"موكا" التي يحب الجميع تناولها في الكافيهات، كاسم قهوة شهير، طمرت بالدماء هذا الاسبوع ، كمدينة يمنية مغمورة . "المخا" التي قصفت من قبل قوات التحالف السعودي، عرف العالم القهوة عن طريقها، كأقدم ميناء صدر البن الى البرازيل وتركيا. و "موكا"كما لفظها الإيطاليون، مدينة مسالمة وميناء عريق، تاريخه مدون في كتب المستشرقين ، قدم للعالم القهوة التي عرفت باسم الميناء لاحقا. لهذا وانت تأخذ فنجان "موكا" الشهير في اي كافيه في بلدك، اعرف ان موكا- المخا التي كانت اول ميناء لتصدير القهوة الى العالم، طمرت تحت رماد الحرب، واستهدفت بشكل مروع واضافت جريمة حرب جديدة. حيث قصفت ليلا، بينما كان الناس في لحظة امان، قتلوا في بيوتهم، وبجانب اقرب الناس اليهم، ويظهر من فيديو صوره احد الناجين، هلع الناس وركضهم باتجاه البحر، بينما الصواريخ تنهال عليهم، والحرائق من حولهم، والجثث المرمية لاطفال ونساء لم يستطع احد انقاذهم. فقد اعترضت الصواريخ عملية الإنقاذ، ولم يكن هناك مستشفى قريب، وهي ماساة حقيقة في اليمن نقص الخدمات الطبية، فالمستشفى الوحيد كان فيه طبيب أسنان، لهذا تم نقلهم الى مدينة الحديدة على بعد ساعة، وهو ما يؤكد إهمال هذه المدينة كغيرها من بلدات اليمن، التي لم تحظى بأيام السلم والتنمية، وأخذت حصتها من الفساد والاهمال، وفي ايام الحرب، اخذت حصتها من الدماء. المدينة مسالمة لابعد حد، وكانت طوال عقود خارج خارطة الصراع، وليست محسوبة على احد، توجد فيها محطة توليد كهرباء، وما ضرب كانت مدينة العمال والمهندسين لمحطة الكهرباء. بعد يومين نفى التحالف انه من قام بالضرب، انتظر كل هذا الوقت ليعلن انه غير مسؤول، وهو المسيطر على الأجواء اليمنية ويفرض حصار جوي خانق، يمنع وصول المساعدات، فمن الذي حلق اذا وضرب مدينة المهندسين في المخا! بعدما ظهرت حقيقة ماحدث، وانها جريمة حرب، ووضحت الصور حجم الماساة، تملص التحالف السعودي ، فملفه الإجرامي في اليمن لا يحتمل. طبعا الخصوم الحوثيين للسعودية، استغلوا هذه المجزرة، وصراخ الامهات على اولادهن، لمزيد من الابتزاز السياسي وكانهم المدافع عن اليمنيين، وبعدها بيوم واحد، ارتكبوا جريمة جديدة في المدينة المجاورة " تعز″ بقتل عشرات المدنيين المدنيون وحدهم من يدفعون ثمن هذه الحرب ، الداخلية- والخارجية، هم من تقتلهم طائرات السعودية ومدافع الحوثيين لكن المخا. أضيفت مؤخرا لخارطة الصراع وهي المدينة البعيدة المنزوية الهادئة، مدينة العمال والصيادين، انضمت لتؤكد ان مامن مدينة او بلدة محمية وآمنة فر الناس الى البحر، فلا مكان يهربون اليه، البلد محاصر برا وجوًا وبحرا ، والحرب تأكله، والعالم يتفرج طمرت المخا العريقة، كما يطمر اليمن كله تحت الحرب، ولا يهتم أحد وهو يتناول قهوة الصباح ويطلب "موكا" العزاء لأرواح الضحايا نقلا عن "رأي اليوم"