره بالمعاشيق بعدن )): من السهل على المرء أن يتناسى دم أبيه أو دم أخيه لكن من المستحيل أن يتناسى حق من حقوقه أو مصلحة خاصة به أخذت منه بالقوة ظلما وعدوانا)). ولقد آن الأوان لهذه الحقوق أن ترد إلى أصحابها قبل أن تنفجر الزلازل والبراكين من تحت أقدامهم مغتصبيها. اللهم إني بلغت اللهم فأشهد.