المواطن اليمني المغلوب على أمره يريد الاستقرار، لكنَّ المفسدين في الأرض من عصابات المخلوع ومليشيات الحوثيين يريدون القضاء عليه، من باب «دمِّروا كل شيء جميل في اليمن»، وما هذا العبث الحاصل في اليمن وفي المنطقة إلا نتاج لسياسة الفوضى الخلاقة التي جاء بها العم سام للمنطقة. ولا بد لنا من الاعتراف أن «الصقيع العربي» لم يكن في ساعة من ساعاته يستحق اسم «الربيع العربي» لأنه استنزاف للبلاد وإفساد للعباد، خطط له الغرباء ونفذه الأغبياء والخونة، ودفع ضحيته الوطنيون والبسطاء من الناس. ما يجري في اليمن هذه الأيام، يؤكد لنا حقيقة أن التطرف لن يوقفه التسامح ولن تخمد أغصان الزيتون نيران القذائف، لأن المتغطرس لا يستجيب إلا للقوة التي دفعته للتفرعن على رقاب العباد. لابد من مواجهة الشراسة بشراسة مضادة، والعنف يقضي عليه العنف، ولكل فعل ردة فعل، كرامة الدول وحريات الشعوب لا تمنحها دموع الثكالى والمعذبين، ولا تضمِّد جراحاتهم أقلام المثقفين أو قرارات الأممالمتحدة، والسلام والعدل الدوليان. من المعروف أن خير وسيلة لكسب الحرب هو عدم شن هذه الحرب. فالحروب مدمرة للدول ومهلكة للشعوب، غير أن الواقع اليمني الذي وصل إلى درجة الحضيض، حتّم على دول التحالف ضرورة السعي لتغيير الأوضاع على الأرض، لأن خير وسيلة لإيقاف هذا العنف هو العنف المضاد، ولن يكون للرفق موضعٌ أمام بطش الانقلابيين، وما جرى من فترة مضت من مفاوضات بين عرب اليمن وجماعة الصفويين الانقلابيين يؤكد أنه لن ينجح السياسي في عمله ما لم تكن هناك استراتيجية عسكرية على الأرض تفرض على الآخرين الإنصات لمطالب الأحرار. * شاعر وباحث وناقد يعمل محاضرًا في أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبو ظبي للتراث والثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة نقلا عن "الشرق" السعودية